17 نوفمبر، 2024 7:23 م
Search
Close this search box.

أخي السني ..اخي الشيعي (أنفسنا وانفسكم)

أخي السني ..اخي الشيعي (أنفسنا وانفسكم)

يتحدث سياسيون واعلاميون ومحللون وفيسبوكيون هذه الايام عن مرحلة ماذا بعد داعش؟ وهل هناك امكانية أن يتعايش العراقيون لاسيما من السنة والشيعة  بلا مخاوف ولاتشكيك ولاتخوين ولاترهيب؟
قد يكون الامر معقدا بعض الشيء لاسيما وأن هناك من تبنى مشروعه السياسي بقوام طائفي يحد من مشروع التعايش لا اقصد هنا التعايش السكني بل التعايش الاجتماعي الذي يفكك عقدة الخوف من الاخر المختلف مذهبيا.
السؤال الاكثر واقعية هل هناك امكانية للتعايش بين السنة والشيعة بعد داعش بلا دماء ولامفخخات ولاعبوات لاصقة ولا تصفيات جسدية ولا شعور بالتهميش ولا مخاوف من تحول الجار إلى (واشي) يبيعك مقابل دخوله الجنة ومناغجته الحوريات له؟
أخطر مافي الفكر أن يتحول الاختلاف في الحوار إلى رصاص وعبوات ناسفة وان يتحول المعتقد والدين والمذهب والقومية إلى وسيلة لتصفية الخصوم وأن ينجر العقلاء والنخب والمثقفون إلى مشرعين ومؤيدين إلى فكر التصفيات وأخطر من كل هذا أن نتحول إلى ابواق وجبهات دفاعية مؤدلجة تسد الابواب بوجه المساحة المرنة من حوار القناعات.
القناعات الجامدة هي المرض الخبيث الذي يرافق الممارسات السياسية والدينية والاجتماعية، فليس من الصائب أن يتحدث رجل الدين عن معتقده بعصمة مطلقة لاتفسح المجال للحوار المنتج  ويتبنى حوارا منغوليا مشوهاً لافائدة منه ولاقيمة.
اخطأ المعارضون للنظام البائد أنهم فكروا في اسقاط النظام فقط ولم يفكروا في مرحلة مابعد صدام لذلك انهم جاءوا بمشروع سياسي مشوه بلا معالم ولا مرتكزات ولامنطلقات فدخلت امزجة الحكام والرؤساء لتدير البلاد والعقل المعارضاتي لايصلح في الغالب إلى أن يكون عقلاً لبناء الدولة.
العقل المعارضاتي الانتقامي الذي ياتي بثوب المعارضة ليلبسه وهو جالس على كرسي الحكم لايمكن له ان ينجح على الاطلاق في بناء دولة يسودها القانون كذلك العقل السياسي الديني هو الذي ينتج لنا مشروع “تطويف الدولة ” وتحويل المؤسسات إلى غنائم للطوائف
لم يمض الوقت فالحل تحت اليد، وماتزال ساحة التعايش الانساني بين الشيعة والسنة مرنة لو تركنا قليلاً الخلافات التأريخية والعيش في الماضي، ومس معتقدات الاخر فمايهمني اذا زار الشيعي الامام الحسين مشيا ً اذا لم يخالف القانون ومايهمني اذا السني دروش في مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني هذه سلوكيات شخصية ومعتقدات خاصة يحترمها الدستور والقانون حتى القران يقول وما انت عليهم بمسيطر  المهم أن الوقوف عند مساحة حرية آلاخر والمهم اكثر ان تتعايش معي بسلام فلايمكن أن يتحقق التعايش وهناك من لديه يمد يده ليصافحني والاخرى تشتغل في التفخيخ والقتل والوشاية. 
هناك ثلاثة عوامل عملية وسريعة  تعزز التعايش الانساني بين الشيعة والسنة بعد داعش دمج الوقفين السني والشيعي بمؤسسة تسمى الوقف الاسلامي وتوزيع الطلبة في الجامعات والمعاهد من دون النظر إلى المناطقية وتشجيع الزيجات المتباينة مذهبي لكن كل ذلك نفخ في الهواء اذا لم يرافق ذلك  داعش عقل خال من العقد الاقصائية والطائفية والانتقامية مع الرجوع إلى القانون والقضاء في محاسبة من تلتطخت يده بدماء العراقيين لكن الاهم من ذلك كله أنه  لايمكن للتعايش ان يتحقق وهناك نص ديني ممزوج بالتأريخ ينصع المجرمين والقتلة والمتفجرين ورجل دين يفتي بالقتل وسياسي يبرر الجريمة ويعتبره دفاعا عن المذهب…فكروا في اطفالكم قليلاً فالوقت يمضي سريعا.

أحدث المقالات