18 ديسمبر، 2024 11:03 م

أحقا مايقوله الجعفري؟

أحقا مايقوله الجعفري؟

يتميز وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري بتصريحات”متحذلقة”و”فاشوشية”يطلقها بين الحين والآخر ويوحي من خلالها بقوة ومتانة الحکومة العراقية وإستقلالية قراراتها وإن السيادة الوطنية العراقية محفوظة ومصانة وليس بإمکان أية دولة التدخل في الشٶون الداخلية للعراق، والجعفري عندما يطلق هکذا تصريحات فإن نبرة الحماسة تطغي على کلامه فيما تظهر الجدية على تقاسيم وجهه، بحيث يريد ان يصدقه الجميع ويتناسون الحقيقة والواقع.
لسنا نتحدث عن التصريحات الغريبة والتي فيها نوع من الخلط والتخبط والتي هي من مميزات الجعفري، بل نحن نتحدث عن تصريحاته الجدية التي لاينسى فيها مثلا إنه يتحدث عن داعش فيمد يده لهذا التنظيم! وهو وعندما يخاطب الادارة الامريکية رافضا البيان الاخير الذي صدر عن البيت الابيض يحذر فيه”وکلاء”إيران من التعرض للمصالح الامريکية في العراق، يتصرف مرة أخرى کناطق بإسم وزارة الخارجية الايرانية وليس کوزير لخارجية العراق، خصوصا وإن الجعفري يعلم بأن البيت الابيض دقيق في بيانه ويعني مايقول بناءا على معلومات دقيقة، لکنه مع ذلك يغالط نفسه والحقيقة طالما إن القضية تعني النظام الايراني، فهو”أي الجعفري” يصبح بکامل وعيه عندما يتعلق الموضوع بإيران.
“لا نحتاج لأن يدافع عن أمننا أحد، ويثبت عرى الأمن، ونعد أي اعتداء على أي مواطن بأرضنا اعتداء على العراقي نفسه؛ لذا يجب أن تعرف إدارة ترامب أن العراقـيين أصحاب قيم، ويحمون المواطنين القاطنين على أرضهم من دول العالم كافة من دون استثناء، بلا تواطؤ مع أحد، ولا خوف من أحد”، هذا الکلام يفضحه التدخلات الايرانية وخصوصا القصف الاخير لمقرات أحزاب کردية إيرانية معارضة وقبلها تصفية وإغتيال شخصيات إيرانية معارضة ولکن لم نجد هذا الجعفري الوطني الغيور والمتحمس ينبس ببنت شفة في الوقت الذي شجب العالم کله هذه الجريمة التي هي تطاول على السيادة الوطنية العراقية، بل وإننا نسأل کيف إن النظام الايراني يصدر بيانا يتهم فيه دولا أخرى بحرق قنصليته في البصرة في حين يسکت الصنديد ابراهيم الجعفري عن إطلاق صواريخ إيرانية على لاجئين سياسيين على أراضيه؟
کلام الجعفري هذا تمويه ولف ودوران على الحقيقة والواقع فالنظام الايراني يتصرف في العراق وکأنها إحدى المقاطعات التابعة له وليس کدولة ذات سيادة ومن المفيد أن نذکر بالجرائم التي إرتکبها بحق سکان أشرف من المعارضين الايرانيين أيام کانوا متواجدين في العراق وقتل منهم 116 فردا إضافة الى أکثر من 600 جريح، ونصيحتنا للجعفري عندما يتطرق الى هکذا مواضيع أن يستثني منها النظام الايراني لأنه ليس حالة خاصة فقط وانما الآمر الناهي وإنه”أي الجعفري”المتحدث بإسمه!