23 ديسمبر، 2024 1:02 ص

أدلجة الشعب وتغيير هويته الإسلامية مشاريع اُعدة للمنطقة

أدلجة الشعب وتغيير هويته الإسلامية مشاريع اُعدة للمنطقة

بعد إن كانت الأمة الإسلامية ثمل القوى التي لا يمكن لأي امة أن تقهرها أو تزيل عقائدها أصبحت اليوم امة ضعيفة وخاوية وليست لها إرادة حرة اتجاه القوى المعايدة إلا الخضوع والخنوع لها وتطبيق ما تريده منها بدون مقاومة أو رفض وكل ذلك بسبب ابتعاد الأمة الإسلامية عن نهجها الحقيقي وقيادتها الواعية والرصينة التي تستطيع أن تصف العلاج الناجع لحل الأزمات وتستطيع أن تقدم النموذج الصالح لرقي وتطور هذه الأمة في وصولها إلى بر الأمان في الدنيا والآخرة كما جاء في قوله تعالى (وألو استقموا على الطريقة لأسقينهم مآءً غدقاً ) وقوله أيضاً (ولو أن أهل القرى أمنوا وتقوا لفتحنا عليهم بركتٍ من السمآء والأرض ولكن كذبوا فأخذنهم بما كانوا يكسبون) وقوله(ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل ومآ أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أُمة مُقتصدة وكثير منهم سآء مايعملون) وغيرها من الآيات والروايات التي توضح لنا سُـبل الوصول إلى النجاح إلا إننا نغفل أو نتغافل عنها بسبب حُبنا للدنيا وتخبطنا في الطريق الموصل لها.

ولو نظرنا إلى حالنا اليوم فإننا سوف نجد أمة تدعي الحب والولاء لمحمد وأهل بيته وصحبه فقط من دون السير على نهجهم في حياتنا اليومية وكل ذلك يعود إلى غفلتنا عن المشاريع التي أُعدة لنا من قبل الدول الغربية بكل اتجاهاتها وألوانها, وكيف أنها استطاعت أن تغير هويتنا الإسلامية.

ولو نظرنا إلى العراق اليوم نجد بأنه أصبح ساحة حرة لكل الثقافات والتوجهات التي يراد لها أن تصبح جزء من ثقافة شعبه ومجتمعه ويأتي هذا التوجه من قبل العدو الأمريكي فانه بعد إن عجز عن فرض سيطرته على المجتمع العراقي من خلال الغزو والاحتلال و رأى بان طبيعة كل مجتمع عند احتلاله من جهة أخرى فانه سوف يلتجأ إلى زعمائه وقادته وسوف يقف بوجههم ويعرقل مخططاتهم, فاتجهوا نحو احتلال من نوع أخر ألا وهو الاحتلال الثقافي الذي يُعد اخطر من الاحتلال العسكري على تغيير ثقافة الشعوب.

واستطاعوا من خلال برامج وآليات عدة إن يوجهوا بعض فئات المجتمع كيفما يريدون تحت أطر وبرامج إنسانية أو ثقافية أو غيرها فتراهم لا يعيرون أي اهتمام لما يصيب المئات من أبناء الشعب في غزوة أو مواجه معينة, بينما نجدهم في جانب أخر يُقوموا الدنيا ولا يُقعدوها من اجل قتل صحفي أو مواطن أجنبي مثلاً ليوهموا المجتمع بأنهم مع مبادئ حقوق الإنسان ولا يسمحوا لأي احد بالأعداء على الآخرين من الأبرياء والعزل.

وفي المقابل نجد بان الشعب العراقي مكتوف الأيدي اتجاه تلك الإحتلالات الثقافية التي باتت تغزو كل بيت ومجتمع ولا يقوم أصحاب القرار بالوقوف ضدها أو حتى التنديد بها, فعلينا أن نكون حذرين من استيراد أي ثقافة غربية لمجتمعاتنا.

نعم نحن لا نقف بالضد من استيراد أو التأثر بالمجتمع الغربي من الناحية العلمية أو الصناعية أو التجارية أو غيرها من الثقافات التي تصب في مصلحة شعبنا وأبنائنا, ولكن في المقابل علينا أن لا نكون أدوات لتلك الشعوب المعادية التي لا هم لها إلا القضاء على الثقافة الإسلامية الأصيلة التي جاء بها النبي الأكرم صلى الله عليه واله.

فان العدو استطاع إن يخلق لنا من داخل مجتمعاتنا الإسلامية مع شديد الأسف جهة جاهلة وقاتلة تسيء إلى سمعة الإسلام والى الإنسانية بصورة عامة تحت إطار ديني ومذهبي يدّعي لنفسه انه ينتمي للإسلام, والإسلام منه براء وتحت اطر وعناوين متعددة فتارة تجده تحت أسم تنظيم القاعدة أُخرى تحت اسم الجيش الإسلامي أو جيش النصرة أو تنظيم داعش وغيرها من المسميات والعناوين التي لا هم لها إلا تشويه سمعة ومبادئ الإسلام وكل ذلك يدخل تحت عنوان المشاريع المعدة للمنطقة وكيفية تغيير ثقافتها الإسلامية.

وفي المقابل نجد تيارات أخرى أصبحت تعمل تحت الأطر العلمانية أو اللبرالية مع إن اغلب أعضاءها إن لم نقل كلهم إسلاميين ولكن بدءوا يبتدعون عن الإسلام من حيث يعلمون أو لا يعلمون وأصبحت المجتمعات الإسلامية تتأثر بالثقافة الغربية من ناحية اللباس والعادات والتقاليد وتبدل الأعراف وغيرها من التوجهات التي هي اليوم سيدة المجتمع الإسلامي وتوجهه كيفما تريد.

مع إن لكل مجتمع ثقافة وطبيعة خاصة تختلف عن غيره من المجتمعات ولا يمكن في أي حال من الأحوال جعل المجتمعات الشرقية كالمجتمعات الغربية, ومع ذلك فان مجتمعاتنا اليوم أصبحت مؤدلجة حسب ما تُريده منها الثقافة الغربية وهذا يُعد انتصارا للغرب على المجتمعات الإسلامية ونحن مع شديد الأسف لا نلتفت لذلك.

وخير دليل على ذلك ما تقوم به السفارة الأمريكية في بغداد فإنها تسعى جاهدة من اجل إدخال الانحلال الأخلاقي والأسري في ثقافة انباء المجتمع العراقي, فمن خلال برامجها التلفزيونية التي تقدمها قناة الحرة عراق واستقطابها لأغلب الإسلاميين الذي انخرطوا في تيارات علمانية أو الحادية تعرف مستوى الضخ نحو علمنة الشارع الإسلامي العراقي.

ومن جانب أخر فان السفارة الأمريكية تستطيع اليوم أن تصنع رأي عام داخل المجتمع العراقي بأيادي عراقية وربما تكون تحت اطر إسلامية معادية للإسلام تنطلي على الكثيرين.

فالحذر كل الحذر من التوجه الذي تقوم به السفارة الأمريكية في بغداد ولابد لنا من العمل على تحجيم دورها وكشف أمرها إلى المجتمع العراقي ويكون على اطلاع تام بما يدور داخل تلك السفارة.

وقد كشف لنا الأستاذ حسن سلمان رئيس مجلس ألامنا في شبكة الإعلام العراقي عن عدة نقاط مهمة تكشف لنا التدخل الأمريكي في ذلك من أبرزها هو تغييب أخبار الجمهورية الإسلامية الإيرانية وخطب السيد حسن نصر الله ومواقفهم السياسية الداعمة للعراق وللعملية السياسية ووحدة البيت الشيعي. ومنها وقوف مدير شبكة الإعلام العراقي مع النظام البحريني في إدانة القنوات الشيعية التي ناصرت الشعب البحريني.

ومنها وهي الأخطر بان هنالك وفد جاء من بريطانيا مطالباً مجلس ألامنا بإنشاء قانون لعمل شبكة الإعلام العراقي, ومطالبتهم بسحب القانون الذي أرسلته الحكومة إلى مجلس النواب.

ويؤكد الأستاذ السلمان على إن ذلك كله بإشعار من السفارة الأمريكية وما خفي كان أعظم .

فالحذر كل الحذر من التغافل عن دور السفارة الأمريكية وفي الختام أتساءل لماذا تكون السفارة الأمريكية في العراق اكبر سفارة أمريكية في العالم من ناحية تعدد الدبلوماسيين والعاملين والمنسقين والمدربين وغيرها من العناوين. ولماذا العراق يختلف عن غيره من البلدان العربية أو الأجنبية في الحسابات الأمريكية؟؟؟