23 ديسمبر، 2024 5:32 ص

أخفضوا أصواتكم الطائفية…قد أنتهت اللعبة!

أخفضوا أصواتكم الطائفية…قد أنتهت اللعبة!

(انتم هجرتو السنة, انتم ذبحتوا الشيعة ..انتم حرامية, وانتم بعثية)..هكذا هي معظم اللقاءات بين نائب شيعي وآخر سني على القنوات الفضائية! وفي نهاية اللقاء يحصد كل منهم أصوات جمهور مكون معين, عن طريق الضحك على الذقون, والعزف على أوتار الطائفية.

لكن هذه المرة أتفق البرلمان المنقسم على نفسه , ولأول مرة على إقالة وزير الدفاع خالد العبيدي, فالبرلمان منذ مدة لم يجمع على قرار أقالة, رغم الخروقات والصفقات ووو.., وقد تابع الشعب العراقي كيف تشظى البرلمان فيما يخص إقالة سليم الجبوري يعني اقالة الجبوري حرام والعبيدي حلال مثلا؟

حقيقية واحدة للتاريخ هي أن وزير الدفاع العبيدي ووزير الداخلية الأسبق الغبان هما فقط من أصر على اختيارهما رئيس الوزراء العبادي, وفي الحقيقة كان الثلاثة على مستوى المسؤولية, فعلى الرغم من أن كل واحد منهم من كتلة, الا انهم مثلوا نموذجا عابرا للطائفية, وهذا يثبت أن العبادي مكبل بصراعات واطماع الكتل, وأنه صادق في نواياه فيما يخص الاصلاحات, الا أنه يقف في حقل الغام لا يمكنه أن يتحرك خطوة واحدة بفضل دستور بريمر!

هاهو الان يخسر بالتدريج وزرائه الذين أختارهم بمليء أرادته, وبقي فقط من فُرضواعليه, بل حتى أنهم عادوا بعد تمكنت كتلهم من الغاء الجلسة التي قدم فيها مرشحين جدد!
فهل يستغرب الشعب العراقي من عدم وجود إصلاحات حقيقية؟.. بينما هو من سلم مقاليد الأمور بيد نواب يفترض أنهم يمثلونه؟ ويدافعون عن مصالحه؟.. بعد لحد يلوم العبادي يا جماعة.
اما العبيدي اجرأ وزير في الحكومة العراقية لغاية الآن, حتى وأن كان الأمر صراع مصالح كما يشيع بعض النواب, الا أنه فضح الحرامية تحت قبة البرلمان كما لم يفعل أحد من قبل.

الغريب في الأمر .. أن معظم الاصوات الطائفية التي تعلو في اي لقاء بين نواب الكتل هدأت بل تلاشت تماما, فقد أجتمع الفرقاء, (والحمد لله لا انت شيعي ولا هذا سني والامور تمام), وكأن احدهم يقول للأخر اخفضوا اصواتكم الطائفية ( لان هاي الشعارات متوكل خبز والعبيدي اصلا ميخلينة ناكل خبز, حقهم حتى سفرة ماكو), وساد البرلمان هدوء غريب, ليقدم للشعب خيبة جديدة بعد ذلك بإقالة وزير الدفاع!

جيد أكثر من سؤال لنواب الشيعة والسنة على حد سواء لماذا لم تجمعوا من قبل على اقالة حرامية صفقات الحامض حلو ب28 مليون دولار؟ ولماذا تجمعوا على تقديم

الادلة ضد مليارات فلاح السوداني؟ ولماذا لم تقيلوا وزراء الكهرباء من الكتل المختلفة عفتان وعبد الكريم لعيبي وايهم السامرائي والشهرستاني وغيرهم وغيرهم ؟ وماذا عن صفقات البسكويت المسمومة في وزارة التربية التي سرعان ما وئدت في مكانها؟

يحسب للعبادي والعبيدي والغبان معا الوفاق والأتفاق وصدق النوايا, أما العبيدي لوحده فتحسب له وللجيش العراقي البطل تحرير الأراضي العراقية التي أستحوذ عليها داعش في عام 2014.
كما يحسب له ترفعه عن الطائفية وسرعة أستجابته لحالة المراسل البطل علاء العيداني, عندما أرسله للعلاج خارج العراق بعد أصابته مباشرة, كما يحسب له تمثال علي النداوي المعروف ( بأبو الغيرة), ويحسب له احترامه للجندي العراقي بغض النظر عن مذهبه وأنتمائه, أما الصفقات التي يتحدث عنها النواب فيما يخص العبيدي أن صدق ما يشاع .. فالحمد لله .. الجماعة ( المولات والفنادق والشقق والشركات والارصفة بالموانئ ووو.. يعني بين قوسين خلوهة سكتة).