10 أبريل، 2024 10:20 م
Search
Close this search box.

أختلاف المواقف الشعبية العراقية تجاه سوريا الى متى ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

دعوة حركة النهرين الوطنية في العراق  لتأسيس جبهة شعبية عربية مهمتها الدفاع و مكافحة الأرهاب في العراق و سوريا و ليبيا و اليمن و غيرها من البلدان العربية التي تواجه هذا الخطر والذود عنها  نالت تأييدا كبيرا  و معارضة مثلها في الشارع العراقي ,  و قد أبدت بعض الأحزاب  السياسية و الجمعيات و المنظمات الشعبية الوطنية أرتياحها لهذه الخطوة و أبدت أستعدادها لحضور هذا المؤتمر ,  كما عارضها آخرون ..

و للحاجة الملحة الى  مبادرة حركة النهرين الوطنية هذه  فلابد لنا من أستطلاع الأسباب الحقيقية لتأييد تأسيس هذه الجبهة و أسباب معارضة قيامها ..

ولا شك أن من بين الأسباب المهمة التي أدت الى تأييد الكثير من المواطنين  للوقوف مع سوريا  في محنته الحالية   و جلهم من المؤيدين للنظام الأيراني و المتحالفون معه  و خاصة الأحزاب الدينية و مؤيديها بسبب رعاية النظام السوري لها و أحتضانها طيلة الحرب العراقية الأيرانية و ما بعدها  ,  و طيلة فترة الحصار الذي فرض على العراق حتى  يوم أحتلال بغداد و غزوا العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية حيث تم تشكيل تحالف بين المعارضة العراقية  للنظام في بغداد تعمل من أيران و سوريا , و كرد للجميل أو أيفاءا بهذا التحالف فأن جماهير هذه الأحزاب و مؤيديها تجاه سوريا فقد أتخذت هذا الموقف وهم يشكلون نسبة كبيرة  في الشارع العراقي .

أما معارضوا  تشكيل هذه الجبهة و رفضهم تقديم العون و الدعم لسوريا فهم يعزون السبب الى مواقف الحكومة السورية ( الظالمة ) حسب ما يعتقدون تجاه العراق بالرغم من المواقف الأيجابية التي أتخذها العراق تجاه سوريا منها دخول العراق  في حرب    ضد الكيان الصهيوني عام 1973 و وقوف الجيش السوري و العراقي في خندق واحد  للدفاع عن سوريا و كذلك وقوف العراق ضد تركيا في أزمتها مع سوريا و نشر قواته الصاروخية على الحدود العراقية التركية مهددا بدخول الصراع لصالح سوريا بالرغم من أن العلاقات الدبلوماسية كانت مقطوعة في حينه ..بالوقت الذي وقفت سوريا ضد العراق في صراعه مع أيران و قطع أنبوب النفط العراقي البري الوحيد المار عبر سوريا و الذي كان يمثل في ذلك الوقت شريان الحياة الوحيد لكل العراقيين ,  و أحتضانه لمعارضين  عراقيين و تمكينهم من تسهيل عملهم الأستخباري  و أستعداء دول العالم و خاصة أوربا و أمريكا  ضد العراق ..  كما شارك الجيش السوري في تحالف  ( 6 + 2 ) الذي ضم دول الخليج الست و  مصر و سوريا  و الذي شكل ضد بغداد  ,  و أغلاق المعابر الحدودية بوجه العراق  في أغلب سنوات الحصار الذي فرض عليه بسبب مشكلة الكويت بالرغم من شدة هذا الحصار و قسوته على عموم الشعب العراقي ..

فريق آخر من المواطنين العراقيين يؤيدون الى ما ذهب أليه المعارضون لكنهم يعتقدون أن المواقف السورية قد تغيرت كثيرا في زمن حكم الرئيس بشار الأسد  تجاه العراق ..  ففي بداية عهد الرئيس بشار تم تبادل الزيارات مع بعض التجمعات و المنظمات العراقية و السورية و كذلك زار بغداد وفد سوري يمثل بعض الأحزاب السياسية السورية لحضور أجتماع  المؤتمر القومي العربي  ( أيار / مايو 2001)  المنعقد في بغداد و أعادة فتح البعثتين الدبلوماسيتين في دمشق و بغداد ..  كما يتذكر هذا الفريق بأن سوريا فتحت أبوابها أمام العراقيين وبلا  قيد أو شرط  و آوت عشرات الالاف منهم و بهذا فأن سوريا قد ساهمت   بحقن دماء الكثير ممن آوتهم و فتحت لهم العيش الآمن و لأطفالهم  و أولادهم  الأستمرار بتعليمهم و في كل المراحل ..  ولا زال هؤلاء العراقيون يتذكرون و بكثير من الشكر و التقدير قرار الرئيس بشار الأسد و الذي أعتبر فيه بأن المواطنين العرب هم ضيوف سوريا و المواطنون العراقيون هم ضيوفه و وجه بتسهيل  كل الأمور التي يواجهونها .. و يرغبون بحضور المؤتمر التأسيسي لهذه الجبهة و يدعون أشقائهم العرب  لدعمها و المشاركة فيها .

هذا هو موقف الشارع العراقي كما أستنتجناه  من خلال مقابلة العشرات من كل الأطراف .. لكننا اليوم نواجه تآمرا كبيرا يهدد هويتنا و يهدد أمننا وسلامة بلداننا و قد بأ هذا التآمر ضد العراق و سوف لن ينتهي الى آخر دولة من الدول العربية ..  و ها نحن اليوم   أصبحنا نشكك في عروبتنا و بديننا بعد أن شوهوه أعداء العروبة و الأسلام و ,  و أن كرامتنا أصبحت تتقاذفها الأهواء و وزعنا ولآءاتنا  شرقا و غربا و أصبحت الأمة في أضعف حالاتها ..  و إن بقينا على هذه الحال  فأن وجودنا مهدد وعلاقتنا  بالرسالة السماوية التي كرمنا الله بحملها من خلال سيد الأنبياء القريشي الهاشمي .. مهددون بفصل الروح عن الجسد  فالعرب هم جسد و روحه الأسلام .. فأن غادرت الروح مات الجسد  و أن مات الجسد غادرته الروح ..  ولا مفر أمام العرب إلا التضامن و رص الصفوف و الدعوة الى توحيد النهج و المسلك  و الأجماع على الموقف و القرار لحماية هذه الأمة التي  حباها الله و جعلها حاملة راية الأسلام و الدعوة  أليه .

فالدعوة التي وجهتتها حركة النهرين الوطنية  الى كل العرب هي خطوة كبيرة على الطريق الصحيح و علينا جميعا أن نتناسا خلافاتنا و نترك أحقادنا للتاريخ و نبدأ بصفحة جديدة بيضاء   و قد يكون فيها خلاصنا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب