هناكَ مقولة إجتماعية ليس لي علمٌ عن تأريخ ظهورها وتداولها بين الناس
ولكن عرفت من صياغتها انها ليست من تراث الاجداد القدماء جداً، بل
بدعة من بدع بعد عشرينات القرن الماضي بعد حصول إنهيارات متتالية في
بلداننا بحضور (المحررين) من الغرب ! والمقولة يقولها صديق لاقرب
صديق مؤتمن على خصوصيات الصداقة، ويبدء (كلام بيني وبينك..ها إذ
سمعت نقلتها للاخرين بعد ماأطلعك على أي سر…!!) ..ولا يمرعلى
إطلاعك على سر، سوى فترة قصيرة تسمعها من أكثر من مصدر، وأتذكر
وأنا في مرحلة الدراسة المتوسطة وفي درس التأريخ وبعد أن شرح لنا استاذ
الدرس (وكان عن تأريخ العراق الحديث، حيث الموضوع إحتلال العراق
من قبل بريطانيا وإعلان الجنرال مود بأنه لم يأتي غازياً بل منقذاً للعراق
وأهل العراق !) فتحدث الاستاذ عن بدايات إنتشار ظاهرة (كلام بيني
وبينك و…لاتحجي لاحد) وربطها بذلك التأريخ …! وأشار أن هذه الظاهرة
كانت بداية لظهور (عقدة المؤامرة) إجتماعياً وقال : ليكون في علمكم أن
من يقول لكم (كلام بيني و بينك لاتحجي لاحد ) يقصد وبدون ان تشعرإلا
بعد حين أنه يريد منكم نشر الحدث أو المعلومة وهذا نوع من المؤامرة
…!! من خلال هذا الحدث سمعت كلمة (المؤامرة) وعندما وصلتُ عمراً
بحيث أستطيع قراءة مايدور حولنا وكثرة سماعنا لهذه الكلمة من خلال
الحديث عن السياسة، كنت اعتقد انه سيأتي يوم نصل لمرحلة النضج