منذ أن أصدرت المرجعية الدينية فتوى الجهاد الكفائي، ضد خوارج العصر أحفاد يزيد، وأنتفض الشعب العراقي، وتدفقت سيول الحشود على جبهات القتال، للدفاع عن الأرض والعرض والمال، التي إغتصبها شذاذ الأفاق، الذين جاؤوا من أصقاع العالم البعيدة، تحت عنوان الفتوحات الاسلامية، في بلاد الانبياء وأهل البيت
عليهم السلام.
حيث بدأت الحشود تتقدم، وتحقق الإنتصارات يوماً بعد أخر، على الغزاة الطامعين، الذين ضُربت خراطيمهم، وأنكسر وهجهم في أمرلي، وجرف النصر وديالى وصلاح الدين، وأخرها قلعته تكريت، التي حصنها النظام البائد، ليحتمي فيها أبن العوجة، وتعتبر الولاية الأولى لقوى التكفير والظلام” داعش”، من أصل 19 ولاية في سوريا والعراق، وقد جعلوها مسرحا لجرائمهم، منذ نكسة حزيران إلى أن حُررت؛ حيث نحروا فيها آلاف الابرياء، وفي مقدمتهم طلاب قاعدة سبايكر..
هذه الانتصارات؛ جعلت هؤلاء الجرذان يلجأون إلى أساليب بالية، فسخروا ماكنتهم الإعلامية للتغطية على هزائمهم، محاولين سرقة نشوة النصر، المتحقق بأيادي أبطال الحشد الشعبي والقوى الأمنية، وقد بدأت الأبواق تتعالى، مدافعةً عن سرقة وحرق بعض البيوت، التي كان يتحصن فيها داعش.
في الوقت الذي نرفض رفضاً قاطعاً، أي تجاوز على ممتلكات الشعب، ومؤسسات الدولة، إلا أن هذه الأمور واردة في أي معركة بالعالم؛ لا سيما أن العراق يخوض أشرس معركة، ويدافع نيابةً عن المنطقة العربية برمتها، وإن وقع خطاء هنا أو هناك، لا يمكن أن ينسحب هذا التصرف الفردي، على مئات آلاف المجاهدين.
إن تلك الأبواق، التي تدافع عن قوى التكفير والظلام، والتي تتهم الحشد الشعبي، بسرقة” ثلاجة” لا يتجاوز سعرها 300 الف دينار، وتغض الطرف عن إغتصاب 300 فتاة عراقية” سنية”، في المناطق التي أحتلها داعش الوهابي
بكاء هؤلاء المتباكين؛ على سرقة” الثلاجة”، لم يكن محض صدفة، وإنما نتاج لسلسلة من الفتاوى، إبتداءً من جهاد النكاح، وصولاً إلى إنتفاضهم اليوم من أجل” ثلاجة”، ولم ينتفضوا طيلة هذه الفترة، من أجل أعراضهم التي إغتصبها داعش.