إن الإنسان وهبه الله عقلا , يبتدع ويخترع وبالتالي يتخصص في واحده من مجالات المعرفة , ويكون طبعه كطبع النبات يحتاج إلى الغذاء , ولكنه يكسبه بالفكر والإرادة من خلال مجموعة قوانين هي أساس السلوك للجميع فسائر القيم التي ترتكز عليها المقومات العامة لشخصية الموظف إنما توضح في مقدار نصيبه من الثقافة ذلك النصيب الذي تتركز فيه كافة صنوف القدرة والنشاط ثم ما لنا لا نلتفت إلى بواعث القوه وأسبابها حين نريد تجريد معنى القوه من مفهومها الصحيح ؟ أن قاعدة (لا تتسبب في إيذاء الآخرين عن عمد ) هي القاعدة الأساسية للأخلاق المهنية , والقصد من ذلك إن تجعل الوظائف اكبر حجما وصعوبة وتتطلب جهد اكبر وأكثر استقلاليه , ويتم استخدام الموظفين لمهمات اكبر بدلا من ترقيتهم نحن جميعا لدينا أخطاء وليس كوننا حكام جيدين على الإفراد ولكن يجب إن نكون مخلصين في عملنا وان قدراتنا لا تتوقف عند سن معين لا في شبابنا ولا في مشيبنا , ولا يمكن للعقل إن يكون شابا آلا بالعمل المنتج الخلاق ,فهذا النشاط الذهني هو الذي يحرك فينا الرغبة في الاستمرار إلى ما لا نهاية,والعمل عندما يكون أخلاقيا يجتاز حدود النفس إلى عامة الناس , وما اسعد صاحبه إذا اجتاز دائرة الناس فكان لله تعالى , وكلما كسر العمل طوق النفس ومضى إلى دائرة أوسع كان اخلاقيا0فالاخلاق الحميدة ونظرية تقبل الأخر تعطي الموظف هدفا يتقن العمل من اجله , إما الموظف الذي يتصرف بشكل عشوائي وتراه كثير المبالغة والحديث عن نفسه وكثير المزاح مع زملائه ,فانه يشبه الجندي الذي يحارب بدون عقيدة ,إذا انقطع عنه الراتب أو زالت عنه الرقابة تكاسل أو تمرد على قائدة , من ذلك انه لا بد إن يغير الموظف من سلوكه فيتكيف حسب الأوضاع التي تحيط به , ولا يجعل من صغائر الأمور ما يزيد من صراعاته ويؤثر في أعصابه , ويسال نفسه دائما : ما فائدة تعقيد الأمور ؟ هل تحل المشاكل ؟ هل تزيل الصعاب؟وليعرف دائما وبقوة إيمانه انه (لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) ثم ماذا يدعو الموظف إلى إن يتشاجر ما دام يشعر انه يأخذ حقوقه وهو في احترام تام واحترام دائم مع زملائه الآخرين ,والرد على طلباته الرسمية يجري بأسلوب مقنع وشفاف ,مع توفر أسباب الراحة له في العمل وخلال أوقات الاستراحة , كما إن معالجة الأخطاء التي يكشف عنها التقييم تستلزم من المسئول إن يقوم بأجراء مقابلة شخصية مع الشخص المعني ويجابهه بنقاط ضعفه ويناقش معه سبل معالجتها , غير انه من الصعب إن تجد موظفا يقبل النقد بسهولة ولا يتخذ موقفا دفاعيا ويحاول تبرير أخطائه وإلقاء اللوم على الآخرين , كما إن الإدارة الديمقراطية تعتمد على العلاقات الإنسانية وعلى النقاش الموضوعي وتبادل الآراء
بين الرؤساء والمرؤوسين بشكل مستمر من اجل تنبيه المخطئ إلى أخطائه وتصحيح الانحراف إن وجد , و العاملين تحت ظل تلك الإدارة يتقبلون النقد والتوجيه بروح ايجابية لأنهم يدركون إن هدف الإدارة هو مساعدتهم لا محاسبتهم والانتقام منهم وأخيرا أتمنى إن اسمع منهم عند الحديث معهم أو مع بعضهم البعض (من فضلك) و (أسف) و (عفوا) و(شكرا جزيلا) , ثم الوفاء بالوعد والتقيد بالمواعيد بعد إن قيدتهم ( البصمة ) بالدوام الرسمي.