19 ديسمبر، 2024 6:01 ص

أدم بغطاء مكشوف

أدم بغطاء مكشوف

أستيقظت من نومي فجأة … وتركت الفراش العنيد بصعوبة .. لأتحرك خطوات قليلة نحو نافذة بيتي الصغيرة ! كانت لحظات النعاس لاتزال ترافق عيني  بشكل خجول , المهم انني فتحت النافذة واذا بشيئ غريب ! انني ارى العمارات ناطحة السحاب ذات الزجاج الملون وهي تملئ الفضاء الذي كان يحتل المشهد من النافذة !! فرحت كثيرا عندما رأيت ذلك المشهد الجميل فصورة المفرقعات التي كانت تملئ سماء بغداد لتلونها  بشتى الالوان الرائعة , لكنني بقيت مندهشا  فانني  لاأعرف سبب تلك الافراح وسبب تطايرها في احضان بغداد المعروفه بالحزن  دائما !! تركت تلك النافذة التي كانت تشع باضوائها الزاهية  , فتوجهت  الى المطبخ للحصول على قدح من الماء , ففتحت الثلاجة واذا باقداح الماء قد تجمدت !  بالفعل لقد دهشت  مثلكم تماما ! فكيف تجمدت المياه ونحن على ابواب فصل  الصيف الحار  ! فأحسست وايقنت من خلال برودة الطقس  داخل المنزل وانخفاض درجات الحرارة فيه ان التيار الكهربائي لم ينقطع عن المنزل منذ فترة ليست بقليلة مماساهم بتجمد المياه واستمرار عمل جهاز التكييف الذي اشتريته لمنزلي في وقت سابق كجزء من الديكور فقط  !! عاودت مرة اخرى لاحاول النوم على وسادتي الصغيرة  ولكنني لم افلح ابدا  لان ذهني كان مشغولا باستعراض تلك الصور الجميلة التي شاهدتها منذ لحظات من خلال النافذة !! حقيقة لم اصبر ابدا فانا لست باأيوب !! وبعدها ارتديت ملابسي وغادرت المنزل لأستقل سيارتي الشخصية  ولكن يبدوا  ان  هذا اليوم  هو يوم خاص بالدهشة  فصدمت مرة اخرى ! فسلة المهملات التي طالما اضطررت ان اتخلص منها بمفردي لان سيارة جمع النفايات كانوا ( زعلانين) على محلتنا لان (متعاركين) مع احد الجوراين !! (لان الظاهر الجماعة ناسين انو هم موظفين ) وهذا الشيئ واجب عليهم ومو بمزاجهم يجون لو مايجون  !! المهم ان سلة المهملات هذه لم اجدها في مكانها لكنني وجدت بدلا عنها ورقة التكرونية صغيرة علقت في مكانها صادرة من وزارة البيئة وهي بمثابة تبيلغ رسمي لي يحثني على عدم رمي انواع معينة من النفايات داخل الكيس حفاظا على البيئة من التلوث !! غادرت المنزل وانا لاعلم ماذا يحصل لي بالظبط ولكنني مبتسم بخجل لما يحصل !! استمريت  بالسير واذا بغداد تشع نورا من كثرة اضوائها  والوانها وضجيج الناس فيها بالرغم من ساعات الليل المتأخرة هذه , كروبات ( البابا نؤيل ) تجول الشوارع وهي تحمل البالونات الكبيرة لتطلقها في سماء العاصمة !  وفجأة اوقفني رجل المرور ليتأكد من متانة العجلة الخاصة بي حيث قال لي اننا نخاف عليك ياسيدي من سرعة القيادة خلال الليل ! ونذكرك بعدم تناول الكحول اثناء القيادة ! تذكرت كلمات الراحل الفنان جعفر السعدي وهو يقول في محض دوره في مسلسل ( النسر وعيون المدينة ) عجيب امور ..غريب قضية …… يعني معقولة هذا رجل المرور عدنه بالعراق ! اتذكر اخر حادثة كانت معه قبل ايام انه طالبني بعشرة الاف دينار لانه ممتريك منذ الصباح !! على حد قوله !!  غادرت ذلك الرجل المروري الغريب والدخيل على جهاز المرور العراقي لان الجماعة مو هيجي اخلاقهم ؟ شوية بعد احسن !!  فنزلت لاسأل احد المارة مالذي يحصل في بغداد  ؟ اجابني قائلا ؟ لاتعلم مالذي حصل ! اجبته ب(لا)  فقال لي :  لقد فاز العراق عالميا كبلد السلام الاول في العالم مناصفة مع دولة سويسرا !! وقفت مندهشا كالمجنون وبمصطلح اهلنا ( دخت ) كلش  ..حدثت نفسي وقلت معقولة احنا العراق هيجي صرنة !!  وفي هذه الاثناء  واذا بكروب اخر لعروض الازياء يعرض عروضه مجانا تحت ساحة الامة وسط بغداد التي كانت مكتضه بالناس ! ومو بس عراقيين حتى اجانب فوكاها  ! كانت ازياء جميلة ومتعددة لشخص يرتدي زي المنطقة الغربية يعانق شخصا من شعبنا في اهوار الجنوب !! لم اتحمل اكثر من الذي يجري فلم افهم مالذي حل ببلدي العراق فانا لااملك صبر ايوب كما اسلفت سابقا !! ذهبت لاتناول الايسكريم من محلات كتب عليها (ان كنت لاتملك المال ..فقطعة الايكسريم لك مجانا ) فسألت صاحب المحل (انت شتربح اذا تهدي الايسكريم مجانا) فقال لي ان الدولة تدفع لنا من خلال احدى الوزارات مبالغ معينة لدعم ذوي الدخل المحدود والقضاء على الفقر وهو جزء من واجباتها التي نص عليها الدستور  فانا لن اخسر ابدا لاتقلق ياعزيزي  ) ..ومااحجيلكم يااخوتي عن  ( المترو) هذا المترو الي ظلت اجيال ورة اجيال بس تسمع عن مخططات وعن مشروع للتفكير  بفكرة أنشائه فقد و منذ قيام الدولة العراقية وموبس وصل من بغداد الى المانيا مثل  ممفتهمين ! لا اليوم هو أربط بمعظم الدول بشكبة كبيرة  مع بريطانيا وروسيا والهند وسمعت من عامل المترو انو هم ديشتغلون حتى يوصل الى امريكا بس الميزانية المالية للدولة انقرت قبل نهاية السنة بسبب زحام المشاريع فتأجل الموضوع على السنة القادمة !!! اما حركة الطائرات فسماء العاصمة صارت عبارة عن لعبة ميكانو بس يعجبك تشوف السماء وهي ملونة بالوان الطائرات المغادرة والقادمة الى العراق والحجي بيناتنه فيزا دخول العراق صارت جدا صعبة واصبحت حكر بس على الناس المستثمرين ولازم تقدم كفيل حتى تدخل للعراق مماادى الى عزوف بعض الشركات عن دخول العراق لان اعتبروها اهانة الهم ولشركاتهم !! ومناطق بغداد صارت كلها جميلة ورائعة بجهد الامانة الكبير  فمثلا منطقة الكرادة اصبحت طابقين وهي من المشاريع العملاقة الي نجحت وبقوة واذهلت العالم باسره  وصارت كرادة داخل وخارج وكرادة فوك وتحت !!  بالاضافة الى انها اصبحت محمية طبيعيا لان يحيطها حزام اخضر وهي من منجزات وزارة الزراعة الي هي الأخرى منعت دخول الخضر والفواكه وصار الانتاج محلي باشراف طاقم هندسي امريكي وشكد حلو من تشوف صندوق الفواكه وهو مكتوب عليه ( صنع في العراق ) اما الفنادق اتسعت هي الاخرى  وصارت سلسلة اخرى منها  فندق دجلة والفرات وبغداد الدولي وفندق ليلة العمر ووووو الخ من التسميات  ومدن سياحية كثيرا وكل مدينة بيها مطار خاص بيها  والكثير من الشاليهات الي توزعت على ضفاف دجلة والفرات خاصة بالعوائل والشباب …بس استوقفني شي هو ان ماكو أي سيطرة عسكرية او جندي تابع للجيش فعرفت انو الجيش اتوزع على الحدود العراقية ووممنوع أي جندي يجول بشوارع العاصمة بزي العسكري لان هذا جزء من تعليمات وزارة السياحة العراقية واخذتها الحكومة على محمل الجد خدمة للصالح العام ..اما ساحة كهرمانة الاربع والاربعين حرامي (سابقا) صارت ساحة جديدة بمكانها هي الاربعة واربعين عالم عراقي وهي من ابتكارت الدولة العراقية في دعم الحس الوطني في العاصمة ..ويكولون الناس انو احد المسؤولين الكبار شاهدوا  يجول قبل ايام بدراجة هوائية (بايسكل) بين الناس بمفردة لان حماية الشخصية وزعهم على دوائر الدولة حتى يستفاد منهم قطاع الموارد البشرية بشكل اوسع !! وكذلك يحاول هذا المسؤول  ايصال نوبات احساس لاافراد الشعب بالتواضع وحب الوطن بجميع طبقاته وحتى يتعرف على هموم الناس بشكل مباشر بس الصراحة اني شخصيا مشفته !! وقررت بعد هذا اليوم الطويل اتناول وجبة العشاء بمطعم النخلة فوق برج السلام السياحي وهو مرادف لبرج خليفة في الامارات بس برج السلام شوية متطور اكثر لان احدث من برج خليفة وقبل ماامد ايدي لتناول العشاء واذا بمصيبة كبيرة جدا ..وهي فتحت عيني ولكيت كول الي سردته هو حلم وردي جميل لن يتحقق ابدا بوجود النخب العامرة في هذا البلد الضائع !!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات