23 ديسمبر، 2024 1:46 م

أحزاب إنشطارية تبحث عن مزيد من المناصب والإمتيازات….

أحزاب إنشطارية تبحث عن مزيد من المناصب والإمتيازات….

المعروف أن القنابل إحدى الأسلحة المستخدمة في تدمير البلدان وإنهاك ثروتها الإقتصادية والقضاء على البنى التحتية لها وقتل الإنسان بأي طريقة متاحة على حساب صناعها وتجارها والمروجين لها ، والقنابل الإنشطارية أكثر فتكآ بالشعوب وأوسع نطاقآ بتدمير إقتصاد الدول التي تنهال عليها وكلما زادت كمية القنابل المستخدمة وتعدد الإنشطار في تركيبتها وصناعتها كلما توسعت رقعة الدمار ليصل تأثير الدمار إلى البنى التحتية بشكل مرعب ويتأثر بسببها أغلب السكان في ذلك البلد ممن لاحول لهم ولا قوة لردع ممولي وتجار ومستخدمي تلك القنابل والمروجين لها ، فهم أي الشعب غالبيتهم إما مشغولين بعمل يعينهم على كسب لقمة عيش كريمة أو باحثين عن عمل يسدون به رمق عوائلهم المعدمة أو منهكون بسبب الإنفلات الأمني المصاحب لحياتهم الغير مستقرة مابين قتل وتفجير وحروب وتهجير ونزوح . الأحزاب الحاضرة والفاعلة في الساحة العراقية يمكن تشبيهها بالقنابل المستخدمة في الحروب التدميرية فالهدف المنشود لأغلب هذه الأحزاب هو تدمير البلد وإنهاك شعبه حد الغثيان وذلك عبر سلب حقوقه و الإستحواذ على أكبر قدر ممكن من المناصب والحصول على أوسع الإمتيازات والبحث عن أكبر المكتسبات والهيمنة على أكثر الأماكن التي تدر عليها المال السحت وتوزيع الممتلكات بين أقطاب اللعبة السياسية والعبث بمقدرات البلد وضياع مستقبل الشعب المغلوب على أمره . ولما أصبحت هذه الممارسات مع مرور الزمن تظهر على حقيقتها جلية واضحة على الواقع مهما أريد لها أن تبقى خافية عن الشعب فلم تنطلي على الكثيرين من أبناء البلد الغيارى والمخلصين ، وإذا حاول البعض ممن لديهم الوطنية النقية والنية الصادقة في التصدي لإدارة البلد ويمتلكون الخبرة والكفاءة والإخلاص فينتفضوا ضد تلك الأفعال الغير مسؤولة ويحاولوا جهد إمكانياتهم المحدودة أن يزيحوا تلك الأحزاب المهيمنة والمتسلطة والفاسدة ويجاهدون بتفان ليدافعوا عن حقوق الشعب المسلوبة والمسروقة ويحاولون أن يساهموا بشكل فاعل في بناء بلدهم وتطويره وتقدمه وإزدهاره ليتنعم الجميع بخيراته ، تبادر تلك الأحزاب إلى تكتيك ممنهج ومبرمج من خلال تبني عمليات إنشطارية داخل الحزب لتجميل مظهرها الأسود وتوهيم المستضعفين وفقراء الشعب بظهور أحزاب جديدة ذات أسماء لامعة ورنانة تطرب من يسمع بها حتى يخيل له أنها المنقذ والمخلص ولا يعلم بحقيقة حالها أنها برعم من تلك الشجرة الخبيثة للكتلة السياسية الفلانية أو الفلانية وإن إختلفت تقاسيم بعض الوجوه فيها فبالتأكيد هي تتحرك ظاهرآ أو باطنآ بتوجيه وتخطيط من قبل الحزب الأم الذي يؤمن لها أغلب متعلقاتها المالية والدعائية ولا خسارة في ذلك مطلقآ فالمال هو مال الشعب المسروق والمنهوب في عز النهار . وفي ظل غياب قانون الأحزاب أو تشريعه حسب المقاس ووجود مفوضية إنتخابات مستقلة بالشعار ومسيسة بالعمل وأيضآ هيمنة المال السياسي المجهول المصدر لن يبقى أي متنفس لأي مصلح وطني غيور لكي يتحرك مع أقرانه لإنقاذ البلد وحتى لو فاز أحدهم بمقعد في حكومة محلية أو مركزية فلن يجد من يعينه بل سيهدد وسيحارب وسيقصى مهما علا صوته ، في حين إذا فازت الكتل السياسية المنشطرة بإقتناصها كم من الأصوات يؤهلها للحصول على أي من المقاعد المحلية أو الوطنية فالمحصلة هي زيادة عدد مقاعد الكتلة السياسية الأم ويتحقق الهدف من كل هذا بديمومة بقاء نفس الأحزاب في السلطة والحصول على إمتيازات ومناصب إضافية تمكنهم من سلب المزيد وتعمد إغلب الأحزاب مع سبق الإصرار على نهب ثروات البلد حتى آخ لحظة من بقائهم في السلطة…