وقفت سلمى امام المرآة تنظر الى صورتها، وقد تسلل الشيب الى شعرها الأسود، وكأنه جناح غراب، وقد بدات التجاعيد تهاجم وجهها القمري الجميل، لنكها لازالت محافظة على رشاقتها وأناقتها،رغم مرور السنين، وهي تتذكر كيف كتب الشباب في محاولاتهم الشعرية عندما كانت طالبة تسير في ازقة المحلة ، وعن تلك الايام التي أحبها شاب من المنطقة لكن لم تحقق، امها ترفص جميع الشباب المتقدمين للزواج منها، هي تحلم ان يكون لهابيت وزوج واولاد،وهي طلبات تبحث عنها اي فتاة،أرهقتها الوظيفة والروتين، هي تعلم ان احلامها مؤجلة،ادركت انها وصلت الى طريق مسدود،ولا تريد أن تغضب والدتها التي تحب المال، حتى أن كان على حساب راحتها، اتعبها السهر و التفكير، وهي تعيش في حالة من عدم الاستقرار، وهي تدرك ان مشكلتها صعبة الحل، فهي صابرة، وأحيانا تقول في نفسها(انما للصبر حدود )، وهي تعلم ان احلامها مؤجلة، وان جميع الذين تقدموا لطلب يدها، هم شباب وأخلاقهم عالية وامكانياتهم جيدة،كانت تجلس في غرفتها، وهي تفكر في حل لمشكلتها، راودتها فكرة ان تجمع مصوغاتها الذهبية والنقود التي تملكها، وكتبت طلبا بالاستقالة من دائرتها، دخلت الغرفة الى والدتها، وقدمت الاستقالة الذهب والمال الى والدتها، وقالت لامها اعذريني ياماما، وغادرت البيت.