22 ديسمبر، 2024 7:18 م

حصل ثلاثة عشر ألف وستمائة طالب على معدل من 98% فما فوق في الامتحانات الوزارية للصف السادس الاعدادي بفروعه هذا العام. نقول مبروك لكل الطلبة. فاذا علمنا ان الطاقة الاستيعابية للجامعات العراقية هي 7500 طالب ..فحتما ستواجه ادارة التعليم مشكلة كبيرة .. لكون المعدلات العالية التي حصل عليها اغلبهم لا تعني الا.. ان العملية التربوية فاشلة وسقيمة. و دليل على ان من وضع الاسئلة اعتمد على مبدأ (ادرخ تنجح).

علامة فشل التعليم بـ العراق واضحه ففي اغلب البلدان. عدد الذين يحصلون على معدلات عالية يعدون بعدد الاصابع ويكونون مميزين فعلا ويحظون بأعلى مراتب التكريم والتميز وتفرد لهم رئاسة الحكومة يوما مشهودا..

تابعت النتائج على موقع الوزارة وأحصيت عدد من حصلوا على معدل 90% فما فوق وهم يعدون بالآلاف. وهي سابقة تحصل لأول مرة بالعراق وجل هؤلاء هم من شاكلة (حافظ بس مش فاهم ) وطموحهم هي المجموعة الطبية ..باعتبارها مهنة الثراء والكسب السريع.

الفهم الخاطئ لمهنة وتخصص الطب من قبل العامة.. وتوصيفها بأنها مهنة الكسب السريع هو فهم ملتوي .فهي من الاختصاصات الصعبة. ومهنة انسانية قبل ان تكون تجارية.. وفيها يتجرد الانسان من الذات والانا .وتكرس فيه كل مفاصل الحياة لخدمة الآخرين.

كما ان شبهة تلقين الطلبة من قبل المراقبين في بعض المناطق.. أتية من مفهوم الغلبة والتفرد.. وهو أمرا واضحا لكل من يتابع نتائج تلك المناطق.. وهي فكرة سقيمة كرسها النظام السابق وشعارها( لنا الامرة عل العباد.. ولكم الخدمة والجهاد).

بوضوح هذه النتائج وباتفاق ذو الاختصاص لا تعني معيارية التفوق والتميز. بل تعني ان مفهوم (ناجح دمج).. هو ابلغ توصيف لا أغلب المتميزين..وليس امام قنوات القبول بالجامعات.. الا اجراء امتحانات التفاضل والتنافس.. واختبارات المهارات العقلية ومقاييس الذكاء.والا سيتحول عراقنا الى.. اطباء وصيادلة.. فاشلون.. لاهم لهم سوى لافتات الدلالة.. وملئ الجيوب.والله من وراء القصد.