إن رسالة الله في الحياة المحبة والمودة والصفاء للمخلوق الذي يعد أساس الأسرة ومن خلاله تبنى المجتمعات والإسلام أعطى المرأة حقوقها وفرض عليها الواجبات والمرأة التي عدت أساس تجعل بيتها فيه المودة والصفاء .قال تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )1- بين أفراد ألأسرة ولا بث روح الفرقة والتقاطع بينهم وهذا الترابط بينهم في نشر المحبة دليل الرحمه قال النبي محمد (ص): ( اتقوا الله في الضعيفين: اليتيم والمرأة فان خياركم خياركم لأهله)2-
إن حب الزوج لزوجته هما الرحمه والمحبة التي جعلها الله في هذا البيت وهذا ما يجعل الرجل يشفق عليها ويحترم حقوقها قال رسول الله محمد: (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا )3- ومن يتسم بهذه المودة والرحمة حتماً يعيش الحلم وسعة الصدر والرفق بها بالمعروف,وفي المقابل من تجده متغطرساً فاقد الاهلية لبناء الأسرة متماسكة قال تعالى : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا )4-.
إن الأحسان اليها من حيث المعاشرة وتألف الطباع وهذا دليل على المشاركة والمساواة بين الزوجين وفي المقابل أن تبادل المرأة زوجها بهذه الطباع مما يجعل الأسرة في هناء عن أمير المؤمنين علي (ع) قال : ( لا تملك المرأة من الامر ما يجاوز نفسها فإن ذلك أنعم لحالها، وأرخى لبالها، وأدوم لجمالها، فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة …)5- وسبب من أسباب السعادة ومن الزوجين من تجدهما يؤذي احدهما الاخر بفعل أو قول عند المقابلة وهذا لا يجعل لكما الخيار في فسخ التودد والرحمة فالصبر مفتاح للفرج ولو نظر أحدهما لهذا الجانب لوجد في المجتمع من طباعاً رديئاً ويقصر في سلوكه على الاخرين وهذا ليس في الرجال فحسب ففي الطرف الاخر من طباعها رديئة وهما يتذكران فحتماً سوف يخرجان بحصيلة إن لكل واحد منهما عيب لابد من أصلاح هذا العيب قال تعالى : ( وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )6-.
إن الطباع السليمة تتصف بالإيمان وهي مخالطة قلب الانسان ببشاشته ومن يعرف عاشرهن بالمعروف يحفظ لها حقوقها وواجباتها التي تعني المشاركة بالمساواة عن أبي عبد الله قال : (ما حق المرأة على زوجها الذي إذا فعله كان محسنا؟ قال: يشبعها ويكسوها وإن جهلت غفر لها )لا حملها على الشدائد وخلق الهفوات بل جعل المودة ولا تضيق النفقة عليها بحجة الاسراف وهي تقوم في خدمتك وخدمة بيتها)7-.
المصادر
1- سورة الروم الأية 21
2- بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٧٦ – الصفحة ٢٦٨
3- البخاري ٤٧٨٧، ومسلم ٢٦٧١
4- سورة النساء الاية 19
5- الكافي – الشيخ الكليني – ج ٥ – الصفحة ٥١٠
6- سورة البقرة الاية216
7- الكافي – الشيخ الكليني – ج ٥ – الصفحة ٥١٠ -511