أحقر وأخبث صراع على السلطة والكراسي والملك والنفوذ !!!

ينقل لنا التأريخ انه عندما ضربت جيوش يزيد بن معاوية، وبعدها بعدة عقود جيوش عبد الملك بن مروان، مكة المكرمة بالمنجنيق واستباحت المدينة ومكة، واغتصبت النساء واقتضت البواكر وانتهكت الحرمات وقتل الأبرياء، قيل لكل من الخليفتين، في مقره الدمشقي، إن سكان مكة وقسماً من المدينة هم أهلكم وأقرباؤكم، فأنتم أولى بالدفاع عنهم، لا هتك أعراضهم وتدمير بيوتهم، فأجاب كل منهما، رغم تباعد الفترة الزمنية بينهما، الإجابة نفسها: إن الملك هو الأهم،
وبعدها بعدة عقود يصرح الخليفة العباسي هارون الرشيد، بمناسبة مشهورة، وقصة معروفة، مخاطبا ولده المأمون، حينما قال له إذا كان جعفر من بن محمد (الصادق)، بهذه المنزلة وهو أحق منك بالملك كما قلت، فلماذا لا تسلمه الملك؟!!!، فأجابه هارون: أما هذه، فلو حاولت أنت أن تأخذ الملك مني، لأخذت من يحمل عينيك، (أي لقطعت رأسك)، فالمُلك عقيم يا ولدي.
الملك عقيم عبارة تجد لها تطبيقات فعلية وكثيرة في التاريخ العربي والإسلامي خصوصا، وقد أحصى أحد المؤرخين أكثر من مئة حاكم لولاية أو إمارة أو دولة مركزية، قُتلوا من قبل أقربائهم (الإخوة والأبناء وأبناء العمومة)، بسبب الصراع على الملك والكرسي، وجميعهم كان يعتبر أن الملك عقيم….
وفي هذا السياق أثبت أحد المحققين والباحثين المعاصرين مستوى الصراع القبيح والخبيث لدى أئمة التيمية ‏وسلاطينهم على الكراسي و الملك والنفوذ ، مبينًا الفارق الكبير والاختلاف الجذري بين سلوك وتربية أئمة ابن تيمية عن أخلاق وتربية النبي الكريم وآل بيته الطاهرين وأصحابه الكرام ( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين )، نقلا عن ابن العبري في كتابه تاريخ مختصر الدول / (242): {{(الظاهر بن الناصر): ولمّا تُوُفِّيَ الناصر لدين ‏الله، بويع ابنه الإمام الظاهر بأمر الله في ثاني شوّال مِن سنة اثنتين وعشرين وستمائة ‏‏(622هـ): ‏
أـ وكان والده قد بايع له بولاية العهد، وكتب بها إلى الآفاق، وخطب له بها مع ‏أبيه على سائر المنابر.‏
ب ـ ومضتْ على ذلك مدّة، ثم نَفَرَ عنه بعد ذلك، وخافه على نفسه، فإنّه كان ‏شديدًا قويًّا أيِّدًا (قويًّا شديدًا) عالي الهمة، فأسقط اسمه مِن ولاية العهد في الخطبة، ‏واعتقله وضيّق عليه. ‏
حيث علق المحقق المهندس:‏[[أقول: ما شاء الله!!! أحقر وأخبث وأقبح صراع على السلطة والكراسي والمُلك ‏والنفوذ!!! فيضعُ الأبُ الابنَ في السجن، ويقتل الأبُ الابنَ، ويقتل الابنُ الأبَ، ويقتل ‏الأخُ الأخَ!!!، وأضاف متسائلًا : فأين هذه التربية لمارقة ابن تيمية مِن تربية الرسول الكريم وآل بيته ‏الطاهرين وأصحابه الكرام (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)؟!! أين هم مِن تربية ‏الإمام علي للحسن والحسين (عليهم السلام)؟!! وأين هم مِن تربية الصحابة ‏لأبنائهم؟!!]] .
الملك عقيم ظاهرة سياسية اجتماعية اقتصادية نفسية… تمارسها في الغالب الأنظمة الاستبدادية الديكتاتورية، وهي مستمرة وبصورة أبشع فمن أجل الملك والحكم والكرسي استُبيحت واحتُلت وخُربت ودُمرت الأوطان، وسُحقت الشعوب، ودُنست المقدسات وانتُهكت الأعراض وصُدرت الحريات وسُحقت الأخلاق والمبادئ والقيم….، والمصيبة أن ذلك جرى ويجري باسم الدين!!!.