19 ديسمبر، 2024 9:35 م

تسكن في كوخ متهالك الأطراف وترعى أحفادها بعد ان أستشهد ولدها في الصراعات الطائفية، والأم من شدة الفقر تركت أطفالها لتعيلهم أم زوجها لكون ليس لها طاقة لتحمل نفقاتهم اليومية. المراة طاعنة في السِن تسجد يومياً للرب وتسبح على الله يمن عليهم بالمن والسلوى كما فعلها سابقا ربها لقوم بني إسرائيل، الأطفال ليس في المدرسة ولا يعملون سوى يقتاتون من جزء من فضلات الصبيه في المنطقة او يبحثون في حاويات النفايات لعلهم يسدون رمق الجوع في بطونهم، تجلس المرأة عند باب الكوخ وتمسك في يدها المتاهلكة مسبحة ذات العدد 101 وتُسبح يومياً لعل فرجاً قريب وداخل الكوخ توجد صورة لابنها وهو يحمل في يديه السلاح وخلف صورته زعيم ديني يكن له بالولاء وماسك في يدة اليسرى كتاب للدخول للجنة هكذا أخبرهم زعيمهم الروحي، وبعد موته ترك أطفاله في مهب الريح تحت أنقاض الكوخ المتهالك وتخلى عنهم زعيمهم الروحي حال الكثير من الفقراء الذينَ تم غسل أدمغتهم بالولائات ونصرة الدين، لا يملكون تلفاز لرؤية العالم الجديد فعقولهم تم دبلجتها للرجوع الى قبل 1400 سنة وحتى لا يعلمون إنَ بناء البيوت أصبح مسلحاً وفي كل غرفة مكيف هواء يقيهم شدة الحر وتدفئه تقيم شدة البرد ، سعداء فقراء بلدي بأحلامهم وما يقتاتوه من حاويات النفايات يعيشون ببساطة الاولياء أخبروهم ان نبيهم فقير لا يملك شيء وانهُ يأكل الخبز والتمر والرب يعشق الفقراء فآمنوا بما قالوا وإن أتباع نبيهم يحبون الشهادة وهم في الجنة خالدون، ليس لهم علم أن بلدهم يملك النفط والزئبق والمقدسات ونهر دجلة والفرات ليس لهم عِلم ان أرضهم فيها جميع الخيرات هكذا علموهم وهكذا ارادوا عقولهم نائمة مخدرة تعيش في زمن غير هذا الزمان، كل زُعماء الدين والسياسيين هُم شركاء في كبت وقتل أحلام الفقراء، دخول الجنة لم أراها سوى في عيون الفقراء لم أراها في عيون السياسيين ولا في عيون زُعماء الدين ولا في عيون الأغنياء ولم أجدهم يضحون بأبنائهم كما ضحوا بدماء الفقراء، علموهم أن نبيهم يصوم كل السنة ويفطر على الخبز والتمر، وهُم لم يصوموا؟ علموهم ان نبيهم يحب النساء واصبحت أجساد الفقراء كالجواري تحت تصرفهم يمارسون الرذيلة معها بعدة تسميات،علموهم اتباع نبيهم يعشقون الشهادة وهم لم يضحوا بابنائهم لعشق نبيهم بل ضحوا بالفقراء، هل الأديان تجرد الإنسان من كرامتة هل الأديان تحلل تجارة الجسد؟ هل الاديان تحب اراقة الدماء؟ لذا بلدنا أصبح مظلم لشدة الظلم ، حكامه يخلطون دمائنا بنبيذ سهراتهم لينتشوا بلذة الأنتصار المزيف، فينتصروا على فقراء العراق فتزداد الارامل والامهات المنكوبة والمطلقات وتجارة الجسد وبيع الاعضاء، الفقر ليس نعمة انعمها الرب على الإنسان ليختبره كما يدعون مشايخ الدين، الفقر رذيلة خلفها الحاكم على عامة الشعب وشجعة وساندة رجال الدين المنافقين ليستفاد المتملقين على اجساد المعدومين، لذا تجد الفقراء في الدول الذي يحكمها الأسلام السياسي الفقر من الحاكم وليس من الرب. هل الرب عند المسلمين يختلف عن الرب عند اليهود او النصارى او عند الاديان الاخرى؟ هل الرب بين المسلمين منزوع الرحمة؟ والرب عند اليهود والنصارى مليء بالرحمه، الرب في داخلنا في نفسيتنا لا يحتاج ان يختبر احد في جوعه أو فقره او قلة حيلته، بل الحاكم هو من يتحمل الفقراء الذي يقتاتون من النفايات.. بل الحاكم من يتحمل حروبه الذي يرسل الفقراء ليكونوا وقوداً لإحلامه المريضة.

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات