15 أبريل، 2024 7:57 م
Search
Close this search box.

أذا كانت هذه بدايات الكاظمي الله يستر من النهايات

Facebook
Twitter
LinkedIn

ما أغرب أفعال حكام بغداد، ، الكاظمي يوبخ أخيه علنا امام مرأى ومسمع الجميع ، ويعود ليعتذر له مرة ثانية امام الناس ، قائلا ، لقد كان ذلك لسؤ فهم ، وانفعلت ، واعتذر ثانية، وأود قبل كل شئ ان أقول للسييد الكاظمي ، لا يمكن بهذه الطريقة ان تكسب تأييد الناس، لأنها وسيلة بائسة لإثبات حسن النوايا، إذ كان بإمكانك ان توبخه بطريقة لا يعلم بها الناس ، لأنك بهذا الأسلوب المنفعل أكدت للملأ ان أخيك سيتدخل بأمور الدولة كونه أخيك ، وانك انفعالي في قراراتك وهذا ليس من اساليب الحكم الرشيد، والسؤال الان اليس ثمة شئ اهم من تصرفات أخيك والبلد يعج بالمشاكل، هذه بداية ليست موفقة ولا تدل على حسن النوايا ،
لم يشهد العراق منذ تأسيس دولته عام 1921 ، حالة عدم التدخل هذه الا ابان حكم المرحوم عبد الكريم قاسم والمرحوم عبد الرحمن عارف ، فكلا الرجلين كانا مثالا للحكم النظيف والشريف والمتعفف عن ملاذ السلطة ومنزلقاتها، . وهنا أود ان أذكر الجميع في هذا البلد ان الكل الفاسد موجود في كل العهود ولكن كان على درجات ، فقد كان عدي وقصي مثالا صارخا على التدخلات السافرة بشؤون الدولة وخفاياها ، ولكن ما حدث بعد عام 2003 ، كان مؤلما جدا لان التدخل صار عادة غير مخلة باصول الحكم بل صارت جزءا لا يتجزأ’ منه ، ومنذ مجلس الحكم ووزارة علاوي وصولا الى وزارتكم . والغريب ولكثرة الأطراف الفاسدة صارت التدخلات ليست عائلية فقط بل حزبية ومليشياوية وعشائرية بل وحتى رسمية ، مما أفرغ الدولة من محتواها القانوني ، وتعالى عندها الشخص المهم بدل القرار المهم ،
ان التكليف الذي خولكم حكم العراق جاء نتيجة لعوامل ذاتية لا موضوعية شأنك شأن كل رؤساء الكابينات الوزارية ، وأرجو المعذرة لم تكن كفاءتك هي المعيار الموضوعي ، ولم تكن شخصيتك هي المقياس الموضوعي ، ولم يكن تأريخك هو الاداء النموذج ، وانما انت كغيرك متوافق عليك توافقا نخبيا لا توافقا شعبيا ، وان الوصول الى الشعبية يتأتى من الاتيان بالجديد للمواطن ، بالمقبول لدى هذا المواطن ، واخيرا بالمعقول من الاجراءات والقرارات التي ترفع من مستواه المعاشي والصحي والتربوي ، وان هذا لا يمكن تحقيقه الا بالتفكير بالجزئيات والاستماع الى لغة العقل ، ولغة العقل عندنا في الاعلام اليوم هي الانتباه الى الاقتصاد ، بدءا من بيع العملة في البنك المركزي وصولا الى وزارة التجارة والوقوف على عبث السوق وقلة الانتاج ، ان ما نضعه أمام سيادتكم ربما مطلب تعجيزي امام نهم السراق ولكن نطلب ان لا تكون بداياتكم خاطئة كهذه البداية كي لا تكون الخواتم خاطئة ، وفقكم الله ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب