23 ديسمبر، 2024 8:53 ص

في حين تسجل مراكز الأبحاث الطبية الفوائد المترتبة على تقبيل الناس لبعضهم ومنها الذكر لأنثاه، والقبل التي تنطبع على وجوه النساء والرجال والأطفال، فإن الكثير من ممارسي هواية البوس يجهلون تلك الفوائد، ويركزون على دورها في تخفيف الإحتقان بعد كل مشكلة، أو خلاف بين مجموعة أشخاص، أوبين عدد أقل منهم. ويمارس العرب عادة البوس في الأعياد والمناسبات، وعند اللقاء بعد فراق، أو عند وداع عزيز. وهناك البوسة التي تطبع على الجبين، وأخطرها على الإطلاق البوسة على الشفايف.

وأحقر الأنواع تلك التي يتبادلها السياسيون الذين يمارسون موبقات السياسة، ويظهرون أمام الملأ وهم متصالحون، وتبدو عليهم السعادة مستبشرين ضاحكين حتى ليخيل لمن يشاهدهم أنهم عشاق، وليسوا سياسيين. مايحزن له سياسيونا إنهم لايمارسون عادات سياسيي الغرب الذين لايتحرجون من بوس النساء سواء كن سياسيات، أو ربات بيوت وإلا لكان السياسيون العرب يطبعون منها الملايين سنويا على أنحاء الجسد، ولحلت مشاكل لاحصر لها.

ممارسة البوس في المناطق الحارة على الأرض تختلف عنها في المناطق الباردة. فالتعرق والغبار في المناطق الحارة يحيل الأمر الى نوع من التذوق البائس لصنف سيء من الملح. بينما البوس في المناطق الباردة فيشكل جزءا من محاولات هادفة للتدفئة. ورغم إن الإنفعال العاطفي في المناطق مرتفعة الحرارة يكون أعلى منه في المناطق منخفضة الحرارة.

الحديث عن البوس وتخصيص حلقات تلفزيونية لشرح فوائده للمشاهدين لايتناسب وطبيعة الشقاء الذي نعيشه في عالمنا العربي فأغلب البوسات تطبع على وجوه بائسة حزينة، وعلى ضحايا الحروب، ومابقي من وجوه أجساد مزقتها المفخخات والعبوات الناسفة، ولأشخاص قتلوا برصاص الإحتلالات، او تلك التي تطبع على وجوه اليتامى وهم يبكون على آبائهم وأمهاتهم، وتلك التي يوزعها المهاجرون والنازحون فيما بينهم كوجبة طعام باردة.