18 ديسمبر، 2024 8:48 م

أدب عصي على الموت

أدب عصي على الموت

كان الأدب في روسيا يحظى دائما ، بشعبية كبيرة ومكانة سامية في نفوس وقلوب القراء ، خصوصاً المثقفين منهم. وكان ينظر الى الكاتب كنبي، او معلم للشعب قادر على التأثير في النظام القائم وتغيير المجتمع . وكان دور الكاتب في روسيا عظيما الى درجة انه كان من غير اللائق أن يتفاخر أحدهم بنفسه أمام الآخرين ويقول: ” أنا كاتب “، وكأنه يقول ” أنا عبقري ” أو” أنا انسان عظيم ” .

أصبح الادب الروسي منذ عصره الذهبي ، في القرن التاسع عشر، شبيهاً بالدين ، يحمل عبئًا أخلاقيًا هائلًا ، ومثل الفلسفة ، أخذ على عاتقه التفسير الفكري للعالم المحيط ، وتحول الأدب من ظاهرة فنية- جمالية الى كتاب الحياة.

شهدت السنوات العشرين التي سبقت ثورة اكتوبر 1917 – وهي الفترة الإنتقالية من العصر الذهبي بمعطياته الفكرية والفنية الكلاسيكية الى عصر جديد بتياراته الحداثية وتنوعه الشعري والنثري، التي اصطلح على تسميتها ب” العصر الفضي ” – إزدهاراً أدبيا تمثل في تيارات الحداثة والإتجاهات الأدبية المتنوعة وبخاصة في الشعر ( الرمزية ، المستقبلية ، التصويرية ، التكعيبية وغيرها) التي تعايشت وراحت تتنافس فيما بينها. واذا كان ثمة شيه إجماع بين مؤرخي الأدب الروسي حول بداية ” العصر الفضي ” وهي أواخر القرن التاسع عشر ، فإن الخلاف ما يزال قائماً بينهم حول نهاية هذه الفترة التي يرى البعض أنها انتهت بوفاة الشاعر الكسندر بلوك وإعدام الشاعر نيكولاي غوميلوف عام 1921 ( مؤسس مدرسة الأكميزم في الشعر الروسي ، زوج الشاعرة آنّا أخماتوفا ) ، بينما يرى البعض الآخر ان هذه الفترة انتهت بإنتحار الشاعر فلاديمير ماياكوفسكي في عام 1930 .

غالبية كتّاب ” العصر الفضي ” عارضوا النظام البلشفي وقرروا مغادرة البلاد الى اجل غير مسمى ولكنها أصبحت بالنسبة الى معظمهم هجرة بلا رجعة ، حيث أنشأوا في الدول الغربية مراكز ثقافية، ودور نشر روسية، وأصدروا صحفا ومجلات للقراء الروس في مدن اوروبية عديدة ولا سيما في باريس وبرلين ، وظهر في السنوات اللاحقة ما يسمى بالأدب الروسي في المهجر .

وضعت ثورة اكتوبر عام 1917 في روسيا حداً للحريات الديمقراطية ،لكنها لم تستطع أن تغيّر على الفورالحياة الثقافية ، ومنذ عشرينات القرن العشرين ، أخذت ظاهرة ثقافية جديدة تتبلور في البلاد ، اطلق عليها مصطلح ” الأدب السوفييتي ” . وجرى تقييم االكتّاب من حيث موقفهم من السلطة السوفيتية ،التي كانت تريد منهم الإشادة بالثورة ، وإبراز مزايا النظام الجديد ، مقارنة بالنظام الرأسمالي ، وليس إنتقادها أو التحليق خارج السرب .

ومع حلول اوائل الثلاثينات سيطرت الدولة على المطابع والصحافة وأغلقت دور النشر الخاصة ، والغت كل الجمعيات الأدبية – التي كانت تضم آلاف الأعضاء وتصدر مجلات طليعية – وذلك بموجب قرار اللجنة المركزية للحزب بإعادة بناء الجمعيات الأدبية والفنية . وذلك تمهيداً للمؤتمر التأسيسي لإتحاد الكتّاب السوفيت الذي انعقد في أغسطس عام 1934 ، وقرر المؤتمر إعلان ” الواقعية الإشتراكية ” المذهب الأدبي والفني الوحيد المعترف به في البلاد،ومحاربة الإتجاهات ( البورجوازية والشكلية ) في الأدب والفن .

(الواقعية الإشتراكية ) مصطلح غريب ،وكأن ثمة في الأدب العالمي واقعية رأسمالية أو إقطاعية وقد أصبح هذا المذهب ملزماً لكل الكتّاب والشعراء والنقاد والباحثين والفنانين .

لعب المؤتمر دوراً سلبيا في الحياة الثقافية ، وأسهم في تدميرالقيم الروحية والجمالية والتقاليد الأدبية للأدب الروسي . وأنتاب القلق والتوجس كتاباً مشهورين ومنهم اسحاق بابل الذي أعلن في المؤتمر مازحاً أنه ابتكر جنساَ أدبياً جديدا اطلق عليه جنس ” الصمت” أي التوقف عن النشر الى أجل غير مسمى .

أصبح عامل البناء أو المنجم أو مصنع الصلب أو فلّاح التعاونية الزراعية ، البطل الرئيسي الإيجابي في الأدب السوفيتي . وتم حظر نشر الأعمال الأدبية ، التي لا تعكس توجهات الحزب الايديولوجية والصراع الطبقي وانجازات بناء الاشتركية..ولجأ العديد من الأدباء الى تناول الموضوعات التأريخية تهرباً من الحاضر الخانق .أو حرصوا على الإحتفاظ بنتاجاتهم الجديدة بعيداً عن الأنظار في ادراج مكاتبهم انتظاراً لزمن أفضل .

وبعد تصفية المعارضة داخل الحزب الشيوعي في النصف الثاني من الثلاثينات وهيمنة ستالين المطلقة على السلطة ، تم تشديد الرقابة الأيديولوجية المتزمتة على المجلات الأدبية ( السميكة )، وعلى دور النشر والمسرح والسينما ، التي اصبحت كلها حكومية في عموم الإمبراطورية السوفيتية المترامية الأطراف. وبدأت الحملات الصحفية الظالمة ضد كل من يخرج عن الطاعة ويكتب ما لا يعجب السلطة .وشرع الحزب البلشفي بإتباع اسلوب الإشراف المباشر على الحركة الثقافية وادارة الأدب وتوجيهه.

وفي هذا الإطار جرى تهميش الكتّاب الذين لم يتحمّسوا للنظام الشمولي، وإختفى أي أثر للرأي الآخر، وتحول الأدب السوفيتي الى أداة لتخدير الوعي الجمعي وتضليل الجماهير وتعبئتها للتنافس على تنفيذ الخطط الخمسية في الأقتصاد بوتائر عالية .

كان الأدب المؤدلج يدعو الى التضحية بمباهج الحياة ، وتحمل الصعوبات والظروف المعيشية ، مهما كانت قاسية وبائسة في سبيل بناء ” الجنة الشيوعية ” الموعودة للأجيال القادمة . وان على الناس أن يعيشوا من أجل تحقيق هذا الهدف ( النبيل ) ، ويتحملوا في سبيله ، كل انواع الضيم والفاقة ، لا أن يعملوا من اجل توفير متطلبات االعيش او يهتموا بحياتهم الخاصة .

لم يعد بوسع أي كاتب أن ينشر عملاً ابداعيا يعبّر عن عالمه الداخلي ورؤيته الخاصة للحياة ، وعمّا يجول بخاطره ، ويشعر به في نفسه . وادرك كل مبدع حقيقي أن الكتابة الأدبية أصبحت مهنة خطرة للغاية .

مصائر أفضل الكتّاب الروس في الحقبة السوفيتية –أولئك الذين يشكلون اليوم مجد وفخر الأدب الروسي الحديث – تراجيدية ومفجعة. فقد انتهت حياة العشرات منهم في ساحات الأعدام ، وقضى الآف آخرين نحبهم في معسكرات الإعتقال والأشغال الشاقة في أقاصي سيبيريا من الجوع ، والمرض وإنعدام الرعاية الصحية ، وتكيّف المنصاعون لتوجيهات الحزب الأيديولوجية مع الوضع الجديد . ولم يتم ملاحقتهم او اعتقالهم، بل ظلوا يكتبون وينشرون في اطار المذهب المفروض عليهم ، ولكنهم انتهوا ككتاب مبدعين ولم تعد لكتاباتهم قيمة فنية تذكر. وفي ظل هذه الممارسات القمعية ، وتقييد الحريات العامة والخاصة ، والمناخ الثقافي الخانق ، استطاع جهاز المخابرات السوفيتية تجنيد أعداد غفيرة من الأصدقاء والمعارف المقربين من الكتّاب، للتجسس عليهم ، وكتابة التقارير السرية عنهم حتى وإن كان هؤلاء الكتّاب ، قد إختاروا الصمت الإجباري أو الإختياري ،

ولم تقتصر تقارير المخبرين على أهل الأدب والفن ، بل شمل كل العاملين في أجهزة الحزب والدولة . وقد تبين من الوثائق المنشورة بعد تهاوي النظام السوفيتي ان العدد الاجمالي لتقارير المخبرين عملاء الأمن السري قد بلغ حوالي اربعة ملايين تقرير .

وتتضمن لوائح اتهام الكتّاب من قبل المدعي العام ، التي تليت خلال محاكماتهم ، تقاريرسرية كثيرة كتبها مخبرون من أقرب الناس الى الكتّاب المتهمين . وهي تقارير عن أحاديث هذا الكاتب أو ذاك مع أصدقائه وزملائه في انتقاد بعض سلبيات الواقع السوفيتي .

لجأ النظام السوفيتي منذ تولي ستالين مقاليد الأمور الى سياسة الترهيب والترغيب في التعامل مع الكتّاب ، ففي الوقت الذي كان فيه الكتّاب الأحرارعرضة للأعتقال أو الإعدام أو النفي ، ومنع تداول أعمالهم ، وشطب أسمائهم وأي إشارة اليهم أينما وردت ، في ظل حكم ستالين ، لجأ النظام السوفيتي في عهدي خروشوف وبريجنيف الى اسقاط الجنسية السوفيتية عنهم وطردهم من البلاد أو ادخالهم الى المصحات النفسية والعقلية ، كان الكتّاب المنصاعين للتوجيهات الحزبية يتم تكريمهم ماديا ومعنويا بمنحهم الجوائز الأدبية والأوسمة التقديرية والشقق السكنية ومنازل في الضواحي كمكاتب لهم بعيداً عن ضجيح المدينة. والأهم من ذلك انهم كانوا يحسبون على الطبقة الحاكمة المسماة ” نومنكلاتورا ” بإمتيازاتها الكثيرة في السكن الفاخر والمعالجة الطبية المتميزة ، وابتياع ما يحتاجونه من سلع في متاجر خاصة ، وتشر مؤلفاتهم بمئات آلاف النسخ ومنحهم مكافئات نقدية سخية للغاية ، توفر لهم حياة رغدة ، بعيدا عن شقاء ملايين الكادحين الذين كانوا يعيشون في منازل جماعية طويلة اشبه بعربات القطار مكتظة بالسكان حيث تخصص غرفة واحدة لكل عائلة ، ويضطرون يوميا للوقوف في طوابيرطويلة من اجل الحصول على أبسط السلع والخدمات .

نوافذ في الستار الحديدي

خفت موجة قمع الكتّاب المغضوب عليهم في فترة ” ذوبان الجليد ” أي عهد نيكيتا خروشوف (1955- 1964) حيث تمّ فتح نوافذ في الستار الحديدي- الذي كان يعزل المعسكر الإشتراكي عن بقية العالم – وأخذت رياح التغيير تهب على البلاد، وبدأ التبادل الثقافي مع الدول الغربية، واتباع سياسة التعايش السلمي بين النظامين الأشتراكي والرأسمالي ولم تعد المحاكمات سرية كما كانت في عهد ستالين . ومع ذلك فأن العقل الأيديولوجي الجامد ،لم يكن يقبل أي خروج على نمط الأدب الذي كانت تروج له الدعاية السوفيتية . وظلت أفضل الأعمال الأدبية حتى للكتّاب المشهورين حبيسة الأدراج في مكاتبهم ، بعد رفض المجلات الأدبية السميكة ودور النشر الحكومية نشرها .

هذه الأجواء الخانقة طوال عدة عقود ، كانت كافية للقضاء على الإبداع الأدبي . ولكن الأدب الروسي كان عصياً على الموت . ففي أول فرصة سانحة – حين لم يعد شبح الموت أو الزج في السجون واقفا بالمرصاد لكل من يفكر بطريقة مغايرة ، لا تتوائم مع التوجهات الحزبية- لجأ الكتّاب الروس الأحرار الى تجاوز الأشراف الحكومي على الأدب وإيجاد مسارات بديلة لنشر نتاجاتهم ، لا تخضع للرقابة الرسمية ، ومن أهم هذه المسارات :

1- سام ايزدات ، أي (النشر الذاتي) ، وهي كتب ومجلات كانت تطبع بأعداد قليلة على ورق رديء ورخيص في الأقبية بعيدا عن أنظار الشرطة السرية ، وأحيانا من قبل مغامرين عاملين في المطابع الحكومية ،وتوزع باليد على القراء الموثوق بهم ، وتنتقل النسخة الواحدة ، من يد الى يد الى ان تبلى تماماً . كانت مطبوعات ( سام ايزدات ) تنشر النتاجات الأدبية من نثر فني وقصائد شعرية ، والمذكرات الشخصية ، ودراسات في الفلسفة والتأريخ ، التي لا تجد طريقها للنشر العلني، وتعيد نشر النتاجات المحظورة من قبل السلطة. وكانت مطبوعات ” سام ايزدات ” تعكس الأدب الروسي الحقيقي ، بتنوعاته الفكرية والفنية ، وأساليبه الأدبية المختلفة، وتناغمه مع الأدب العالمي المعاصر ، وتلقى إقبالاً عظيماً ،في وقت كانت فيه أطنان من كتب الأدب المؤدلج تتكدس في متاجر الكتب والمكتبات العامة بآلاف النسخ دون أن يهتم بها أحد من القراء .

2- تام ايزدات ، أي( انشر هناك ) ويقصد يه تهريب مخطوطات النصوص الأدبية والفكرية لنشرها في الدول الغربية وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية . وتم عن هذا الطريق نشر نتاجات عشرات الكتّاب والشعراء ، وما زال جيلنا يتذكر الحملة الإعلامية السوفيتية ضد بوريس باسترناك حين فاز بجائزة نوبل في الآداب لعام 1958 ،عن رواية ” دكتور زيفاغو ” وما أعقب ذلك الفوز من إجراءات تعسفية ضده ( الفصل من إتحاد الكتّاب ، التهديد بالنقي الى خارج البلاد واجباره على اخلاء مسكنه العائد للدولة في قرية الكتّاب ” بيريديلكينا “) ، وقد اضطر باسترناك الى رفض الجائزة . وكانت هذه الحملة الظالمة سببا في تردي صحته ووفاته في عام 1960 .

وفي عام 1963، بدأت ملاحقة الشاعر جوزيف برودسكي ، فاستدعي للتحقيق أكثر من مرة ووضع في مصحة عقلية مرتين. وفي عام 1964 وجهت إليه تهمة التطفل بحجة أنه لا يعمل، وحكم عليه بأقصى عقوبة، وهي العمل في منطقة نائية مدة خمس سنوات، فنفي إلى محافظة أرخانغيلسك ، وبعد انتهاء مدة نفيه ، تمّ حرمانه من الجنسية السوفيتية ، وطرده الى خارج البلاد ، حيث إستقر في مدينة نيويورك ، وعمل محاضراً في جامعة مشيغان ، ونال جائزة نوبل في الآداب لعام 1987، وجائزة الأكليل الذهبي الأميركية عام 1991 ..

وفي عام 1966 حكم على أندريه سينيافسكي بسبع سنوات ، وعلى يولي دانيال بخمس سنوات بتهمة نشر أعمال أدبية بأسماء مستعارة في الخارج مسيئة الى سمعة البلاد وقد أثارت محاكمتهما ضجة في الغرب ، وأصبحت بداية لحركة الإنشقاق في الإتحاد السوفيتي .

– 3- نتاجات الكتاب الروس في المهجر ، التي كانت تتسرب الى داخل البلاد ، وتستنسخ بأعداد كبيرة وتنتشر بسرعة فائقة . .

من المعروف ان ثمة ثلاث موجات من هجرة الكتّاب الروس الى الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، اولى هذه الموجات كانت عقب ثورة اكتوبر1917 ، واستمرت الى اواخر العقد الثالث ، وهي أكبر الموجات ، حيث شملت غالبية النخب المثقفة . والثانية كانت خلال سنوات الحرب السوفيتية – الألمانية وحتى منتصف عهد ” ذوبان الجليد” ( 1941- 1960) ، والموجة الثالثة الأخيرة كانت بين عامي ( 1986-1961) . وبلغت هذه الموجة ذروتها عندما سمحت السلطات السوفيتية بهجرة المواطنين اليهود الى اسرائيل . ولكن معظمهم استغلوا هذه الفرصة للهجرة الى بلدان أوروبا الغربية ، والولايات المتحدة الأميركية .

كانت السلطةالسوفيتية تراقب هذه المسارات الثلاثة بعين يقظة ، وتتخذ اجراءات بحق الأدباء المتمردين على الرقابة الرسمية. ولم يعبأ الكتاب الأحرار بهذه الإجراءات التعسفية وواصلوا نشر كتاباتهم سرا داخل البلاد أو في الدول الغربية .

وقد تم التخفيف من الرقابة على المطبوعات ، ومن ثمّ الغائها نهائياً في فترة ” البريسترويكا ” ، ومنذ عام 1986 سمحت السلطات بنشر الأعمال الأدبية والفكرية ، التي كانت محظورة طوال السبعين سنة الماضية من الحكم السوفيتي وسميت هذه الظاهرة ” بالأدب المستعاد ، أي نتاجات الكتّاب من ضحايا الأرهاب الستاليني ، وتلك الأعمال الأدبية التي ظلت في أدراج مكاتب الكتاب البارزين ، ولم يغامروا بتقديمها للنشر في الحقبة السوفيتية، ، وكذلك أعمال الأدباء الروس في المهجر . وقد اتسعت هذه الظاهرة لتشمل نشرالوثائق الرسمية ذات العلاقة بالكتّاب المضطهدين والكثير من خفايا الحكم السوفيتي .

وبعد تفكك الإتحاد السوفيتي الى جمهوريات مستقلة ، تمّ في الإتحاد الروسي ، حل كافة دور النشر الحكومية وتأسيس دور النشر الخاصة ، التي حولت الكتاب الأدبي الى سلعة في السوق ، كما هو الحال اليوم في معظم بلدان العالم .