في خطوة اعتبرها بداية جيدة ومباركة تلك التي اقدم عليها سيد مقتدى الصدر هذا اليوم عندما اجتمع مع عدد من قادة الحشد الشعبي تحت خيمة حب العراق .
وقد قال الصدر في مؤتمر صحافي مشترك بينه وبين عدد من قادة الحشد الشعبي عُقد في منزله بمحافظة النجف ( اتفقنا على شيء يوضع لمستقبل العراق ما بعد تنظيم داعش ) .
ورغم انني حذر جدا من دعم سيد مقتدى اعلاميا بكل صراحة اقولها واكتبها بسبب ان مواقف سيد مقتدى متذبذبة وغير مستقرة ولايرسي على بر !
فهو قبل يوم واحد من هذا الاجتماع كان يندد ويهدد ويتوعد ويثور ضد نوري المالكي ببيانات وتصريحات لاتغني ولاتسمن من جوع .
وقلناها مليون مرة الى سيد مقتدى وغيره من المعممين والسياسيين ابتعدوا عن الشخصنة في العمل السياسي فأنتم إذا بقيتم بهذا الجهل المطبق سوف تقعون من حيث وقفتم في أول نقطة . وسوف يقف شامخا من تدينونه في بياناتكم !
السياسة تحتاج ذكاء وعقل ودهاء وليس عناد وعدم فهم الامور واخذها من زاوية ضيقة مما يتيح للاخرين ان ينتصروا عليكم غصبا عنكم !
واذكر لكم هذه الحادثة في زمن المقبور سجن عراقي في الامارات لمدة 20 سنة .
فما كان من الرئيس العراقي صدام حسين وقتها الا ان يأمر سفير العراق في دبي للوساطة في اخراجه من السجن . وقد توجه على اثرها السفير العراقي في الامارات الى المرحوم الشيخ زايد وتكلم معه بخصوص السجين العراقي .
فطلب الشيخ زايد مهلة يرد عليه يوم غد . وفي اليوم التالي طلب منه الشيخ زايد ان يرسلون الى الامارات 30 الف فسيلة من نخل البرحي الذي يتكاثر في العراق . وكان له ما اراد . فقد اصبحت بغداد خلية نحل لأرسال هذا العدد الكبير من فسائل نخيل البرحي ولذي كان من اجود انواع التمور العراقية وارسالها بالطائرات الى الامارات وتم اخراج السجين والحمد لله !!!
وعندما وقع ( بازوفت ) وهو صحافي ايراني استقر في بريطانيا منذ منتصف السبعينيات وعمل كمراسل حربي لصحيفة الاوبزرفر البريطانية تم ايقافه في العراق وتوجيه التهمه اليه بالعمل كجاسوس لصالح اسرائيل وادين واعدم في 15 مارس 1990 .
وقد رفض العراق جميع الالتماسات الدوليه التي قدمت للعفو عن بازوفت او استئناف الحكم باعدامه . خاصة وان ملكة بريطانية قالت للحكومة العراقية والى المقبور صدام في وقتها اطلب ماتشاء من بريطانيا فقط اعفي عن ( بازوفت ) !!!
ولكن صدام لأنه غبي لم يفهم ( الرسالة ) ولم يستوعب الدرس الذي اتى بالويل على العراق بعد ذلك ولازلنا نعاني منه حتى اليوم .
بعد اعدام بازوفت قامت السلطات العراقية بوضع جثمانه في تابوت خشبي وارساله الى بريطانيا .
وكردة فعل للاعدام قامت رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر بسحب السفير البريطاني من العراق وتجميد العلاقات بين بريطانيا والعراق !!!
وتلك كانت بداية ضرب العراق في كل مؤسساته لأن العراق لم يحسن التصرف !
هذه الرسالة يجب ان يفهما ويعيها المعممين الذي دخلوا المعترك السياسي والسياسيين يجب عليهم ان يحسنوا التصرف وان يستخدمون عقولهم والا فلا !
ارجع الى سيد مقتدى الصدر فهو قد عمل حسنا حين أدار وجهة التظاهرات ضد القضاء العراقي ووجهها نحو السفارة التركية هذا اليوم فيما يتعلق بقرار المحكمة الاتحادية والتي تخص دعوى الطعن المقدمة بقرار رئيس الوزراء حيدر العبادي بخصوص إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية وأكدت بطلانه . ما يعني عودة نواب الرئيس الثلاث الى مناصبهم وهو رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ورئيس ائتلاف متحدون اسامة النجيفي ورئيس حزب الوفاق الوطني اياد علاوي !
ومقتدى الصدر قبل ان يوجه اتباعه الى السفارة التركية قد اعترض على قرار المحكمة الاتحادية وخاصة عودة نوري المالكي الى منصب نائب الرئيس !!!!
فهذا لايروق لسيد مقتدى ابدا . في نفس الوقت نسى اسامة النجيفي وعلاوي !!!!
وركز سيد مقتدى على المالكي فقط وهذه هي مشكلة سيد مقتدى لايوجد من ينصحه ويوجهه الوجهة الصحيحة . فهو يقع في مطبات سوف لايغفرها له التاريخ !
وايضا تلقى هاتف سريع من حيدر العبادي ينصحهه فيها ان لايخرج بتظاهرة ضد القضاء كانت شديدة اللهجة . والحمد لله اخيرا فهم الرسالة سيد مقتدى بعد عناء !
وعلى أثر هذه المكالمة ونصائح المعتدلين غير وجهة التظاهرات الى السفارة التركية لأننا على وشك ان نحرر محافظة نينوى والسيد يغرد خارج السرب !!!
وحتى يكمل سيد مقتدى التغيير طلب ان يجتمع مع قادة الحشد الشعبي لأنه شعر ان الخطأ الذي ارتكبه ضد المالكي غير صحيح وليس وقته !
وأكد الصدر في المؤتمر ان الجميع متعاونون وعلى استعداد كامل أن يكون هناك تنظيم شامل ما بعد تحرير الموصل والأراضي المغتصبة .
اليكم المؤتمر الصحفي لقادة الحشد الشعبي :
https://www.youtube.com/watch?v=X0krtvQBsnI
مضيفاً ( من هذه الناحية أنا تفاءلت كثيراً وكانت لدي مخاوف بعضها تبددت وبالجلسات الاخرى سيتم تبديد باق المخاوف ) .
وبشأن تواجد القوات التركية في العراق تابع زعيم التيار الصدري قائلاً ( بدأت باجراءات بشأن التدخل التركي في العراق أولها التظاهرة أمام السفارة التركية وانتظروا باقي الامور ) .
وقد اجتمع قادة الحشد الشعبي مع المرجعية الرشيدة . ونأمل ان تكون زيارة النجف قد حققت اهدافها . وهي بداية رسم خريطة جديدة في الانتخابات القادمة .