19 ديسمبر، 2024 1:57 ص

أحلام متظاهر زنكَلاديشي

أحلام متظاهر زنكَلاديشي

(دبابيس من حبر38)
ذهب أحد المتظاهرين مع زوجتهِ الى ساحة التحرير، ليجدوا لهم مأوى في جبل أحد(المطعم التركي) الذي سيطر عليه المتظاهرون، فلم يستطيعوا دفع الأيجار لهذا الشهر بسبب أزمة العمل، خصوصاً وأن عملهما لم يعد يكفي حتى إطعامهما بشكل جيد؛ في أحد طوابق(غار) الجبل إفترشا لهما فراشاً وتوسدا وسادة وإلتحفا ببطانية، وناما نوماً عميقاً، فالذهن غير مشغول بشيئ… لكن الأحلام غزتهم:
إجتمع المتظاهرون وقرروا مهاجمة الفاسدين بعقر دارهم ومحاسبتهم، فكان توجههم الأول صوب أصحاب المولدات وعيادات الأطباء الخاصة فأغلقوها(مغلق بأمر الشعب)، ومنعوا أن يفتتح أحداً منهم أو من غيرهم مولداً أو عيادةً مرة أُخرى، وتوجههم الثاني كان صوب جميع المخالفين للقانون، وطردهم من أماكن عملهم وبلا رجعه، سواءً في القطاع الخاص أو العام.
تحرك المتظاهرون صوب الوزارات، وأزاحوا الوزراء والمدراء العامين ورؤوساء الأقسام، وعينوا بدلهم من الشباب الخرجين الجدد واتفقوا معهم على ان تكون رواتبهم وفق السلم الوظيفي؛ فبدأ هؤلاء الشباب بأخذ القررات الآتية:
إنتخاب رئيس وزراء لهم، وبدون نواب، وبنفس قيمة راتبهم؛ وتستمر الجلسة….. قرارات:
منح كل عراقي لا يملك راتباً وقد بلغ من العمر 12 عاماً وما فوق راتباً شهرياً قدرهُ(100$) وفق البطاقة الوطنية.
منح كل عائلة عراقية لا تمتلك بيتاً، أرضاً لا تقل مساحتها عن 300م، ويقوم صندوق الإسكان بمنح القروض لبنائها وبلا فوائد، ويسقط خمس(20%) من القرض لكل مولود، حتى اذا بلغوا 5 افراد سقط القرض بالكامل، وتقوم الدولة بإيصال كافة الخدمات لباب الدار.
جعل السن التقاعدي 50 عاماً، ليتسنى للشباب إدارة الدولة، وللكبار التمتع والراحة لبقية سنين عمرهم.
عمل مفوضية مستقلة من الخريجيين غير المتعينين، باشراف قضاة متقاعدين والعمل فيها يكون تطوعي، وبإشراف الامم المتحدة.
حل البرلمان وتعديل بعض فقرات الدستور وعرضه للأستفتاء العام.
إلغاء رواتب وأمتيازات أعضاء البرلمان، للذين يمتلكون راتباً، ومنح راتب مدير مدرسة متقاعد لكل عضو لا يمتلك راتباً، يقطع هذا الراتب بعد انتهاء دورته التشريعية.
يختص عمل البرلمان في التشريعات فقط، وتتوضح باقي اعماله بعد التصويت على الدستور الجديد.
بعد إعلان هذا في القنوات الفضائية، خرجت الجماهير محتفلةً راكضةً ترفع العلم العراقي، وتطلق الهتافات والالعاب النارية(الشعالات)، وإذا بواحدة من تلك(الشعالات) تسقط على رأس المتظاهر، فيفز هلعاً من نومه واذا به يتفاجأ بوجود قنبلة غاز مسيل الدموع بقربه، فيوقظ زوجتهُ ويولي معها هارباً، فلا أمان ولا أحلام في هذا البلد اللعين.
…………………………………………………………

أحدث المقالات

أحدث المقالات