22 ديسمبر، 2024 1:23 م

أخطبوط الشر الايراني في العراق

أخطبوط الشر الايراني في العراق

صار واضحا ليس للشعب العراقي فقط وإنما للعالم کله بأن النفوذ والهيمنة الايرانية على العراق هو بمثابة أکبر خطر وتهديد يواجهه هذا البلد في العصر الحديث وإن خطورته تصل الى الحد الذي يمکن وصفه بالوجودي ولاسيما بعد أن إستخدم العامل الطائفي أسوأ إستخدام وقام بتقسيم الشعب العراقي على أساس منه کما إنه قد قام بجعل الاقتصاد العراقي والامکانيات المالية العراقية في خدمته وحتى في بعض الاحيان مجرد تابع له وليس المجال السياسي بأفضل من الاقتصادي، وإذا ماتحدثنا عن الميليشيات والاحزاب التابعة له وخلايا التجسس والنشاطات الارهابية فحدث ولاحرج، وکما يقولون العراقيون و”على هالرنة طحينج ناعم”، فإن الشر الاسود الظلامي للنظام الايراني أشبه بإخطبوط تمتد أذرعه الشريرة الى کل أرجاء العراق وفي مختلف المجالات.
الحديث عن أخطبوط الشر الايراني في العراق، حديث طويل وذو شجون خصوصا مع وجود عملاء لهذا النظام هم من الصنف الذي يمکن أن نضعهم ضمن قائمة”ملکيون أکثر من الملك”، وإن هذه الحثالات التي باعت نفسها وضميرها للنظام الايراني تسعى بکل الطرق والاساليب من أجل خدمة هذا النظام ونشر سمومه بکل الاتجاهات والتأثير على الشعب وجعله تحت تأثير توجهات وأفکار هذا النظام وإن ماقد کشفت عنه تقارير اخبارية يجري تداولها منذ ايام النقاب عن خلية اعلامية تديرها اجهزة النظام الايراني في العراق للتاثير في الراي العام العراقي، هو خطر آخر يجب الانتباه له والتصدي له وخصوصا من جانب الوطنيين العراقيين الخلصين لوطنهم ولشعبهم.
هذه الخلية وطبقا لما أفادت به التقارير المتداولة على نطاق واسع فإن “خلية الشائعات والاعلام” تحصل على الدعم التقني واللوجستي والمالي المباشر من قبل الحرس الثوري الايراني، فضلا عن ميزانية كبيرة خصصت لها من قبل هيئة الحشد الشعبي. ويشرف على الخلية امير موسوي الضابط في الحرس الثوري والدبلوماسي الايراني السابق الذي طرد من الجزائر بسبب أعمال تجسسية، ويترأسها “آغا شاهيني” المستشار الاعلامي في السفارة الايرانية في بغداد، ويساعده في ادارة الخلية الاعلامي في حزب الله اللبناني قاسم قصير.
وتشير المعلومات الواردة في التقارير الى تركيز الخلية على تجنيد الصحفيين والكتاب والناشطين العراقيين في السوشيال ميديا، وزجهم في دورات تدريبية متخصصة في الاعلام والدعاية والشائعات، وكيفية العمل والتأثير في مواقع التواصل الاجتماعي، ليتم توزيعهم فيما بعد على المؤسسات الاعلامية والحكومية وتقسيم الادوار بينهم. وتتولى الخلية مهاما من قبيل التحريض على الناشطين المعارضين للوجود الايراني في العراق الامر الذي ادى لاغتيال بعضهم وتغييب بعضهم الاخر، فيما أضطر العدد الاكبر منهم الى مغادرة العراق، خشية التصفية.
ويتم الاتفاق على التحريض الذي يسبق الاغتيال خلال اجتماعات داخلية لاعضاء الخلية ، او من خلال التوجيهات التي ترد عبر المجاميع الخاصة من خلال تطبيقي “تيلغرام” و “واتساب”. ووفقا لتقديرات سربها مقربون من هذه الخلية ـ نشرتها وسائل اعلام عراقية ـ كان عدد الاشخاص العاملين في الخلية المركزية (175) موظفا يتلقون أجورا تتراوح بين 600- 2000 دولار من ميزانية الحشد الشعبي ، فضلا عن رواتب مخصصة من فيلق القدس لبعض الاسماء المنتقاة في الخلية.