23 ديسمبر، 2024 11:11 ص

أختراق المجتمع ألآيراني هدف أمريكي من وراء ألآتفاق النووي

أختراق المجتمع ألآيراني هدف أمريكي من وراء ألآتفاق النووي

قليلون هم الذين يفكرون جيوسياسيا في العراق , ولذلك أصبحت السياسة عندنا قاعا صفصفا , وبلقعا أملقا , وما يقال عن العراق الذي لاتعرف أحزاب السلطة فيه مناسبات ألآجتماع ولا لياقة مناسبات الزيارات  وأعرافها خصوصا بين الدول كذلك يقال عن المنطقة التي أبتليت بسباق الهجن , وسباق ألآبراج العالية التي يشيدها خبراء وعمال أجانب ليبقى المال العربي شاهد زور عن سكرة البترول التي أخبرنا عنها ألآمام علي عليه السلام عندما قال : ويل للعرب من سكرة المال وشر قد أقترب , مثلما قال مخاطبا العرب : لقد زاحتكم ألآمم من ألآكاسرة وهم الفرس والقياصرة وهم الروم عن بحر العراق وخضرة ألآفاق , ولذلك من منطق فهم التاريخ لايمكن أن يتهم الموالين لعلي بن أبي طالب بالتبعية للفرس أو المجوس أو الصفويين , وبحر العراق هو الخليج الذي أصبح الخلاف على تسميته أحدى علامات التخلف الفكري والسياسي .

كل الذين كتبوا عن ألآتفاق النووي بين أيران والدول الخمسة زائد واحد عكسوا صورة أنتماءاتهم وولاءاتهم التي أصبحت في أغلبها خالية من المروءة ” والمروءة عند رسول الله “ص” والعرب ألآحرار هي ألآنصاف وألآصلاح ” مثلما عكسوا فراغا فكريا جيوسياسيا أقتصاديا وهو ضعف لايجعل أصحابه شركاء مرحب بهم في نادي ألآقوياء من ألآمم .

أمريكا التي أعلنت عدم ممارستها الحروب بجيشها البري لايعني أنها تركت الحبل على الغارب وهي ترى الصين تنمو أقتصاديا وتستثمر في السعودية التي تعتبرها أمريكا محمية بترولية لها هي وبقية أمارات الخليج التي أنتفخ بعضها ماليا فراح يقلد دور الكبار ولكن بأدوات ومشاريع تحمل موتها معها كمشروع القاعدة الوهابية المستطابة سلفيا للذين جعلوا السلفية مذهبا وهي ليست كذلك , ولذلك فقست السلفية الوهابية ” داعش ” وداعش سوف تتشظى كما قال الداعشي ألآلماني أبراهيم أنهم لايرتبطون بألآسلام بشيئ لآن أمراء داعش يقولون للشباب القادمين من الشيشان ومناطق العرب التي فرخ فيها الشيطان وللشباب القادمين من أوربا : أنكم لاتدخلوا الجنة بدون أغتصاب النساء ولا تكونوا مقبولين بدون تعميم التخريب وألآنقضاض على ماعمرته ألآنظمة الفاسدة , وهذه دعوات تدغدغ مخيلة الشباب المتمرد على واقع لايعرف كيفية التعامل معه فتحل قاعدة : ضعف الطالب والمطلوب ” .

فأمريكا التي تريد تغيير نهج الحروب أنما تستبدلها بحروب أخرى هي الحروب الناعمة التي أبتدأتها بحرب غاز ” الكمتريل ” الذي راح ولا يزال ألاف الضحايا بسببه في العراق عبر حرب 1990 وحرب 2003 والى ألآن .

وأختراق المجتمع ألآيراني هو من نوع الحروب الناعمة التي تخطط لها ألآدارة ألآمريكية عبر حزبيها : الجمهوري والديمقراطي , وعبر الكادر الدبلوماسي الذي عبر عنه ” 100 ” دبلوماسي أمريكي سابق برسالة تأييد ألآتفاق النووي مع أيران ؟

والمجتمع ألآيراني ككل المجتمعات البشرية التي توجد فيها شرائح قابلة للآختراق , حدث هذا في الماضي في المجتمعات ألآغريقية , وحدث في بابل القديمة , وحدث في مجتمع مكة , وفي مجتمع المدينة , فالمجتمع ألآيراني فيه شرائح رخوة تأثرة بثقافة ألآصول الجرمانية التي دغدغوا بها مخيلة وعواطف ألآيرانيين من أيام الشاهنشاهية التي كانت تستقدم ” 120 ” ألف من جوالة الشباب ألآوربي بأسم السياحة لنشر الفساد في أيران لاسيما في المدن الساحلية , لكن المجتمع ألآيراني أختمرت فيه أفكار عمالقة كبار من رواد الفلسفة بقسميها ألآشراقي والمشائي ومن ثمة الثقافة العرفانية التي أسسها أئمة أهل البيت عليهم السلام فتلقفتها بعض العقول ألآيرانية حتى زاحمت غيرها وكان لبعضها شرف التنوع الثقافي من أمثال الشيخ البهائي الى صدر المتألهين محمد الشيرازي صاحب كتاب ” الحكمة المتعالية ” في ألآسفار العقلية ألآربعة , والذي أبدع نظرية الحركة الجوهرية كما أبدع محمد باقر الصدر ” نظرية التوالد الذاتي في المعرفة البشرية ” والفرق بين المجتمع ألآيراني والمجتمع العراقي حاليا : أن المجتمع ألآيراني رغم وجود الشرائح الرخوة فيه ألآ أنه شديد الولاء لمفكريه وعلمائه ولموروثه مثل الزور خانة والرياضات الروحية والعرفانية , مما يجعل الفئات الرخوة لاتجرأ على التحدي , بينما لانجد تلك الروح في المجتمع العراقي ولا ذلك الولاء الفكري , فحتى الذين يزورون العتبات المقدسة مشيا ينقصهم الولاء المعرفي , ويبقى ولائهم محدودا بعاطفة المحبة المعرضة للكثير من الشوائب في ألآداء , وهذا ما نراه في مناسبات الزيارات المليونية ذات الدهشة الذاتية التي لم توظف جيدا من قبل الحواضن المرجعية والفكرية وألآجتماعية والسلطوية ” الحكومة ” ففوضى التعامل مع الزاد والطعام وعدم ألآلتزام بالنظافة والنظام أنما هي مؤشرات تعرية ثقافية لاتحمد عقباها , وللسماء خياراتها التي لاتكون لصالح من يفرط بالطعام ومن لايحترم التنظيم والنظام .

وأذا كانت أمريكا قد لعبت لعبتها عام 2009 في ألآنتخابات ألآيرانية التي أسقطت الشيخ مهدوي كني والدكتورأمير  موسوي وهم من أقطاب رجال الثورة ألآوائل  وأضعفت موقف الشيخ هاشمي رفسنجاني الذي تدارك وضعه فحافظ على القليل وترك الكثير وهو موقف عقلائي .

من جهة أخرى على المراقب للمجتمع ألآيراني والثورة ألآسلامية وقيادتها أن يلحظ أن الحرس الثوري والبسيج واللجان الشعبية نساء ورجالا ولاسيما المنظمات الشبابية هي ألآكثر تحمسا وأخلاصا للثورة ألآسلامية وهي متواجدة في كل الميادين مما يجعل النظام ألآسلامي في شبه مأمن محروز يضاف الى ذلك مفهوم النصر والبركة التي يختزنها مفهوم ألآيمان القرأني ” أنا لننصر رسلنا والذين أمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم ألآشهاد ” يضاف الى عناصر ألآمن وألآمان العقائدي وألآخلاقي وجود عناصر قيادة صادقة متواضعة قريبة من شعبها بالمعنى العام للحكم الشوروي ألآسلامي مما يجعل الشعب ألآيراني أقرب لآلتصاق بالقيادة والتصديق بها , فالسيد الخميني أبعد أبناءه وأحفاده عن السلطة , وعاش فقيرا في بيت متواضع ووزع الحقوق الشرعية للحوزات وطلبة العلوم الدينية قبل وفاته , وهذا مما لم يفعله أحد من المؤولين لافي العراق ولا في المنطقة العربية , فثروة نايف بن عبد العزيز وسلطان بن عبد العزيز عندما توفيا بالمليارات وأحدهم بلغت ثروته ” 270 ” مليار دولا , ولذلك هناك فقر في الشعب السعودي وهناك فئة من الشباب السعودي تحولوا الى عبادة الشيطان ؟

أن الهدف البعيد الذي تعمل عليه أمريكا هو أختراق المجتمع ألآيراني من خلال الشركات ألآوربية التي يسيل لعابها للعمل في أيران , ولذلك سمعنا بتوجهات كل من وزير خارجية فرنسا وألمانيا لزيارة أيران , وهذه الزيارات هي لدس السم بالعسل , ولكن وعي القيادة والشعب ألآيراني سيكون هو صمام ألآمان , كما أننا في العراق والمنطقة العربية نحتاج الى وعي جديد يتعالى على جراح الماضي والى روح جديدة تتخلص من شراك الطائفية والعنصرية وثقافة التقليد والتخلف التي جعلت من أيران عدوا وهي ليست كذلك , أن الفهم المستنير بعلوم الجيوسياسية أقتصادية هو الذي يعمل على أن تكون منطقتنا بما فيها العراق والخليج وأيران ودول العرب كلها تجتمع على روح التألف والمحبة لصالح شعوبها وهذا لايحدث مالم تتغير الجامعة العربية ويتغير مجلس التعاون الخليجي ويتحول البترول العربي لخير هذه ألآمة وتعالج أزمة الاجئين وتحل القضية الفلسطينية بشروط السيادة والكرامة , ويعاد الولاء للمقاومة لآنها عنوان حيوية ألآمة وهيبتها ويعاد ألآعتبار لمن وقف مع المقاومة وتنازل عن ألآغراءات الغربية , وعند ذلك ستكون تركيا الدولة في الصف الصحيح والموقف الصحيح بعد أن تغلق حدودها حقيقة بوجه ألآرهاب وتتخلى عن مشاريع العثمانية القديمة , وفي العراق نحتاج الى تغيير اللعبة السياسية الخطأ منذ 2003 والى ألآن , فلا أحزاب السلطة ناجحة ولا مكاتبها ناجحة ولا رجالاتها هم خيار المرحلة , وتعليق صور السيد الخميني والخامنئي في شوارع بغداد من أخطاء أحزاب السلطة وهي ظاهرة ضعف وتقليد مدانة وطنيا وهي ليست من مفردات الثقافة ألآسلامية التي تراعي خصوصية البلدان مثلما تراعي خيارات الشعوب وضرورات السلطة , على أن التعاون مع أيران لمواجهة عصابات ألآرهاب التكفيري هو ليس تمددا أيرانيا ومن يقول بذلك يختزن حسا طائفيا هو الذي جلب لنا ” داعش ” , وكل بناءات أدارة الدولة والحكومة تحتاج الى تغيير وهذا لايتم بدون مشروع فكري ثقافي يتعهد تربية جديدة في المدرسة والجامعة وألآعلام والحواضن الدينية وألآجتماع بكل مفرداته حتى يعود الطبيب الى رسالته ألآنسانية والمهندس والقاضي والمحامي وألآستاذ والتاجر والعامل والفلاح الى واجبه الوطني وذلك من خلال تطبيق القانون وألغاء الطائفية والعنصرية والفئوية وتوحيد الهوية الوطنية وأطلاق مشروع ألآقتصاد ألآستثماري , بذلك نضع حدا لآختراق المجتمع العراقي وننقي مخلفات وشوائب داعش وحواضنها , مثلما سيكون المجتمع ألآيراني والمجتمع السعودي والعربي بشكل عام قادر على مواجهة ألآختراقات التي لازالت هي لعبة أسرائيلية مفضلة نتيجة التمدد ألآمريكي في المنطقة.