في اللحظةِ التي وقعتْ عليها نظراتي المرهقة من شدة السهر الطويل على عنوان مقالكم الموسوم ” الدكتور العبادي إحذر إنهم شلايتية وسرسرية” تحفزت في حنايا روحي كل وسائل التهيء لمطالعة موضوع كنتُ قد رسمتُ له في مخيلتي أشياء وأشياء كثيرة وأعتقدتُ أنني سأجد كل مقومات التحليل العلمي والصحفي لأكتشاف أسرار لاتعد ولاتحصى وسنصل عند نهاية مقالكم الى دراسةٍ فكرية منطقية للعثور على كل الطلاسم والموبقات التي كانت سبباً في ضياع محافظات رائعة تشكل جزءأً حيوياً من أجزاء البلد الجميل الذي ننتمي الية ألا وهو وطن ألأنبياء والمقدسات …إنه العراق. إعتقدتُ أنني ساجد تحليلاً دقيقاً لكل الملابسات التي ذكرها قادة الجيش هناك عند لحظات الهجوم . كنتُ أعتقد أنكم ستقدمون الدليل الوافي على إتهام – الغراوي- لذلك القائد العسكري الذي كان متواجداً معه هناك عند ساعات الهجوم وكيف أن الغراوي راح يكيل ألأتهامات الى علي غيدان ويحمله سبب ألأنهزام. إعتقدتُ أنكم توصلتم الى سبب سكوت علي غيدان كل هذه الفترة ولم يرد على إتهامات الغراوي ولم يقل أي شيء سوى أنه لازال في بغداد ولم يغادر الى تركيا كما ذكرت الشرقية في أخبارها قبل فترة. وظهر صوت علي غيدان يُعلن أنه لازال يتواصل مع اللجنة التحقيقية المكلفة للوصول الى حقيقة الملابسات في الهروب عند حدوث الصدامات في تلك المحافظات. أنتم – لاحظ أنني أستخدم كلمة أنتم وليست أنت لتدل على ألأحترام الكبير لشخصكم الكريم- أطلقتم كلمات نابية تجاه المسؤولين في تلك المحافظات وأوعزتم اليهم سبب الضياع وألأنهزام ولكنكم لم تتطرقوا الى أي سبب عسكري لوجستي ولم تتحدثوا عن أي ضابط كان هناك على أرض الميدان وكأن المحافظين في تلك المحافظات هم الذين أوعزوا للقادة العسكريين بالهروب وترك أرض المعركة. من خلال مشاهدتي حديث – الغراوي- على البغدادية تكونت لدي صورة وإن لم تكن متكاملة عن أشياء كثيرة جدا كان لها السبب الحقيقي والدور الفعال في حدوث تلك الماساة الكبيرة في تاريخ العراق الحديث . وحتى بعد حديث الغراوي – الذي كنتُ متعاطفاً – معه من بداية اللقاء حتى نهايته- وبعد البحث والتدقيق في مواضيع كثيرة وأفلام عن طريق اليوتيوب وجدت أن الغراوي كان مشتركا في تهريب النفط – وتستطيع أن تجد كل هذه المعلومات في النت. حينما كان الغراوي يتحدث بشدة عن السبب الحقيقي في ضياع الموصل وأن غيدان يتحمل كل المسؤولية لأنه لم يكن متعاوناً معه تكونت لدي صورة ضبابية سلبية عن القائد العسكري ألاخر ولكنني لم أتهمه بعد بصورة نهائية لأنني – كمواطن- لم أسمع حتى هذه اللحظة الرد من الجانب ألاخر ولم أسمع دفاعة عبر الشاشات المرئية وهذا يدعوني الى التريث لحين سماع وجهة نظر الطرف ألآخر. كنتم تناشدون السيد العبادي في أشياء كثيرة وكأنكم الناصح ألأمين لسيادته وكأن السيد العبادي معصوب العينان ولايعرف تلك ألأشياء وهو المتمرس في هذا الموضوع ولدية من المصادر ماتقدم له كل شيء.
كان هجومكم من طرف واحد ويحمل في طياته حقداً دفيناً لشيء قد لايخطر على ذهني المرهق, ولكن من خلال فمكم أدينكم. حسناً لنقل أن ماكنتم تقولونه قريب من الحقيقة ولكنكم لم تقدمموا لي – كمواطن عادي- أي دليل على سوء أؤلئك ألأشخاص. وجدتكم تكيلون الكلمات النابية فقط وتحاولون تسقيطهم بأي تعبير تجدونه مناسبا. كان من المفروض أن تجروا مقارنة بين أؤلك السادة المسؤولين ومسؤولين آخرين في المحافظات ألآخرى كي نجد الفرق الكبير بين هذا وذاك. أنا – كمواطن عادي- لاأستطيع أن اصدر حكما غيابياً بناءأً على ماطالعته في مقالكم. لم تقدموا لي أي شيء أستطيع من خلالة أن أتعاطف معكم أو أقف ضدكم. وجدتُ المقال مجرداً من كافة ألأصول المهنية الصحفية الكتابية – وجدتُ نفسي وكأنني اشاهد برنامج ألأتجاه المعاكس- دون حضور الطرف ألآخر للدفاع عن نفسه. لاأعرف هل مقالكم كان مدفوع الثمن من جهةٍ معينة لتسقيط ألآخرين أم أنكم إستندتم على حقائق نحن لانعرفها- وكان من الأجدر أن تذكروها لنا كي نقف معكم -. أنا لستُ سنياً ولاشيعياً ولا مسيحياً ولا كردياً ولاعربياً ولكنني عراقياً بأمتياز أفرح لأي شيء يجلب الخير لبلدي ويخرجنا من هذا النفق المظلم الذي يكاد يحيلنا جميعاً الى عدم .أنا لم أقابل أي مسؤول من تلك المناطق التي ذكرتموها في مقالكم الذي سبب لي حزناً كبيراً, ولكنني عشتُ في كل محافظات العراق فترة معينة خلال هذه السنوات الطويلة من عمري الذي لم أجد فيه إلا ألألم والمعاناة والحرمان من كل شيء رغم أن بلدي من أغنى بلدان العالم وأنتم تعرفون السبب لماذا وكيف وصلت بنا الحال الى هذا المنوال.
أتوسل اليكم في المرةِ القادمة لا تكيلوا أي شيء بمكيال الكره والضغينة لأي إنسان سواء كان مسؤولاً أم بائساً مثلي مالم تستندوا على حقائك مرئية نستطيع من خلال الغور في أعماق الحقائق الدامغة كي نكون صائبين في إتخاذ الحكم النهائي تجاه أي إنسان. إذا جائكم فاسقق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على مافعلتم نادمين. أرجوأ أن لاتهجم علي كما هجمت على ألأخرين ولكن دعنا نتبع الحوار المتمدن لكي نصل الى الحقيقة.