17 نوفمبر، 2024 1:59 م
Search
Close this search box.

أخطر ما يواجه العراق .. حتى الوطنيين الشرفاء لايصلحون للسلطة

أخطر ما يواجه العراق .. حتى الوطنيين الشرفاء لايصلحون للسلطة

نواصل محاولاتنا لمقاربة الواقع العراقي من زاويا جديدة بعيدا عن الفكر التقليدي والأفكار الجاهزة ، والأيديولوجيات المتعفنة ، فالفكر السياسي العراقي فقد صلاحيته بعد وصول البلد الى هذا المنحدر الكارثي ، وعلينا البحث عن تفسير جديد لايكتفي بترديد لوائح الإتهام للفاسدين والمجرمين والعملاء فقط ، بل يواجه أخطر قضية في حياة الدولة العراقية ، وفي حياة الدول على شاكلتها وهي قضية عدم صلاحية حتى الوطنيين الشرفاء للسلطة وإدارة البلد !

لماذا لايصلح حتى الوطنيين الشرفاء للسلطة ؟

إضافة للإضطرابات النفسية والعقلية التي تنتشر بين صفوف أفراد المجتمعات المتخلفة والتي تشمل الجميع بدرجات متفاوتة الشرفاء والفاسدين .. نتطرق هنا الى العامل البيولوجي وأثره في تخلف الجماعات متجاوزين مقولات دعاة حقوق الإنسان حول المساواة ، ونذهب مباشرة الى الواقع الذي يمثل الحقيقة التي تعلو على الأفكار المثالية .

بداية لم أطلع من قبل على الكتابات التي تناولت تخلف الشعوب ، وقد تكون مثل هذه الأفكار موجودة لدى المستشرقين وغيرهم أثناء الحقبة الإستعمارية ، وكونها صدرت عن الإستعمار لايعني هذا عدم دقتها ، وبودي هنا طرح رؤيتي الخاصة بشأن تخلف الشعوب الأصيل الذي لاينفع معه أية معالجات عن طريق التعليم والثقافة والممارسات الحضارية !

والكلام هنا بعيدا عن الجانب القانوني الذي يساوي بين البشر ويدعو الى العدالة بين الجميع وهذا حق مشروع مقدس للجميع ، وإنما كلامنا هو رؤية تحليلية قائمة على التجربة والتاريخ والواقع وقناعة فلسفية خلاصتها ان الحياة ليست منظمة بشكل مباشر من الرب – إن وجد – وان الإنسان هو ليس أفضل المخلوقات وسيد الكون ، بل أحد أجزاءها العبثية الذي ليس لوجود هذا الإنسان أي معنى وضرورة .

في عالم المخلوقات نجد طبقات ومستويات في أصل التكوين ، وهذا ماينطبق على البشر ، فالشكل الآدمي الواحد يحتوي فروقات كبيرة بين أفراد النوع الواحد ، وهذه الفروقات ليست مرتبطة بالتاريخ والظروف الحضارية وعوامل التطور والتخلف ، بل في أصل التكوين ، فالإنسان لم يخلق بصفات ومزايا نفسية وعقلية واحدة ، ولاتزال بداية ظهوره على الأرض مجهولة ، ولعل إنقسامه الى شعوب مختلفة فرضته (الطبيعة النوعية ) لكل جماعة عن الأخرى .

على مدى التاريخ نلاحظ الطبيعة المتخلفة من حيث إدارة الشؤون الذاتية ، والتعامل مع العالم وغياب الإبتكار والإبداع الأصيل للشعوب : العربية ، والأفريقية ، والأسيوية ، واللاتينية ، ولم يكن سبب هذا التخلف وجود قصور في التعليم والثقافة والتجارب والممارسة الحضارية ، بدليل إن أبناء هذه الشعوب ذهبوا الى الدول المتطورة حضاريا وعلميا وسياسيا مثل: أوربا وأميركا وكندا وأستراليا ، وعاشوا هناك وأنجبوا الأجيال ، ومع هذا ظلوا في نفس مستوى تخلفهم يعيدون إنتاجه وتكراره وهم في كنف هذه الدول الراقية ، بحيث لم يؤثر فيهم التعليم المتطور ولاقيم الحياة المتحضرة ، ولاطبيعة النظم السياسية الديمقراطية الحقيقية ، على سبيل : لو بحثنا كم عالم حصلوا على جوائز نوبل للعلوم من الشعوب المذكورة من الذين عاشوا في أوروبا وأميركا وحصلوا على نفس الفرص في التعليم والثقافة والبيئة التي حصل عليها أبناء البلد الأصليين .. سنجدهم قلة قليلة جدا لاتذكر ، و الغالبية الكاسحة من العلماء ينحدرون من جذور أوروبا الغربية أي فرنسا وانكلترا وألمانيا والدول الاسكندنافية بما فيهم علماء أميركا وكندا الذين صنعوا الحضارة وإخترعوا العلوم .

والسبب حسب رؤيتي للمشكلة على ضوء المقارنة مع سكان أوربا الغربية والولاديات المتحدة الأميركية البيض من أصل أوربي غربي حصرا .. ان المشكلة ليست خارجية ، بل هي داخلية تتعلق في أصل التكوين لهذه الشعوب المتخلفة التي مر ذكرها ، فأصل التكوين للإنسان الأوربي الغربي يحمل مزايا نوعية متطورة غير موجودة لدى العربي والأسيوي والأفريقي واللاتيني ، وبشأن تطور كوريا الجنوبية واليابان فإنه حصل بفضل الرعاية الأميركية لهما وليس نتيجة جهودهما الذاتية ونفس الأمر حصل مع أستراليا وأميركا وكندا حيث كان للأوربي الغربي الدور الرئيسي في تطورها.

من هنا يتضح ان البشر مستويات ( نوعية ) متعددة في أصل الخلقة ، وان الطبيعة أو الرب لم يخلقهم متساويين لا من حيث الشكل ولا من حيث القدرات العقلية ، وبحسب الدليل المتعلق بإبناء هذه الشعوب المتخلفة الذين هاجروا الى أوربا وأميركا .. يتضح ان التخلف قدر حتمي لاعلاج له بعد ان مرت آلاف السنين على هذه الشعوب ولم تستطع تجاوز تخلفها ، ويجب التخلص هنا من إسطورة خلق آدم وحواء والجد الواحد للبشر جميعا ، فأصل البشر هي البكتريا وتحولاتها بحسب علم الأحياء ، وظهرت المخلوقات البشرية في أماكن متعددة بشكل منفصل عن بعضها وهي تحمل إستعدادات وسمات وقدرات مختلفة ، ومرة أخرى العامل التاريخي – البيئي ليس له دخل !

لقد كان من نتائج هذا التخلف البنيوي الأصيل لدى العراقيين الوطنيين الشرفاء .. ظهور هذه العديد من العيوب في الحياة السياسية ومن أبرزها :

– تحكم المزاجية وضعف الثبات الفكري والعاطفي .
– الفشل في النشاط الجماعي .
-عبادة الأفكار والشعارات على حساب مصلحة الوطن .

مؤكد هذه ليست جميع العوامل ، لكنها بعضها ، وقد تزول في حال تطور علم الأحياء ونجح في علاج التخلف بيولوجيا وإستطاع تطوير خلايا الدماغ .

أحدث المقالات