9 أبريل، 2024 8:30 م
Search
Close this search box.

أخيرا .. اياد علاوي في تلفون عزة الدوري !!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

مرة أخرى ، ولن تكون الاخيرة قطعا ، تجند بعض المواقع الاعلامية الصفراء نفسها لتكون اداة طيعة بيد  المخابرات الاجنبية ، في زرع الشك والتناحر بين العراقيين وقياداتهم السياسية والاجتماعية بعد وحدتهم الملحمية  في وجه قوى الارهاب والشر والجريمة ، والتي تكللت رغم بعض الاخفاقات والهفوات بتحرير اجزاء واسعة من التراب الوطني المغتصب من براثن تنظيم داعش الارهابي المتوحش .

والحكاية – الاشاعة التي تفقت عنها عبقرية هذه النماذج من اتباع الاجنبي تبدأ من الاعلان ( غير الرسمي ) عن مقتل المجرم عزة الدوري الامين العام لفلول ماتبقى من حزب البعث الصدامي المنحل ، هذا على فرضية وجود فصيل موحد ومنظم وفعال بهذا ( المسمى ) المحظور اوﻻ ، وفيما لو كان عزة الدوري على قيد الحياة وعلى رأس الحزب ثانيا ، او فيما لو صح مقتله بحسب التشخيصات العينية الميدانية من جهة ثالثة .

حتى مع صحة تلك الفرضيات ، فإن مقتل الدوري لايمثل منعطفا في الحرب على الارهاب او المواجهة مع حزب البعث ، لجهة ان هذا الفصيل وقائده المفترض لايمثلان رقما صعبا في معادلة الصراع القائمة والتي  يمثل داعش طرفها الوحيد من الجهة المقابلة ، والرافض لمبدأ التحالف او التعايش مع اية جهة او تشكيل او فصيل آخر على قاعدة اما ان تكون داعشيا ومبايعا او  عدوا مهدور الدم ومباح المال والعرض .

هذه الحقائق او المقاربات لايراد الاقرار بها او حتى الخوض فيها ، فبعض الاطراف السياسية الداخلية والجهات الدولية المتنفذه في العراق لاتزال ترى في الابقاء على ملف البعث حاضرا وقائما لتحقيق مكاسب والوصول الى اهداف لم تنتف الحاجة اليها حتى الان .

عموما ، فإن الجهات التي تبالغ بمخاطر البعث وقدرات زعيمه المقتول ( الخارقة ) تناست كل فبركاتها الاعلامية بخصوصهما ، لتعلن ان هذا ( القائد الخطير ) لايقود سوى فصيل من عشرة افراد فقط ، وانه لم يجد ملاذا يحميه غير هذه الرقعة الصغيرة من الارض التي قضى فيها سنوات هائما في انتظار مصيره المعلوم !!! ، وقس على هذا اي حال وصل اليه البعث واية اسطورة يمثلها هذا القائد الغبي الذي شكل مصرعه المفترض فتحا مبينا لهذا العام !!!

الذين اطلقوا اشاعة العثور على ارقام تلفونات ، لقادة سياسيين واجتماعيين ، مخزنة في هاتف الدوري ، منهم السيد اياد علاوي نائب رئيس الجمهورية ، أغفلوا جملة من الحقائق ، لاسباب تتعلق بمعرفتهم ان الموضوع لن يتجاوز حدود البلبلة والتشويش ، منها : ماالذي تجنيه شخصية كبيرة تتبوأ مواقع سياسية ورسمية مرموقة من التعاون مع مجرم مثل عزة الدوري ، لايمثل هو وحزبه حقيقة يعتد بها على الارض ؟ ومتى كان علاوي يثق بوعود البعث ليعقد صفقة مع حزب اجرم بحق شعبه وبحق علاوي نفسه ؟ وماذا سيعطي عزة الدوري لعلاوي لو قيض للبعث استلام السلطة مجددا اكثر من المنصب الذي يتسنمه علاوي الان وبإرادة شعبه ؟

لنقف عند زاوية اخرى من المشهد لإستثارة اسئلة اخرى . لو صحت تلك الرواية ، مثلا ، فهل تصل الغفلة بشخص قيادي مارس العمل السياسي السري بمحاذيره الامنية لعقود من الزمن ليتصل من تلفونه الشخصي المرصود والمتابع ، وبهذه الطريقة المضحكة ؟ ولنفترض تماشيا مع الاشاعة حصول مثل هذا الخطأ القاتل ، فأين هي تسجيلات المكالمات وتواريخها ومواقعها ؟ ام انها تمت عبر البدالات الحكومية ؟ . من خلال معرفتي الشخصية فالسيد علاوي ، وهذا مايعلمه الاخرون ايضا ، لايستخدم تلفونا شخصيا .

لنفترض ، جدلا ، ان عزة الدوري استطاع ، من جانبه ، الحصول بطريقة ما ، وذلك ليس بالعسير ، على ارقام تعود الى السيد علاوي وغيره من الاسماء الواردة في تلك الاشاعة كالبارزاني والنجيفي والمطلك وغيرهم ، فهل يعتبر هذا دليلا كافيا على علاقة ما بين تلك الاطراف من وجهة نظر المنطق والقانون  ؟

كل هذه الاسئلة المبنية على فرضيات اثارتها الاستهدافات المؤسفة والمتواصلة لشخصيات وطنية كريمة ، تتوقف اجاباتها على الاعلان الحكومي الرسمي عن مقتل الدوري ، وعن دور القضاء ومؤسساته ، في التصدي لهذا النمط من الاتهامات والقذف والتشهير ، وتحقيق العدالة بحق الجميع .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب