23 ديسمبر، 2024 1:06 م

أخيرا انطاها صاغرا

أخيرا انطاها صاغرا

يوم قال الرجل كلمته المشهورة ( ليش أحنا بعد ننطيها) غامزا لامزا  والفرحة تملء وجهه وهو الذي لا يبتسم إلا نادرا ,قالها وكأنه ليس برئيس وزراء , بل رجل شارع لا يهمه نقد الآخرين . تساءل الكثير من الناس من هم ( أحنا) فأحنا في قاموس المالكي كثيرة , ربما يقصد الشيعة وربما يقصد حزب الدعوة وربما يقصد بني مالك  تمسكا بالآية القرانية ” وأنذر عشيرتك الأقربين”  وربما يقصد آل المالكي بين نسيب وأبن أخ وأبن أخت وأبن عم وهكذا  , وربما الرجل يقصد الكل , وعلى المفسرين تأويل ما يلذ لهم .
الكلام كان خطيرا لأنه حمَّل  قائله مسؤولية  قد لا تنساها الأجيال سواء أنطاها أو لم ينطيها ولهذا كان عليه أن يبذل  كل ما في وسعه  من أجل  إقناع الآخرين بقبولة وكان عليه أن يقنع الشعب في كيفية  التلازم معه كي يحقق أمله بالبقاء الى أبد الآبدين , عليه أن يَبسط يديه حمدا وشكرا لله تعالى إذ جعله في قمة السلطة ويحتاجه القريب والبعيد,و كان عليه أن يضع هذا الهدف نصب عينيه ويجعل من كلمة (أحنا) شاملة للجميع , غير أن الذي حصل كان العكس تماما , ولأننا ليس بصدد تعداد الإخفاقات والعثرات والممارسات بل الهدف الغور في عقل الرجل لمعرفة أحنا من خلال
 تطبيقه لبرامج رئاسته التي على ما يبدو خلال ثمان سنوات لم يستطع إكمال المائة وواحد هدفا  ,تذكرا بالمسبحة التي ما فارقت أصابعه , يوم كان  رجلا عاديا , ولهذا إستمات من أجل تجديد  ولاية ثالثة (لكن عملاء الإستعمار حالوا دون ذلك تجنيا وغصبا للحق الإنتخابي الذي ناله بشرف المسؤولية الصميمية) كما كان يعبر عنه كثيرا .
لو كان المقصود (إحنا) الطائفة الشيعة لما تقاطع معهم وهم الأقرب إليه طائفيا وعقائديا  ,سواء من خلال الإتلاف  الوطني أو من بعض الأطراف المنضوية تحت جناحه . وعلى رأس الجميع الحوزة الشريفة التي ما تركت فرصة ووجهت سهام نقدها له.
ولو كانت (أحنا) يقصد بها حزب الدعوة فإن خلافه أنصب أخيرا على عدم توافقهم وإياها وتوافقه وإياهم , ولما قاموا بمقاطعته علنا جهارا, وتصريحاتهم تملء أذنيه . غير مبالين لوعوده وأطماعه وأخيرا تهديده ضمنا وتصريحا.
ولو كانت ( إحنا) عشيرة بني مالك فحاشا هذه العشيرة العربية التي كانت وما زالت جزء مهم من عشائر العراق يهمها مستقبله وازدهاره ونجاحه . هي لا تعرف من المالكي غير الإسم , اللهم إلا البعض وهؤلاء كان لهم ماض مع النظام السابق وسيركضون مع الجديد ولو تتحول المالكية عندهم ألعبادية على طريقة (ذب الجرش) المهم يحوزون لنفسهم مكانا .
لم يبقى أمامنا من (إحنا) غير آل المالكي وهنا الطامة الكبرى ,فقد شهدت الإنتخابات الأخيرة بروز وجوه أبناء الأخوة وأبناء الأخوات والنسباء , قد يقول قائل أليس من حق هؤلاء الترشيح ؟ نعم من حقهم كمواطنين عراقيين تنطبق عليهم شروط التقديم ولكن من أين أتوا هؤلاء بكل هذه الأموال والهبات وقدموها للبسطاء مع الكثير من الإغراءات المستقبلية , ترى لو لم يكونوا من العائلة المالكية أيكون بإمكانهم حيازة كل  هذه الأصوات ؟ هذا السؤال موجه لأهالي كربلاء الأفاضل .