23 ديسمبر، 2024 3:42 م

أختلف مع المالكي ولا أظلمه ؟

أختلف مع المالكي ولا أظلمه ؟

أختلف مع المالكي في طريقة تنظيم وبناء حزب الدعوة ألاسلامية الذي أنتهى الى ما أنتهى اليه اليوم من مكاتب يتحكم فيها من لم يكن منها ومن لم يعرف مفهوم ونظرية العمل ألاجتماعي كما أراده خطاب السماء متحررا من وصاية ضيقت حتى أتهمت , وشوهت حتى أبتعدت وصارت ملكا عضوضا .
وأختلف مع المالكي في طريقة التعامل مع ألاحتلال , وأعرف أن المالكي لم يكن مؤسسا للعلاقة مع ألاحتلال ولا مستفيدا ولكن هناك من سبقه الى ذلك وهم يدسون رؤسهم اليوم في الرمال ويتركون المالكي لوحده , وهذه ليست من شيم الرجال في ألاخلاق التي منها تعرف الوطنية والشرعية .
وأختلف مع المالكي في طريقة كتابة الدستور القنبلة الموقوتة التي رسم بها تقسيم العراق وأيجاد دولة للآقليم داخل الدولة العراقية يستحيل على أي سياسي يستلم مقاليد الحكم أن يسلم من تبعاتها ومن تبعات ماأعطي للمحافظات ومجالسها من صلاحيات بأسم الفدرالية هي غريبة على كل نمط فدرالي في العالم .
وأختلف مع المالكي في مفهوم ألانتخابات  في توقيتها المباغت للمجتمع العراقي المتعب والمنهك نفسيا وأقتصاديا وثقافيا وفي طريقة تنظيمها بالقائمة المغلقة على الطريقة ألاسرائيلية حتى كانت نتائجها مشوهة ومدمرة ومؤسسة لكل فساد وترهل في جسم الدولة العراقية ” برلمانا وحكومة ومجالس محافظات ومؤسسات دولة ” .
وأختلف مع المالكي في طريقة أدارته للحكومة التي لايلام هو لوحده فيها , مثلما أختلف معه في أختيار مستشاريه ومعاونيه وفي طريقة تنظيم ألامانة العامة لمجلس الوزراء وتنظيم مكاتبه التي سادها ألارتجال والتخبط حتى كانت الفوضى ضريبة يدفعها المالكي ويتخلى عنه المنتفعون منها ومنه ؟
وأختلف مع المالكي في تنظيم قوائمه ألانتخابية وفي مستوى ونوعية المرشحين التي لم تكن تتضمن أي تناسب مع حقيقة من يعرف المالكي عن قرب في تكوينه الشخصي الذي يميل الى البساطة والتواضع والتدين العقلاني وألاخلاص في كل مستوياته .
وأختلف مع المالكي في ترشيحه للمحافظين في بعض محافظات الوسط والجنوب والتي لم تكن موفقة .
وأختلف مع المالكي في مشروع ألاسناد العشائري لامن حيث أصل الفكرة التي لها مايبررها ولكن من حيث التنظيم وأختيار ألافراد الذين لم يكونوا مؤهلين أجتماعيا وفكريا وسياسيا , وقد شرحت المعنى الفكري للآسناد العشائري في كلمتي التي ألقيتها في مؤتمر قبائل بني تميم الذي عقد في فندق المنصور وبحضور المالكي الذي أستمع لمفردات الكلمة ولم يلتقط الفرصة لتطبيقها أو التشاورمعي حولها وكان من الضيوف الذين حضروا ذلك المؤتمر عام 2009 السيد أسامة النجيفي قبل أن يصبح رئيسا للبرلمان العراقي , والشيخ علي حاتم سليمان من مشايخ الدليم الذي أصبح متحمسا اليوم لتظاهرات ألاخوة ألاعزاء في ألانبار وأظنه كما أظن الغالبية الشعبية في تلك التظاهرات لاتعرف مايخطط للعراق وما يخبأ له من نوايا بات تحقيقها على ألابواب ومايجري في المحافظات الغربية العزيزة يمهد لذلك ويصب في خانة مايدور في أقليم كردستان العراق وأحداثه التي تقف ورائها سرا مخططات أسرائيلية لم تعد خافية كما أشار الى ذلك الصحفي والسياسي ألامريكي ” بيتر دبليو غالبيرت ” ولكن لايوجد من يقرأ ويتابع ألا نفر قليل , ولذلك يظل المتظاهر متحمسا ونحن مع حماسته بشرط السيادة الوطنية كما يظل المتظاهر عندنا جزعا ونحن لسنا مع جزعه , فالجزع يذهب بالعقل والبصيرة وهذا مافات على من أراد أن يفتي وينصح وأذا به يدمي ويفضح ويلقي بالجموع الى الجولة التي لاتربح كرامة ولا حرية ولا وطنا , وهناك من ينتظر هذه النتائج من خلف الحدود ممن أرادوا أزالة العراق القديم تاريخيا من الوجود وهم اليوم يتحضرون لكتابة وفاته , والشهادة على ولادة خديجية مشوهة أسمها ” الدويلات” التي لايستقر لها قرار لآن المقسم قابل للآنقسام مرات ومرات ؟
وأختلف مع المالكي في مشروع المصالحة تنظيما وتخطيطا وليس فكرة , فالمصالحة فكرة أنسانية حضارية يحتاجها الشعب العراقي ,  ولكن بشرطها وشروطها , ومن شروطها أدواتها ووسائلها ومفاتيحها التي لم يحسن المالكي أختيارها فضاع منه الوقت وضاعت معه الجهود .
وأختلف مع المالكي في قضية ” ألاجتثاث ” التي لم تكن مقبولة أصطلاحا من حيث المعرفة والتأصيل الفقهي والقانوني , ولم تكن مقبولة من حيث الشعور النفسي لآنها منفرة وتدعو للكراهية والعزلة , وهي تخالف مفهوم القاعدة ألاخلاقية والشرعية ” العفو عند المقدرة ” و ” أذا ملكت فأعفو ” والعفو منهج رباني وهو سر نجاح الحكم الصالح , وأنا أعلم أن المالكي لايتحمل هذه المسؤولية لوحده فهناك من كان متحمسا للآجتثاث بنزعات فردية وعقد شخصية تغيب عنها ثقافة التسامح , على أن هناك متسع لدى الحكم في أسترجاع الحقوق بعد أن أصبح القضاء في العراق سلطة مستقلة رغم مايشوب هذا المعنى من شوائب تزرع الشكوك وتوهن المصداق , ولكن القصاص العادل يظل حقا للمجني عليه وواجبا على الحاكم أن يأخذ للمظلوم حقه ويرتب على الجاني مايستحقه .
هذه هي أهم القضايا والمسائل التي أختلف فيها مع المالكي من أجل المبادئ التي شرعت للآنسان والوطن , ولم يكن أختلافي مع المالكي شخصيا سواء كان في الحزب أو في السياسة والحكم والوطن على طريقة ألامام علي الذي كان يقول : ” أن عثمان رجلا كنت أكثر أستعتابه وأقل عتابه ” وألاستعتاب معناه ” ألاسترضاء ” وأنا لست عليا ولا المالكي هو  عثمان مع تقديرنا للشخصيات التاريخية كمايجب .
ومع كل هذا ألاختلاف الذي أفرق بينه وبين الخلاف , فألاول ينحصر في وجهات النظر التي لها مايبررها منطقيا , وله في التاريخ سياقات وأمثلة كثيرة وهي قضية معرفية تخص غير المعصومين ونحن منهم , فللمعصوم سياق ألاصطفاء الرباني في القيادة والخيار الرباني لاأعتراض عليه من قبل الحكماء  والذين حسن أيمانهم وأستقام عقلهم , ولذلك لايحدث ألاختلاف ولا الخلاف بين المعصومين , وألانبياء والمرسلين الذين بلغ عددهم “124” ألف نبي ومرسل لو أجتمعوا في مكان واحد لم ولن يختلفوا حتى في التفاصيل والجزئيات لآنهم أذابوا ألانا وتخلوا عن الذات في مقابل ” أن الحكم للله ” .
ومن هنا فليس بيني وبين المالكي خلاف , لآن الخلاف يتعلق بالقضايا العقائدية وأمهات المسائل الفكرية وبيني وبين المالكي ينعدم هذا المستوى من الخلاف كما ينعدم بيني وبين الكثير من السياسيين والمتظاهرين ألا من خرج من جادة الحق والسبيل المستقيم وهو الذي يعبر عنه قرأنيا ” بالصراط المستقيم ” ” أهدنا الصراط المستقيم ” .
ولذلك فأنا والمالكي نرفض تقسيم العراق , ولا نفكر بطريقة طائفية , والحديث عن مدرسة أهل البيت من قبلي وقبل المالكي هو حديث معرفي ينتمي الى مفهوم ” حق الجهاد  جاهدوا في الله حق جهاده ” وألارهاب الوهابي الذي يقتل ويذبح ويكفر خارج عن مفهوم ” حق الجهاد ”  و ” حق التقوى ” ” أتقوا الله حق تقاته ” و” أتقوا الله ماأستطعتم ”  و” حق المعرفة ” و” حق ألاعلمية ” قال رسول الله “ص” : أذا أجتمع خمس وعشرون نفر منكم ولم يؤمروا من هو أعلمهم فعملهم باطل ” وهو ترجمة للآية القرأنية المباركة ” لايعلم تأويله ألا الله والراسخون في العلم ” و ” أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي ألامر منكم ” و ” أنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون”
وألاختلاف بين الناس جائز وهو أمر طبيعي تقره سنن التكوين وألاجتماع في المأكل والملبس وتباين وجهات النظر في المسائل التنظيمية والتعليمية والصحية والزراعية والصناعية وألامنية والعسكرية ,  ولكن الخلاف غير جائز لآنه يؤدي الى الفرقة والفتنة ” ولاتكونوا كالذين تفرقوا وأختلفوا من بعد ماجاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ” فالخلاف يتعلق بالمسائل العقلية لجهة العقائد ” كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما أختلفوا فيه …” – 213- البقرة –
وبعد أن عرفنا الفرق بين ألاختلاف والخلاف , وأختلافي مع المالكي وغيره على هذا المستوى المقبول شرعا وأخلاقا وهو مايتفق والقاعدة التي وضعها رسول الله ” ص” حيث قال : ” أنصر أخاك ظالما ومظلوما ” قالوا يارسول الله عرفنا كيف ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما ؟ قال “ص” : تردعه عن الظلم ولاتقف الى جانبه عندما يكون ظالما ؟ وربما لايزال الكثير من الناس لايعرفون هذا المعنى , والتعليقات التي نقرأها في المدونات أغلبها تندرج في هذا السياق الذي يجد فيه أعداؤنا فرصتهم الذهبية لآصطياد من بيننا  من يريدون من أصحاب هذا الخواء العقلي الذي لايميز بين الناقة والجمل ؟
وعندما كنا نكتب وننتقد المالكي وننصحه أنما كنا نضع بين أعيننا تلك القاعدة الذهبية التي وضعها لنا رسول الله “ص” ” أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ” وهي ترجمة للآية القرأنية المباركة ” وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ” و ” الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ” و ” قولوا للناس حسنا ” .
والذين كانوا يرموننا بمجاملة المالكي ويسمونه ” الهالكي ” هم لايعرفون المعاني السامية للتربية القرأنية التي تضمنتها تلك ألايات التي ذكرناها , مثلما هم يسقطون بالتشهير والتسقيط والتنابز بألالقاب الذي منعه القرأن وحرمه الشرع ” ولاتنابزوا بألالقاب بئس ألاسم الفسوق بعد ألايمان …”
وهم يظلمون المالكي عندما يطلقون عليه لقب الدكتاتور , أو يرمونه بالعمالة والخيانة بطريقة مزاجية تتحكم فيها العقد الشخصية التي تبلغ ذروتها عندما يرمون من يختلفون معهم في الرأي بالمجوسية وهي عقيدة عبدة النار , ويزداد هذا الظلم عندما يرمون شعبا مسلما بكامله بالمجوسية التي يرفضها ذلك الشعب بحق وهو الشعب ألايراني المسلم مثلما يرفض العرب من ينسبهم لدين الجاهلية وعبادة ألاصنام وهم كذلك على حق في هذا الرفض .
وأنا الذي أختلف مع المالكي لا أقول : أن المالكي دكتاتور فهي شبهة غير متحققة والورع هو الوقوف عند الشبهات , فمن يقول أن المالكي دكتاتور هو غير ورع ويقع في الشبهات
ومن يقول : أن المالكي عميل يقع في الخطأ مرتين : مرة لآنه لايعرف معنى العمالة , ومرة لآنه لايعرف ضرورات العلاقات الدولية .
ومن يقول : أن المالكي خائن : يظلم الرجل , والظلم مذموم ومحرم ويؤدي الى قساوة القلب التي عرف وأشتهر بها اليهود الذين حرفوا التوراة وقتلوا بعض ألانبياء وحملوا كراهة وحقدا لكل الناس , وكان نبينا محمد “ص” يحذرنا من التشبه بأخلاق اليهود , وقد مرقت منا جماعة تشبهت بأخلاق اليهود وهي جماعة ألارهاب الوهابي التكفيري , والتي نراها تقتل بدون سبب وتذبح تشفيا وتغتصب تسافلا وسفاهة , وتدمر حقدا وعصبية فهي بذلك تحقق رغبات وأهداف المشروع الصهيوني ألامريكي التوراتي في تفتيت وتقسيم المنطقة والعراق , والتظاهر الذي يقطع الطريق الدولي للعراق يحقق مأرب ذلك المخطط سواء علم المتظاهرون أم لم يعلموا , ومن هنا تكون الفتوى الداعية الى أستمرار التظاهر وقطع الطريق : هي فتوى لاتنتمي لسنة رسول الله “ص” الذي حرم قطع السابلة ” وهو طريق مرور الناس والحيوانات ” عندما قال “ص” : أياكم وقطع السابلة , فأن أبيتم فأعطوا الطريق حقه : قالوا وماحقه يارسول الله ؟
قال “ص” : غض النظر , ومساعدة الصغير وأحترام الكبير , وعدم قطع السابلة ”
واليوم عندما تقطع الطريق الدولية لآيام وأسابيع ويحاول البعض التخفيف من هذه الحقيقة والتقليل من شناعة وفساد هذا العمل بالقول أن الطريق لم تقطع بالكامل وأنما هناك تحويلة طولها ثلاث كيلومترات وبعدها تواصل الحافلات طريقها ؟ ولم يعلم من يقول هذا القول أنه زاد الطين بلة ؟ فمامعنى أن تسير الحافلات ثلاث كيلومترات في طريق ترابي ومايترتب على ذلك من خسائر في الوقت والمال ولماذا هذا العبث بحقوق الناس والوطن ؟ أليس هذا هو تمام ألاستهانة بحرية الناس وكرامتهم ؟
أن من يطلب ألاستعانة بألامم المتحدة على أخوانه العراقيين سواء من كان في الحكم أو خارجه , أنما هو يستعين بالظالم المحتل لآن ألامم المتحدة واجهة لآمريكا , وأمريكا لاتريد سوى ” الطاقة وأمن أسرائيل ” وهي غير سائلة عما يجري في العراق فهي من خططت وأعدت لمثل هذا السيناريو المؤلم على قلب كل عراقي غيور يشاهد مايحل ببلده مما يشمت بنا ألاعداء ويحقق قول الشاعر العربي القديم :-
قومي هم قتلوا أميم أخي …. فلئن رميت يصيبني سهمي ؟
وقول ألاخر :-
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة …. على النفس من وقع الحسام المهند ؟
وعندما أرفض مواقف ألاخ مسعود البرزاني ضد المالكي لآني أراها ضد العراق وضد الدستور الذي هم كانوا شهود زور في كتابته , والسكوت عن أخطاء مسعود البرزاني هو ظلم للمالكي , لآن مسعود ومن معه يصبون جام غضبهم اليوم على المالكي فقط في لعبة مكشوفة يستغلون بها حاجة المواطنين للاصلاح والخدمات , مهيئين بذلك فرصة المخططين الخارجين ومعهم تركيا وقطر والسعودية للآنقضاض على العراق بعد تدميرهم سورية وتهجير وأضعاف شعبها , وماقيام فرنسا بمهاجمة ألارهابيين في مالي , ومساعدتهم وتقديم العون لهم في سورية ألا دليل على خبث نوايا المخطط الجديد الذي لو عرف العراقيون الذين يتظاهرون ضد الحكومة اليوم ومنهم الكثير من الوطنيين المحبين لشعبهم وللعراق ولاسيما في الموصل الحدباء والرمادي وتكريت العشائر العربية لما سمحوا لآنفسهم ساعة أن ينجروا الى مخطط تدمير العراق , فأخطاء الحكومة يتحملها كل ألاطراف السياسية المشتركة بالحكم وليس السيد المالكي لوحده , فلماذا كل هذا الشحن الطائفي والعاطفي المشروخ بعدم الموضوعية وغياب ألانصاف ضد المالكي حتى أصبحت ألامور تجري بما لاتشتهي السفن , ويراد ألاقتصاص من المالكي فقط حتى ليبدو في المشهد وكأنه الشهيد الحي ؟
من هنا أقول : لايجوز التمادي في هذا المشروع الغريب والمستغرب بكل تفاصيله المرعبة , وعلى العراقيين جميعا ولاسيما أهل العقل والخبرة والحضور ألاجتماعي من سنة وشيعة وكرد وتركمان ومسيحيين أن يبادروا الى رفض هذا المشروع وتفويت الفرصة على المندسين بين المتظاهرين , حتى تسترشد التظاهرات بالخيار الوطني الذي يقول : لاخير فينا أذا أقتتلنا مع بعضنا وخربنا وطننا بأيدينا وضيعنا وحدتنا , وعندها لاينفع الندم .
فالحكومة اليوم تفتح ذراعها للمصافحة والحوار تؤازرها عشائر لايستهان بأخلاصها وقواعد شعبية تعتز بوطنها رغم معاناتها من جراء نقص الخدمات وقلة ذات اليد , والحكومة والمالكي يقبلون على الحوار صادقين رغم مايقال عن الفريق الذي عين لتلقي طلبات المتظاهرين , فألاصل في صلاح الهدف والفكرة , أما ألاسماء فيمكن تغييرها وأذكر أخواني العراقيين جميعا بالحقيقة التالية :” الداعي للنزال مصروع ومغلوب ” ” ورب ملوم لاذنب له ” , ولا أحب للمتظاهرين أن يصروا على شعار ” أعتصام أعتصام حتى أسقاط النظام ” ؟ فهو شعار لايمثل كل العراقيين , وهو بمثابة الداعي للنزال , وقد عرفنا أن الداعي للنزال مصروع ومغلوب ولا نريد لآحد من أخواننا العراقيين أن يكون مصروعا أو مغلوبا فأن في ذلك خسار للعراق كله .
ولا أحب لآخواني العلماء ممن يراد منهم الفتوى : أن ينسوا مايحيط بالعراق من مخططات تأمرية ليست تهما للآخرين ولكن أصحاب المخططات هم من صرحوا بها مرارا , وصحفهم وبعض كتابهم كتبوا عن ذلك حتى أصبحت وثائق لمن يتابع ويحلل ويدرس واقع العراق والمنطقة , لذلك أرجو أن لاينظروا للمتظاهرين من زاوية واحدة , فنحن جميعا مع حق التظاهر , وحق الحرية , ولكن الحرية التي تبدأ عندما ينتهي حق ألاخرين , وحقوق ألاخرين من العراقيين لم تنتهي سواء في الطريق الدولي في ألانبار أو في ساحات بغداد , لذلك أقول لآخواني العلماء : الشبهة قائمة لوجود الجماعات ألارهابية وتنظيم القاعدة في العراق تبنى تأييد التظاهرات في ألانبار ونينوى وصلاح الدين تحديدا وأن كان على طريقته الدعائية , ثم هو من تبنى أغتيال الشهيد عيفان العيساوي شهيد الفلوجة وألانبار والعراق , والورع هو الوقوف عند الشبهات , ومن لايلتزم بهذه القاعدة الفكرية الفقهية لايكون مبرئا للذمة بما أفتى فيه , لآنه بذلك يقدم خدمة للآرهاب التكفيري , ويقدم خدمة لمشروع القتل وأستباحة الحرمات في العراق وحادثة تفجير مجلس الفاتحة وموكب العزاء في طوز خرماتو التي راح ضحيتها العشرات تندرج في هذا ألاستهداف المخطط بخبث صهيوني ومكر أمريكي وغباء عربي كشف عنه أخيرا وزير خارجية السعودية سعود الفيصل الذي كان شديد الحماسة لدعم الجماعات المسلحة في سورية وأذا به عند أستقباله رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي يقول بحيرة وعجز : ماذا نفعل في سورية والنظام السوري يرفض الحوار حتى أصبحنا عاجزين ماذا نفعل ؟ وهو الذي قال قبل ذلك في لقائه مع وزير خارجية مصر ” لاحل في سورية ألا الحل السياسي ” ؟
أننا في فتنة تأكل أهلها وترميهم في تيه دونه تيه بني أسرائيل , وأيقاف الفتنة وألابتعاد عن التيه لايكون ألا بأعمال العقل , الذي لاأراه قد أحسن أستعماله طيلة مرحلة مابعد 2003 والى اليوم لاسيما في المحطات الحرجة من أيام بول بريمر سيئ الصيت وقبله الجنرال غارنر وبعدهما الجنرال بتراوس الى سفراء ألاحتلال ألامريكي المتعاقبين , الى خدعة ماسمي بأتفاق أربيل الى ألانتخابات ألاخيرة وطريقة تشكيل الحكومة الهشة الى أزمة المناطق المتنازع عليها وهي لغم أمريكي صهيوني , الى أزمة قوات دجلة والبيشمركة الى أزمة شركة أكسون موبيل النفطية المفتعلة بين ألاقليم والمركز حول تصدير النفط من ألاقليم وأشكالية الموازنة وأستحقاق ألاقليم الذي يتهيأ لفتح مشكلة جديدة مستفيدا من حريته في تعبئة سجلات النفوس في المنطقة الكردية التي يدعي أن نفوس ألاقليم بلغت ” ستة ملايين نسمة ” مما يستحق 23|0 من نسبة الموازنة ؟ أي نحن أمام مسلسل أختلاق مشاكل لاتنتهي ألا بالتقسيم الموضوعة شراكه مسبقا , الى أزمة التظاهرات وألاعتصامات التي أتخذت من أعتقال حماية وزير المالية ذريعة , وألا فأن فريقا من العراقيين الذين مرجعيتهم خلية عمان وسندهم تركيا ألاوردغانية ودعمهم المالي من السعودية وقطر يتحضرون لهذا المشروع ويوطدون تعاونهم السري مع تنظيمات القاعدة , ويحركون بقية عواطف مترهلة عند من أنتمى لحزب البعث أيام صدام حسين , مستفيدين من أخطاء الحكومة , وسوء الخدمات , وضعف ألاجهزة ألامنية وأختراقاتها , وضعف القضاء , وسوء أدارة السجون , ومستفيدين كذلك من الشحن ألاعلامي ضد الحكومة الذي تتولاه فضائيات عراقية تبث من الخارج وأخرى عربية معروفة بأنتماءاتها وعدائها للعراق ومعها طاقم أجنبي يرجع للحقبة الملكية التي شهدت ولادة مشوهة وطائفية للدولة العراقية .
وسيحلو لبعض المحدودين والطائفيين أن يقولوا عندما يقرأوا هذه الدراسة : وأين أيران من هذا ؟ وعذر أولئك أنهم لايملكون متابعة جادة وواعية لما أكتب , وذكري هنا للآطراف المتدخلة بالقضية العراقية سلبا والداعمة بالمال والسلاح لآشاعة ألارهاب في العراق وتقسيمه وتفتيت مجتمعه , وأيران لها حديث يختلف عن هذا كله لمن يفهم السياسة والروابط التاريخية والعقائدية , وهذا ليس تزكية لآيران في المطلق فهناك أخطاء أيرانية تجاه العراق منها مايرتبط ببعض ألاحزاب والتنظيمات ومنها مايتعلق بألانهار المشتركة والحدود المشتركة لاسيما تلك التي تتواجد فيها أبار للنفط , وكل هذه القضايا ترتبط بضعف الجانب العراقي أكثر مما ترتبط بالجانب ألايراني الذي يحتاج دراسة مفصلة ليس هنا مجالها برغم كثرة اللغط الذي تقف ورائه عقدة تاريخية ترسخت شوائبها في نفوس البعض بعد الحرب العراقية ضد أيران , وهذه أشكالية أخرى تتيه فيها العقول وتجد فيها الطائفية مناخها المناسب , ولايمكن مناقشتها ألا بهدوء مع أستحضار أدوات الفهم ورياضة العقل والنفس المطمئنة وأصحابها قلة نادرة ” ولقد صرفنا في هذا القرأن للناس من كل مثل وكان ألانسان أكثر شيئ جدلا ” .
وهكذا سيعرف من يريد أن يعرف لماذا أكون منصفا للمالكي في هذه ألاحداث ألاخيرة مع أقليم كردستان , ومع ألاعتصامات وألاحتجاجات التي أدلة الشبهة فيها واضحة , حتى لا أظلم الرجل وأحافظ على قاعدة ” أنصر أخاك مظلوما أو ظالما ” ويعرف السيد المالكي مثلما يعرف من يتابع أني ألوم السيد المالكي وأنتقده حيث يتطلب الموقف الشرعي ذلك وأكون الى جانبه حيث يكون مظلوما , وهو اليوم مظلوم كظلامة الذين ظلموا في التاريخ وأسمائهم معروفة .
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]