لا أحـــــــد يجهل بان هناك فارقا بين الخطاب الوجداني الذي يخاطب القلوب وبين الخطاب العقلي .. الذي يتوجّه الى العقول .. ولقد صدق من قال : بأن العلم قوة والفكر نور .. واهل الفكر هم الرواد على الطريق .. ويبدوا ان محافظ الانبار سيذكره التاريخ بانه كان رائدا لقومه في محنتم .. لقد شاهدت هذا الرجل من على شاشة قناة الانبار .. في كلمة الى ابناء المحافظة .. فترك في نفسي إنطباعا شخصيا جميلا .. وبان وجود هذا النوع من الرجال – خصوصا في ايام المحنة هذه – في الانبار خاصة وفي العراق على وجه العموم .. وجودهم يعطينا بعض الامل .. ازاء ما تحمل ذاكرتنا من تركة ثقيلة من الدجل والنفاق والكذب لاغلب المتصدين للشأن العام في عراق اليوم .. لقد رأيت على صفحات وجهه وتحسست بنبرات صوته .. الغيرة والصدق .. وتلمست الحرقة في مفردات حديثه .. لقد كان حديثه مغّمّسا بمر العتاب والوجع .. للبعض من الذين يحتضنون شذّاذ الافاق واللقطاء من – علوج داعش والقاعدة – القتلة والمجرمين بشهادة شعوب الارض كافة .. وعلى حساب ابناء عمومتهم وابناء بلدهم واخوانهم في الدين والوطن .. في موقف غير متوقع ان يحدث في مجتمع قبلي النكهة كمجتمع ابناء محافظة الانبار .. لقد توجه هذا الرجل – في زمن تندر فيه الرجال الرجال – الى الجميع .. الى رجل الدين الصامت لكي يؤدي وظيفته .. في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وكان شفافا واضحا .. حين ساءلهم : هل افعال الارهابيين الغرباء في الانبار ترضي السماء ؟! وأنكم ياسادة سوف تٌسألون غدا حين تقفون امام رب العزة الذي لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء … فرجل الدين اذا كان محايدا في حالات الظلم او اي انسان .. فقد اختار ان يكون بجانب الظالم .. ولم يترك الرجل عذرا لمعتذر بخطابه لقوى الامن الداخلي : بأن لا ضير حين ينكسر الشجعان المخلصين في لحظة انكسار .. حين يسرعون بالرجوع لرجولتهم ؟!! .. بعد اتضاح الحقيقة امام اعينهم .. فالذي يدافع عن الانفس والاعراض مجاهدا ومن يقضي في موضع الدفاع يكون شهيدا .. لقد حدث هذا في معركة احد .. من قبل اشرف الصحابة الكرام .. وكان الرسول الاعظم بين ظهرانيهم .. ولقد سال النبي الاكرم (ص) الصحابي الجليل ابي ذر (رض) : أيّ عرى الايمان اوثق ؟! قال الله ورسوله اعلم . فقال (ص) : المولاة في الله والبغض في الله .. ولقد قال ايضا : أقيلوا ذوي الهناة ( الدواهي والمصائب ) .. وختاما اي مصيبة اعظم من هؤلاء المسخ من وحوش وقتلة ومجرمين من شذاذ الافاق وسقط متاع الارض ؟! واي عاقل لايبغض هؤلاء القتلة ؟ السلام عليكم ..
ضمير مستتر : ( من عمل صالحا فلنفسه * ومن اساء فعليها * وما ربك بظلام للعبيد ) .