12 أبريل، 2024 12:21 ص
Search
Close this search box.

أحمد كلاسيك.. صور توثق ذاكرة وطن

Facebook
Twitter
LinkedIn

السودان بلد خاص وله نكهة متفردة لا تشبه أي بلد ٍ آخر سواءاً كان عربياً أم إفريقياً، وبعيداً عن الكلام الذي نعرفه جميعاً عن حجم الثروات الطبيعية التي يملكها والظروف التي
يواجهها لتمنعه من نهضةٍ تليق به منذ عقود ٍ طويلة كأغلب بلادنا، إلا أن ثروة هذا البلد تكمن في شبابه وشعبه الذي يملك روحاً خاصة وحساً مرهفاً وشغفاً مستمراً بشتى أنواع
الفنون كبركانٍ متفجر يسعى إلى البحث عن الجمال في أبسط التفاصيل وتوثيقها ليوصل الهوية السودانية إلى مختلف البلاد..

كما أن انشغاله بنقل الأحداث الوطنية تؤكد على وعيه بقيمة ما يملك من أدواتٍ فنية تستطيع أن تنقل الحقيقة بصدق أكثر من وسائل الإعلام المختلفة، إلى جانب ميل الأغلبية
إلى الإلتصاق بالواقع ونقل صورة ٍ تنغمس في لمساتها المحلية في مختلف أنماط الثقافة الشعبية على امتداد الأراضي السودانية، ولا شك أن للتصوير الفوتوغرافي نصيبٌ وافر من
إبداع الشباب السوداني حيث يتنافس الجميع لتقديم الأفضل وتقديم رؤيةٍ جديدة ومختلفة على الدوام، وعندما تدعم هذه الموهبة بثقافةٍ وخلق ومحبة وشعورٍ نبيل بالمسؤولية تجاه
الوطن وتجاه القضايا الإنسانية يصبح لها معنىً أسمى وأعمق.. أتحدث اليوم عن المصور السوداني أحمد كلاسيك..

فقد قدم على مدار سنوات عدداً كبيراً من الصور الفوتوغرافية المتميزة والمنوعة واللقطات الفنية الغنية عاكساً العديد من الجوانب التي لا نعرفها عن السودان، فلم يكن أسيراً لنمطٍ
واحد وكان على الدوام متجدداً في أفكاره وزواياه واختياره لمواقع التصوير والموضوعات التي يقدمها مع اهتمامٍ خاص بقضايا الطفولة والوطن بشكلٍ عام، ليصبح من أهم وأبرز
المصورين المحترفين الذين نقلوا ولا زالوا ينقلون الأحداث التي يشهدها السودان ولا تحظى كالعادة بالتغطية الإعلامية المفترضة، كما أنه لا يتوانى عن تقديم النصح ومد يد العون
للأسماء الشابة فجعل أيضاً من صفحته الشخصية منبراً لهم ولإبداعاتهم لتصل إلى أكبر عددٍ ممكن من المتابعين وهو أمرٌ بات نادراً..

وبرغم محاولات التجديد المستمرة في ما يقدمه إلا أنه لم يهمل تفاصيل البيئة السودانية البسيطة فنجدها حاضرةً بقوة بين أعماله كما نرى أيضاً حضوراً للمواقع التاريخية والأثرية
التي لا زلنا نجهل عنها الكثير، دون أن ننسى جمال الريف السوداني وتفاصيل أهله الدافئة التي يعكف على تقديمها وتقديم المرأة السودانية ساعياً إلى إبراز مواطن الجمال والتنوع
بين مختلف المدن والقرى، ومن ضمنها تراث القبائل الإفريقية الذي يحافظ على الهوية المحلية ويحميها من الإندثار فيصل أبناء اليوم بجذورهم وثقافتهم الأم..

وهنا نفهم أن وجود الموهبة عاملٌ هام جدا ً في بداية أي فنان لكن طريقة توظيفه لها هي ما يحقق الإستمرارية له، وهي التي تصنع الفرق بينه وبين غيره فتجعل لحضوره وقعاً
مميزاً ذا بصمةٍ تتحدث عنه وتحولها إلى مصدر إلهام لغيره من الأجيال القادمة وهو ما يميز تجربة المصور السوداني أحمد كلاسيك ويجعلها تستحق أن تحظى بالتقدير على أكثر
من صعيد..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب