22 ديسمبر، 2024 5:06 م

أخبرني من ترافق أخبرك من تكون…

أخبرني من ترافق أخبرك من تكون…

حادثة لطيفة عن المرحوم الحاج الشيخ سيلان البداي، كان من ضمن الذين دعاهم الرحمان إلى حج بيته الحرام في زمن السرعة فيه بطيئه من نقل وسفر وعجلات والذي يذهب ينقطع خبره إلى أن يكتب الله له العودة سالما، كان مقدرا للشيخ سيلان البداي ان يؤدي الركن المهم من أركان الإسلام ضمن حلقة معدَودة انذاك، فمن المرافقين له طيلة الدرب شخص من أهالي الجنوب يدعى الحاج نعمة عبدالله، ما ان بدأت الرحلة مبتعدة عن العرق وصولا إلى مطار الرياض في نزل ومحطات صحراوية، تراجعت صحة الحاج نعمة وبدأت تسوء اكثر فأكثر مما اضطر إلى تعطل المجموعة بمنطقة مخصصة للنزول، أملآ منهم ان يتحسن، فلم يزداد الا نحولا وتراجع بدأت المجموعة اعدادها بالتناقص شيئ فشيئ فقد فقدو الأمل بأن يشفى وبوادر الموت قد بانت عليه، فهذا من يتحجج بأنه ميت لا محال والآخر بضرورة الذهاب على أن لا نهلك جميعا بنقص الغذاء والماء، في اليوم الثاني انصرف الجمع ولم يبقى إلا الشيخ سيلان موقف الحرج فالوطن ليس الوطن والناس ليس الناس فهو أمام امرا عصيب اما الذهاب والنجاة من الانقطاع في مكان معزول او البقاء للمصير المجهول، عيون الحاج نعمة تتمسك بالحاج سيلان ولسانه عكس ذلك يحاول ان يقنع الحاج سيلان بتركة فلم يجد الا الثبات في صاحبه(انه اغلام بداي اشلون اعوفك) هذا الرد الذي كان يجيب به رفيقه بالحرف القاطع،، خيم الليل والارض قفر ولا أثر لابن أدام، جادة الطريق تقود نحو منعطف بعيد جدا، اخذ الشيخ سيلان يحمله تاره قاطع به مسافة على ضهره ويستريح ساعة حتى استمروا نهار يوم كامل وصاحبه يرمق بعينه ونفس صعودا ونزول ، لاحت مدينة جدة في منطقة صغيرة من إحدى اقضيها، ضيف الله لا يتركه الله وارادة الله أعظم وأسبابه تسير حتى قادت خطوات الحاج سيلان وهو حامل رفقيه على ضهره إلى سوق شعبي بسيط فاجتمع بعض المارة اخذوه منه إلى حكيم من أهالي الهند مقيم عندهم فمكثو عنده حتى سرت العافية في عروق هذا العليل وسط انبهار اهل الحي من قصتهم والتعاطف مع الحادثة التي حدثت معهم مما آثار إعجاب وانبهار شيخ الحي فامر بعجلة تسحب بواسطة الخيول، اشرع بهم المركب إلى مكة المكرمة فكانوا اول الواصلين من مجموعتهم ولما وصل الباقين انبهروا واصابهم العجب من وجودهم أمامهم، كيف؟ ماذا حصل؟ فقد اصابهم الذهول بعد أن تركوهم في أرض منقطعة فاجابهم الحاج سيلان
الي واعدنه بالموت واعدناه بفرج الله، واتمت طقوس الحج الفريده من نوعها وعاد الأثنان بسلام إلى أرض الوطن، المعنى من هذه الحادثة اختر من تصاحب فإما ان تكون او لا تكون ولا تقبل دائما بانصاف الأصدقاء فالحياة طريق لم يكمله معك إلا الكفوء ،،،،
الحادثة نقلا من العم ابو محمد الشامي الساعدي أدام الله صحته….