7 أبريل، 2024 10:54 م
Search
Close this search box.

أحزاب اليوم  بين الأزدواجية والتقصير

Facebook
Twitter
LinkedIn

في العراق اليوم أحزاب تولد بلا معاناة ولهذا تنتهي بلا تشييع وهذه نتيجة طبيعية فولادة حزب ما يفترض أن تكون  حصيلة فكرية في الوصول لأنجح السبل لإنتشال حياة البلد والناس من معاناة الحياة وضغوطها  الداخلية  والخارجية  أما أحزاب ولادة لحظة الإنتخابات – كما يحصل الآن –   فتلك مصيبة لم يتحدث عنها القاموس السياسي  بإعتبارها متجاوزة للأفق التقليدي المتداول عالميا  وإلى جنب هذه الظاهرة أحزاب تَدعي لنفسها السبق والقدم والتاريخية وسرعان ما تتنصل عن إسم حزبها وعناوينه وتنظوي تحت مسميات أخرى إستجداءا لفوزها  في الإنتخابات , علها تكسب خارج
 مؤيديها وجمهورهم , وهذا يعني أنها تشعر أن قاعدتها غير قادرة على تحقيق فوزها  وبدأت تترك ساحتها لساحات أخرى كما هم تركوا أسماء أحزابهم لمسميات أخرى  وعلى سبيل المثال حزب الدعوة , هذا الحزب الذي دوخ الناس – بنشرياته وكراريسه  وهو  بلا نظرية ولا أهداف وكل ما في  برنامجه إعادة الخلافة الاسلامية  , وفي الحقيقة  أنه وجد من أجل أن يكرس الطائفية  ويخدم المصالح الإيرانية , لعدم إرتباطه بصلة للأرض العراقية إلا بمقدار ما يقدم لأسياده من خدمات جليلة على رقعتها , ولعل أكبر جريمة أرتكبها بحق الوطن العراقي هي أن مجامعيه طوال سنوات الحرب العراقية
 الإيرانية عونا للجيش الإيراني وهي التي أذاقت الأسرى العراقيين شتى أنواع العذاب من خلال التحقيق وتقديم المعلومات , وتعقبت الضباط والطيارين بعد الإحتلالل لتقتص منهم إشفاء للحقد الفارسي وتنكيلا بهم لأنهم دافعوا عن الأرض والعرض .
لقد كانت سنوات حكم الحزب بشخص أمينه العام المالكي وطوال ثمان سنوات هي الأسوء بتاريخ العراق فقد  مزق وحدة البلد وأثار النعرات القومية والإقليمية والطائفية وتسبب  بهجرة ثلاثة مليون عراقي وترمل مليون إمراة وقتل أربعة ملايين مواطن , لقد  كان أمينه العام  قبل المالكي الجعفري وخلال تسلمه  رئاسة  الوزراء عام 2005  كان طموحه الكبير يتضمن كيفية تخليص بغداد من العرب السنة وكان متباهيا بها, ولهذا شهدت أغلب المدن عمليات الذبح على الهوية مما سبب إنهيار وحدة المجتمع العراقي , ولو إنه ظل لسنوات لكان ما كان وإن كان المالكي هو الآخر لم يقصر بعده .
 والغريب في هذا الحزب أن قادته يتآمرون على بعضهم فعند أول إنتخابات يشهدها القطر تآمر المالكي  على الجعفري  وأزاحه من المسؤولية الحزبية والوظيفية  ولأن هذه العصا من العصية عاش  العراق  أسوء مراحل تاريخه ,على يدي المالكي , كان ختامها سقوط ثلث مساحة العراق بيد داعش , وفرار أربع فرق عسكرية بالملابس المدنية من ساحة مواجهة مع زمر تخريبية , وبدل من أن يحاسب القياديين  المتخاذلين أرجعهم إلى أماكنهم معززين مكرمين ولكن من خلف الستار وكأنه يريد أخفاءهم عن أنظار الناس المتسائلين عن صورة ما سيتخذه تجاههم  وهم المسؤولون عن مجزرة سبايكر التي كان
 ضحاياها 1700 عسكري , وعن إنكسار الجيش وتشرد الملايين ,  في حالة لم يشهدها بلد في العالم وهو يتبجح كل أربعاء بانجازاته الوهمية , مع  إنه في حادثة قتل  الإعلامي محمد الشمري في منطقة الجادرية ذهب لمكان الحادث ووقف متوعدا يشد على نفسه بالكلام ويؤشر بإصبعه : أنا ولي الدم …. !( مع كل الإحترام لدم الشهيد) لماذا دم واحد يهزك بهذا الحماس ودماء كالأنهار لا تحرك ساكنك , أليست هذه هي الإزدواجية في المعايير وخلو الذات من واعز الضمير وخُلق التربية الحزبية القويمة , ولو هي أصلا  لا توجد تربية حزبية بقدر ما كيفية التلسق والتدافع , إن المتتبع لمقولاته
 وتصريحاته يشعر بفراغها لعدم ترابط الجانب النظري بالواقع العملي  ولهذا إفتقر (الحزب) من دعاته وتشرذموا حيث ما توجد مصلحة شخصية , وتناقضوا مع منطلقاتهم النظرية حتى  كثرة السرقة وإستبيح المال العام , وبمجرد أن  تفوح رائحة إحدى السرقات سرعان ما يلملم المالكي القضية ويدفع بالتي  هي أحسن لمجرمها وهذا هو المنزلق الأخطر  ,  والأغرب أن الرجل العبادي هو أحد قيادي الحزب والمالكي يتأمر عليه جهارا نهارا , وكأنه من أعداء الحزب الغامض في  نظريته وتطبيقاها .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب