أذا كان الصلح خير , هذا ماقررته شرائع السماء وقبلته الفطرة البشرية فأن ألارهاب شر , والشر لامكان له في شرائع السماء , ولا قبول له من قبل الفطرة البشرية .
ومن مضاعفات محنة العراق اليوم أن البعض يخلط ألاوراق في موضوع المصالحة الوطنية وهي شأن داخلي , وبين ألارهاب وهو مشروع أقليمي وعالمي تغذيه دول في الجوار العراقي وهي معروفة وترعاه دول في العالم وهي موصوفة بخطابها ومكشوفة بحركة ممثليها ومخططات أستخباراتها وأمريكا في مقدمتها وأسرائيل ربيبتها في ذلك , وبعض العربان أدوات اللعبة تحركهم أحقاد دفينة هي من مزابل التاريخ لمواقف ملعونة ولعينة مالت اليها نفوس تعيش على الضغينة مما جعلها تنسلخ عن القيم لتعربد مخبولة مجنونة لاتعرف من الدين ألا أسمه , ومن الوطن ألا رسمه , وتصنع للآنسان عدوه وخصمه , وتحول الحياة الى جحيم لايطاق , وألاجتماع الى نفاق بنفاق وتلك هي هوية أرهاب القاعدة التي جلبت المصائب والمحن لآهل العراق فتبلبلت ألاراء كما تبلبلت ألالسن في بابل القديمة , فكان هاروت وماروت فتنة السحر الذي ضلت به أقوام , ورفضته العقول التي تميز بين الحلال والحرام .
واليوم نحن في العراق نحتاج من يقول وينصح بالسلام , حيث تكون المصالحة الوطنية حلالا , ويكون ألارهاب التكفيري حراما , لينهي أختلاط ألاوراق , ويخمد نار النفاق التي أصبحت في ألانبار لها دعوات منكرة وأتباع كحمر مستنفردة فرت من قسورة تغير على الصحوات وتهاجم السيطرات وتفجر الجسور وتحرق الممتلكات , وتسبي حرائر النساء , وتيتم ألاطفال والبنات , هذه العصابات الضالة لاتعرف غير زرع العبوات ونشر الرعب وأيقاف الحياة , فهل بعد ذلك يحق للبعض أن يدعو للمصالحة مع هذه النكرات التي لم يشهد لها تاريخ البشرية مثالا ولم يحفل تاريخ المصالحة بمثل هذا النمط الذي بلغ أسفل الدرجات , ولم يعد ينفع معه نصح أو موعظة , لآنه تساوى مع البهائم وألانعام , وزاد على ذلك بحب ألانتقام , فأصبح شرا مطلقا , والشر لايرد ألا بالشر , والشاغب الذي لايستعتب يقاتل وتلك سنة ألاجتماع , نزلت بها شرائع السماء وأخذ بها أصحاب العقول وألافهام ومن يحسنون نظم الكلام وهم ليسوا من أولئك الذين صرخوا وثرثروا ونافقوا في منصات ساحات ألانتقام ممن جلبوا لآهل ألانبار عصابات القتل والجريمة من شيشان وأفغان ومن تونس وليبيا التي يعلوها الدمار , ومصر التي يعمها القتل بالليل والنهار , وسورية التي شنت عليها حرب الفجار , والعراق الذي تأمر عليه الجوار ومن في الداخل ممن لايحسن قراءة الشعار فراح البعض يهرولون الى مايسمى بمعهد السلام ألامريكي وهو فخ للمراهقين الصغار ممن أعتبروا أن مايجري في ألانبار يمكن حله بالمصالحة التي لم تعد تجد رصيدا عند عصابة التكفير وألارهاب , وذا كانت المصالحة الوطنية في العراق لم تأخذ نصيبها في حسن ألاختيار لمن تصدوا بدون كفاءة ولا حسن قرار , ألا أن ذلك لايكفي أن يكون مبررا لآعمال التكفير ألارهابي الذي لايقر على قرار , ولا يعترف بأي أعتبار , ففتوى ألامراء الجهلة تتمرد على دين النبي المختار , ومن يفعل ذلك لاينتظر منه ألا الدمار , ففرقوا بين من هو عاد ومحارب يرفض الحوار , وبين من يريد الحوار ألاخوي وصولا لوحدة وطنية تقي العراق شر المحن , وتبعد عنه أختلاط ألاوراق وأراجيف أهل النفاق .