لفتني عنوان أحد المقالات لإحدى الكاتبات الصحفيات السودانيات خلال بحثي عن بعض المعلومات المتعلقة بأسماءٍ سودانية متميزة، ولفتني مضمون المقال والغصة التي غلفته والأحداث التي سردتها تباعاً ووصفت فيها انزعاجها من التعامل العربي مع الثقافة والحضارة السودانية واقصائها وتهميشها والتعالي عليها، وهو واقعٌ لا يستطيع أي منا إنكاره بل نؤكده حيث أن هذا الأمر لا يقتصر على السودان فقط بل يشمل أغلب الدول العربية وبشكلٍ خاص داخل القارة الإفريقية بإستثناء مصر، حيث تكاد أن تكون المعلومات عن ثقافة الدول التي تلي السودان جغرافياً شبه معدومة كما أن دول شمال إفريقيا لا تحظى باهتمامٍ عربي كافي رغم تاريخها العريق ووجود الكثير من الأسماء البارزة التي تركت بصمةً هامة حتى خارج حدود العالم العربي والتي تميزت دولياً في كثير من الأحيان عن دول المشرق العربي، وحتى رغم معرفة البعض عن الثقافة المغاربية إلاّ أن الكثير يفوته مثلاً أن ليبيا وموريتانيا هما دولتان مغاربيتان، وتحمل كل هذه الدول العديد من المكونات الثقافية غير العربية والتي تحتل مكانةً هامة كالأمازيغية والهويات القبائلية الإفريقية في دولٍ كالسودان والصومال والتي حافظت على تاريها منذ آلاف السنين حتى اليوم..لفتني عنوان أحد المقالات لإحدى الكاتبات الصحفيات السودانيات خلال بحثي عن بعض المعلومات المتعلقة بأسماءٍ سودانية متميزة، ولفتني مضمون المقال والغصة التي غلفته والأحداث التي سردتها تباعاً ووصفت فيها انزعاجها من التعامل العربي مع الثقافة والحضارة السودانية واقصائها وتهميشها، وهو واقعٌ لا يستطيع أي منا إنكاره بل نؤكده حيث أن هذا الأمر لا يقتصر على السودان فقط بل يشمل أغلب الدول العربية وبشكلٍ خاص داخل القارة الإفريقية بإستثناء مصر، حيث تكاد أن تكون المعلومات عن ثقافة الدول التي تلي السودان جغرافياً شبه معدومة كما أن دول شمال إفريقيا لا تحظى باهتمامٍ عربي كافي رغم تاريخها العريق ووجود الكثير من الأسماء البارزة التي تركت بصمةً هامة حتى خارج حدود العالم العربي والتي تميزت دولياً في كثير من الأحيان عن دول المشرق العربي، وحتى رغم معرفة البعض عن الثقافة المغاربية إلاّ أن الكثير يفوته مثلاً أن ليبيا وموريتانيا هما دولتان مغاربيتان، وتحمل كل هذه الدول العديد من المكونات الثقافية غير العربية والتي تحتل مكانةً هامة كالأمازيغية والهويات القبائلية الإفريقية في السودان والصومال والتي حافظت على تاريخها منذ آلاف السنين حتى اليوم..
كما أن الإعلام عندما يحاول تقديم برامج تحمل طابعاً عربياً مشتركاً والتي قد تقوم على ٤ أو ٥ مقدمين عادةً، لا نجد حتى اسماً واحداً يمثل الدول المغاربية أو السودان حيث يتم اختيار المقدمين بين بلاد الشام والخليج ومصر وهو ما يدفع للتساؤل عن سبب تغييب الوجوه والثقافة الإفريقية والمغاربية عن الشاشات العربية رغم عدم تغييبهم لنا ولقضايانا ومطالبتنا لهم بما لا نقوم به تجاههم، عكس ما نجده في بعض وسائل الإعلام الغربية الناطقة بالعربية حيث هناك تعددية حقيقية ووجود لمختلف الجنسيات العربية ومن مختلف الأصول، وللأسف الشديد لا زلنا نسمع ذات العبارات المكررة والسخيفة التي تعكس خمولاً في العقل والتفكير عن تنميط الدول المغاربية على أنها ذات لهجةٍ صعبة في الوقت الذي تشتق فيه الكثير من كلماتها العامية من كلماتٍ عربية فصيحة لا لبس فيها، كما أنها لها هويتها المحلية وليست منغمسة بشكل كلي في استخدام اللغة الفرنسية كما يشاع فيما معظم وسائل الإعلام التقليدية العربية تستخدم اللغة الإنجليزية ضمن حديثها الإعتيادي والتي أصبحت في حالة صعودٍ كبير على المستوى المغاربي مع تراجع للغة الفرنسية بحسب أحدث المستجدات والإحصاءات، كما أن استخدام أيٍ من اللغتين يأتي بالتوازي مع استخدام اللهجة الدارجة محلياً، وهو ما يثير استياء الكثير من الشعوب المغاربية لأنها ترى حالةً من الإزدواجية في التعامل معها عدا عن شعورهم بضرورة تحدثهم بلهجات عربية أخرى كالمصرية واللبنانية والسورية، والتي يحبونها ويحبون أهلها لكنهم يشعرون أن لهجتهم ليست محل ترحيب أو احتضان رغم خصوصيتها وجمالها وموسيقاها الخاصة في النطق، كما يشعرهم بعدم تقدير ثقافتهم المحلية في الوقت الذي يتم الإحتفاء فيه بها في العديد من المحافل الدولية..
ولا يشكل الإحتفاء ببعض الوجوه المغاربية أو العربية أياً كانت أصولها تغيراً كبيراً حيث يتم التعامل بإنتقائية واستقطاب بعض الأسماء كنوع من الإستثمار لنجوميتها في أوروبا بكل أسف، أو بناءاً على مقاييس مرتبطة بالجمال والشكل الخارجي والتي تحتفي بالسيدات أكثر بكثير من الرجال في تغييب لمعايير اختيار صائبة تقيم الأشخاص تبعاً لمظهرهم بعيداً عن كفائتهم وقدراتهم، فهل تختصر أوطان في بضعة أسماء مهما كانت قيمتها ؟ ولماذا على الكثير من الوجوه في بلادنا سواءاً كانت عربية أم لا أن تقوم بما يشبه التنكر لتصل إلينا وتدخل إلى بيوتنا عبر بوابة الغرب الذي نهاجمه فيما نحب لمعانه وبريقه وامتيازاته؟ ..
أليس من الغريب أن أتجاهل (أخي) وهو بجواري وأن أحتفي به بعد أن يحضنه (المستعمر) ؟.. وهل لا تزال (اللهجة) فعلاً عائقاً في الوقت الذي تعلم فيه الكثير من أبنائنا اللغات التركية والكورية وهم يطالعون مسلسلات هذه البلدان دون توقف في نفس الوقت الذي نتهم فيه الغرب بالتفرقة بيننا، أتصور أن العيب فينا بوضوح وأننا لا نحتاج سوى إلى حوارٍ جاد شفاف دون محاذير لعلنا نستطيع تدارك ما فاتنا..