عام مضى وداعش لا زال يمثل كرة الثلج التي تزداد حجما مع زيادة تدحرجها على الأرض العراقية ، مدن ونواحي وقصبات تتساقط يوما بعد يوم وليست لدى الحكومة العراقية رؤية دقيقة حول إمكانية ايقاف هذا الزحف المرعب لعصابة من القتلة والذباحين ممن يحملون في عقولهم النتنة فسد ما وُجد من عقائد على وجه الأرض ، جيش عرمرم من حيث العدد وحشد شعبي نذر نفسه لمقاتلة هذه الفئة الضالة وعشائر تطوعت بأبنائها لتطهير أراضيها من رجس داعش والنتائج لا زالت مُخيبة للآمال. هنا أريد أن أفتح نار الإنتقاد ليس على حكومة العبادي فقط بل على الجميع بما فيهم المؤسسة الأمنية التي لا زالت لا تدرك حجم المخاطروالتحديات التي يواجهها شعبنا اليوم في العراق ، والآلية غير المهنية التي بُني عليها جيش العراق الجديد و زج عديمي الكفاءة والخبرة في المؤسسات الأمنية ومراكز صُنع القرار الأمني ، فهذا من الحزب الفلاني وذاك من الطائفة الفلانية وهذا من أقارب السيد وذاك من أتباع الحجي ، بئس الإختيار إختياراتكم وبئس من إنتقيتم لمسك زمام الأمور في بلد كان لا يسمح حتى للعصفور أن يفكر في إختراق حدوده إلا بعلم السلطات الأمنية المختصة . وهنا أوجه كلامي لكل ساسة العراق الجديد بسخفه وضعفه ماذا زرعتم … ماذا فعلتم يا أشباه الرجال بوطن كان يعد من البلدان المتقدمة أمنيا. هو وطننا وليس وطنكم لأننا نستشعر جراحاته وانتم عنه غافلون ، ونسمع أنينه وانتم صُم نيام ، وندافع عنه بكل ما أوتينا من قدرات وأنتم تنعمون بخيراته وتتآمرون لذبحه . فأي شرف تملكون وقد هرب الشرف من ضمائركم وغادر عقولكم وقلوبكم خوفا من أن تنجسوه بأنجاسكم القذرة وصونا لأسمه النقي من أدرانكم .. لقد زرعتم الحقد في النفوس وملأتم الصدور قيحاً والعقول جهلا ً ودلكتم الألسن بسموم الطائفية التي جلبتموها معكم والتي ما كنا نعرفها مطلقا .. بل لايسمح لأحد بالتفوه بها حتى على المستوى الاجتماعي ، لكثرة الوعي الموجود آنذاك فضلا عن سطوة السلطة ومحاربتها لكل من يحاول بث الفرقة بين ابناء الوطن الواحد ومن يقف خلفه من ذوي الإجندات والدوافع التي تدعمها دول ومنظمات تضمر عدائها للعراق ، فهل من خلاص من داعش وهل من خلاص من الطائفية وهل من خلاص من التيارات الاسلامية التي جلبت لنا كل هموم الدنيا وجثمتها على صدورنا وهل من خلاص للخفي الذي يتحكم بحياتنا ، هل سنرى عراق موحدا كما عرفناه وآلفناه… هل ستعود معايير الكفاءة والنزاهة ، هل سيتعافى الوطن الجريح ، هل سيعود شارع ابي نؤاس كما ولد وترعرع زاهياً برواده زمحبيه ، هل سيعود الاشوري لبلده الأصلي بعدما هُجر قسراً ؟؟؟؟ أسئلة واسئلة كثيرة ما فارقت مخيلتي ، أستجمعها كل ليلة في رأسي وأنا ذاهب لرحلة النوم كي أطوف بها في عالم الأحلام الجميل بعيدا عن نجاسة من يتحكمون بمصائرنا، عسى أن أصحو يوما وآراها حقيقة ملموسة بين يدي وأمام ناظري .