بسم الله الرحمن الرحيم
بعد التهنئة والتحية،
ها قد وصلت إليكم لأنها لم تدم لغيركم، فأن ولاية الأحمق سريعة الزوال. والسعيد من أتعظ بغيره.
فكلنا ثقة انكم ستسيرون في طريق الحق. ولتكن سلامتكم في استقامتكم. وعزتكم بقناعتكم. وزهدكم ثمرة يقينكم. فازهدوا في الدنيا تأتيكم صاغرة. ولا يذلّكم طمعكم فيفسد ورْعكم. فأن أفضل العبادة العفاف.
واجعلوا العدل فضيلتكم، وبه ثبات ملككم. وليكن نبلكم في إنصافكم. فمن جار ملكه تمنى الناس هَلْكه. ولا يسود من لا يحتمل اخوانه. وفي العدل اصلاح البرية وتضاعف البركات. فلا تظلموا فتُسلَب النعم ويُجلَب النقم. فإنما اللبيب من أستسل الأحقاد. ونار الفرقة أشد من نار الجحيم. وأحسنُ أفعالِ المقتدر العفو. فاستصلحوا الأضداد لتبلغوا المراد .
ولا تُقرِّبوا منكم شر الأصحاب الجاهلَ وسريعَ الانقلاب. فسيغشك من أرضاك بالباطل واختاروا الصالحين لأعمالكم. فالعلم ينجد والحكمة ترشد. وأنتم ورثة العلماء وهذا زين الحسب. فالفكر يهدي الرشاد والسلامة. ومن عَلم عمل. فإن لم تكن عالماً فكن مستمعاً واعياً، فلا صواب مع ترك المشورة، وخير الناس من نفع الناس .وخير الملوك من لا يفرط في حفظ الثغور. فرفاهية العيش في الأمن. فلا تقصروا بعملكم كي لا تبتلوا بالهَمّْ، وتشَبَّهوا بالأنبياء في قول الحق والصبر على العمل، فقووا قلوبكم بالتوكل على الله.
وختاما لا ادعي النصح انما هي اقوال امير المؤمنين علي عليه السلام
اذكركم بها وادعو الله ان يوفقكم في عملكم.
أخوكم
عون حسين الخشلوك