23 ديسمبر، 2024 12:01 ص

أختراق فيسبوك مسوؤل حكومي عراقي !

أختراق فيسبوك مسوؤل حكومي عراقي !

ثورة الاتساع المُتواصل والمُتنامي لقدرة ومواصفات وسائل التواصل الاجتماعي والتي ابتدأت منذ ما يقارب من عقد ونصف كان وسيكون له في الغالب أثرا ايجابيا لا متناهيا في الحياة  البشرية وفي مجالات وتخصصات لا حدود ولا سقف  لها مطلقا .  

الفيسبوك هو أحد أكثر الوسائل المستخدمة حاليا في التواصل بين البشر ، وقام جميع المسوؤلين الحكوميين وكذا مسوؤلي الكيانات الاجتماعية المختلفة في جميع انحاء العالم بفتح صفحات فيسبوك خاصة بهم سواءا بصفتهم الشخصية الرسمية أو بأسم كياناتهم المعنوعية الحكومية أو الاجتماعية .

في العراق ، ابتدأ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ، بعد سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003 على يد القوات الدولية ، وقام المسوؤلون العراقيون بفتح صفحات الفيسبوك الخاصة بهم ، الا ان المؤسف جدا ، هو أن الغالبية العظمى من هؤلاء المسوؤلين لم يفتحوا صفحات التواصل الاجتماعي سوى لجعلها وسيلة دعاية شخصية لهم دون أن يعيرون أي أهمية للتجاوب مع الطرف الآخر في وسيلة التواصل الاجتماعي الا وهو المواطنون العراقيون، حيث التجاهل التام لمَطالب أو آراء أو استفسارات أو مناشدات العراقيين المتفاعلين مع صفحات المسوؤلين العراقيين وكأن المسوؤل العراقي غير مَعْني بكل ما يُطالب به العراقيون سوى أن يقوم المسوؤل العراقي في بعض الاحيان بأجراءات المُقاضاة للبعض من العراقيين مِمَن يضطرون تحت ظروف اليأس والاحباط بالتهجم على المسوؤل الحكومي سواءا بصفته الشخصية او المعنوية الحكومية ، في حين لا يهتم أغلب المسوؤلين الآخرين بكل ما يُكتب على صفحاتهم بشكل تام غير آبهين بشَيْنه أو زَيْنه وكأن الفيسبوك هو مُجرد أجراء شكلي يجب عَمَله حَسْب !!

السبب الرئيسي الكامن وراء سوء استخدام الفيسبوك من قِبل أغلب المسوؤلين العراقيين يكمن اولا وأخيرا في أن هؤلاء المسوؤلين غير كفوئين وغير نزيهين وليس في نيتهم القيام بمهمتم الرسمية سوى الحصول على مَغانم التسلط اللاشرعي على رقاب العراقيين ، ولذا تراهم ينيطون مهمة ادارة صفحات الفيسبوك الخاصة بهم بموظفين بسطاء انتهازيين لا يَملكون مؤهلات  سوى ولاءهم الانتهازي الاعمى للمسوؤل الحكومي في وقت تزداد اعداد المواطنين المتفاعلين والمتابعين لصفحات الفيسبوك للمسوؤل الحكومي بحكم الفساد الاداري الشامل الذي يعيشه العراقيون والذين لا يجدون لهم منفذا لحل متاعبهم سوى ايصال صوتهم الى المسوؤل الحكومي عن طريق وسيلة التواصل الاجتماعي بأعتبار أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءا مهما من المنظومة الاعلامية التي تمثل سلطة قوية ومهمة جدا في كل مجتمعات العالم .  

اذا كان السوؤل العراقي ابتداءا من رئيس الجمهورية وانتهاءا بأصغر مسوؤل مُهتما فعلا بأداء وظيفته الحكومية بشكل صحيح فهو مُلزم بحكم منصبه الحكومي بأجابة جميع المواطنين يوميا ، وهو غير حر مُطْلقا بعدم اجابة أياً منهم لأن المواطنين لا يُتابعون صفحته بصفته الشخصية وانما بصفته يُمَثل الدولة العراقية .

نُتابع دوما معظم صفحات التواصل الحكومية العراقية ، ويؤسفنا أن نقول أن استمرار المسوؤلين العراقيين بتجاهل مطالب أو آراء أو شكاوي أو استفسارات المواطنين العراقيين لا يمكن تفسيره دبلوماسيا سوى بِكَون حسابات او صفحات هؤلاء المسوؤلين العراقيين هي صفحات مُخْترقة من قبل الفاسدين وأعتقد أن الشعب العراقي قادر على اتخاذ موقفه الحازم معهم !