18 ديسمبر، 2024 5:15 م

أحزابكم بقادتها ومسمياتها… بمقابل الحزب الواحد ..

أحزابكم بقادتها ومسمياتها… بمقابل الحزب الواحد ..

والتاريخ يحكمثلاث عشرة سنة إنقضت وها نحن على أعتاب السنة الرابع عشرة من هجوم الأحزاب المغولية التي تجحفلت مع عجلات المحتل الأمريكي على بغداد التي كانت في مامضى حاضرة الدنيا وأمست بظلهم  غائبة مغيبة عن كل شيء ، غائبة عن الحضارة والتطور ، مغيبة في غياهب الجهل والظلام .
منذ أن دارت رحى التطور في العراق وسارت عجلة الإزدهار والتقدم سخرت الحكومات المتعاقبة على حكم العراق كل إمكاناتها وطاقاتها لخدمة العراق وشعبه رغم الظروف والأزمات التي كانت قد ألمت بها إبتداء” من الثورة على الحكم الملكي في 14 تموز 1958 إلى ثورة 8 شباط 1963 وانتهاء” بثورة 17 تموز عام 1968 مرورا” بالحرب الإيرانية – العراقية ومن ثم حصار إقتصادي خانق لمدة ثلاث عشرة سنة لم يبقي ولم يذر ولغاية بدء حكم الأحزاب المغولية عام 2003 ، إن جميع الحكومات والتيارات والأحزاب التي تعاقبت على حكم العراق منذ تأسيس الدولة العراقية ولغاية عام 2003 كانت تضع العراق وشعبه نصب أعينها وبذلت الجهود لتطوير العراق إقتصاديا” وإجتماعيا” وعسكريا” وماديا” من خلال العديد من الفعاليات في مقدمتها وأهمها تأسيس جيش عراقي قوي حر يخدم العراق وحده ويزرع الثقة والأمان في نفوس أبناءه ويبث الرعب في قلوب أعداءه ويشهد بذلك الأعداء قبل الأصدقاء وشواخص شهداء الجيش العراقي تشهد على ذلك في جنين بقلب فلسطين وعلى أبواب دمشق وفي الأردن ، كما أن قرار تأميم النفط وحصر أقتصاد وثروات العراق بيده كانت كفيلة بقلب حركة الإقتصاد راسا” على عقب وتطور العراق لمواكبة الثورة الصناعية العالمية .
لقد عملت الحكومات السابقة على تقوية أركان الدولة العراقية وتثبيت دعائم الدولة القوية المتطورة إقتصاديا” يعد أن أصدرت قرار تأميم النفط وحصرت ثروات العراق بيد العراق وطردت المحتل الذي كان يستنزف ثروات العراق وسعت لإنشاء إقتصاد قوي ينافس الإقتصادات العالمية ويكافح الفقر ، وبذلت جهدها لتأسيس بنى تحتيه بمواصفات عالمية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب كما رعت حركة التطور الإقتصادي على كافة المستويات إبتداء” من بناء المنشأت الصناعية وتوفير فرص عمل لكافة فئات المجتمع وعلى مختلف الكفاءات والدرجات الوظيفية من أدنى وظيفة لإعلاها وطورت المنتجات الوطنية المدنية واهتمت بالقطاع الصناعي والزراعي ورفعت شعار الزراعة نفط دائم ، 
فيا ترى ماذا فعلت أحزابكم التي لاتعد ولاتحصى وأغلبها إسلامية والإسلام منها براء ،لقد عملت أحزابكم على هدم الاقتصاد وتفتيت البنى التحتية بمعاول الشر وقامت بتحويل منشآت الدولة والقطاع الاقتصادي الرسمي إلى توابع لأحزابهم تتاجر بها كيفما شاءت حتى أصبح العراق اليوم يعاني من العجز الاقتصادي ويتسول البنك الدولي والبنك الامريكي ليقترض بضعة مليارات بعد أن سلبوا الميزانيات الإنفجارية ووضعوها في جيوبهم وحساباتهم العالمية فيوم أن كان برميل النفط لايتعدى 10 دولارات كان العراق سيد نفسه وميزانيته تكفي الشعب ولاحاجة للإقتراض ، إذ لم تكن فينا أحزابكم ولم يكن في مجتمعنا إسلامكم السياسي المزيف ،والإ أخبروني بربكم الذي تؤمنون به (لان ربنا الله الذي نؤمن به لايرضى بما فعلتم وتفعلون بالعراق) كيف كنتم ستديرون دفة الإقتصاد العراقي في ظل حصار جائر قاتم وقاتل للعراق على مدى ثلاث عشرة سنة وكيف كنتم ستطعمون الشعب والحصار يلف عنق العراق وأطفاله، إن عملية تنظيم الاقتصاد العراقي وفقا” لنظام البطاقة التموينية كافيا” للإعتراف بالفضل للنظام السابق وتحسب له مقارنة بمافعلتموه باقتصاد العراق لدرجة أنكم سرقتم عقود البطاقة التموينية وعملتم على إلغاء مفرداتها بهدف تجويع الشعب وقتله.
أما على المستوى الإجتماعي فقد عملت الحكومات السابقة على إنشاء مجتمع واعي مثقف متعلم إذ كان العراق من آوائل الدول التي كافحت الأمية وجاهدت لأجل تعليم حتى كبار السن لمحو الأمية والجهل والتخلف من المجتمع والتوسع في بناء المدارس والجامعات لاحتواء كافة الفئات العمرية لتعليمها وفرضت التعليم الإلزامي المجاني في العراق حتى بلغت نسبة الجهل والأمية 0% وبالمقابل جاءت أحزابكم الجهلة وعملت على توسيع نسبة الجامعات والمدارس الأهلية وأهملت المدارس الحكومية حتى أصبحت مدارس العراق الأن بائسة فقيرة بل سطت أحزابكم على بعض مؤسسات الدولة الرسمية وحولتها إلى جامعات ومدارس أهلية تدر الأموال لجيوب أحزابكم ، لقد حولتم المجتمع الواعي إلى مجتمع متخلف يفتك به الجهل وآفة المخدرات بعد أن كان سليما”معافى (وماجاء على لسان نائبكم فائق الشيخ علي في لقاءه مع قناة العربية إعترافا”بفضل النظام السابق في حفظ المجتمع والشعب سليما” معافى من هذه الآفة).
أما على المستوى العلمي فقد دعمت البحوث والدراسات العلمية المتقدمة في كافة المجالات العلمية والإنسانية وخير دليل على ذلك البعض من قادة أحزابكم المغولية ممن يحملون شهادات سافروا للدراسة ببعثات على نفقة الحكومة العراقية ومن ثم جحدوا جميل العراق عليهم( نقول العراق وليس أي جهة أخرى لأن الخير خير العراق والفضل فضل العراق ولكن هناك من يحسن إستثمار الخير في موضعه وهناك من يجحد الخير والنعمة) وتأمروا عليه في آروقة ودهاليز المخابرات العالمية المظلمة لتدميره وبالمقابل جعلت أحزابكم اليوم المنح الدراسية  حكرا” على أبناء وأقارب أبا جهل من سادة الأحزاب وشيوخها وأهملت الكفاءات والعقول الحقيقية العراقية المتألقة بل قتلتها وهجرتها ليتسلط الجهلة على منابر العلم بعد أن عملت أحزابكم على إفراغ العراق من تلك الكفاءات والعقول العلمية .
أما على المستوى العسكري فلا أحد يزايد على قوة وقدرات الجيش العراقي وإمكاناته التي هزمت خامس جيش في العالم وأذاقته الذل والمهانة وأذاقت قياداتهم السم وجعلت حدود العراق مقابر لجنوده لايزالون يبحثون عن رفاتهم حتى يومنا هذا عند البوابة الشرقية للوطن العربي وبالمقابل جئتم بأحزابكم وحقدكم وسمومكم أنتم وسيدكم الأمريكي المحتل وذنبه الفارسي الحاقد على بيرق الجيوش وهامة العسكر الفذة جئتم لتقتصوا من جيش العراق جيش الأمجاد والبطولات منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها حتى جئتم أنتم من حاويات قمامة التاريخ بعمائمكم وبدلاتكم وأربطتكم النتنة ففئة تقتلون وفئة” تعذبون وأخرى تهجرون حتى تمكنتم من رقاب العراقيين فما فعلتم؟ لقد أسستم بدل ذلك جيشا” طائفيا”يؤدي اليمين والولاء في كربلاء للطائفة والمذهب بل بالأحرى لإيران وليس للعراق ولاتتنصلوا من خزي فعلتكم ولا سوء أعمالكم إذ هاهي دباباتكم وآليات العسكرية ترفع أعلام الحقد الفارسي الطائفي المجوسي الموغل في التأريخ  على العراق ودعمتم جيشكم الطائفي بمليشيات قذرة وضيعة تقتل وتفتك بأبناء العراق دون ذنب أقترفوه إلا لانهم عراقيون بل وأستعنتم بقواتهم الحاقدة للفتك بأبناء شعبكم، فهل كان ليصمد جيشكم هذا في حرب الثمان سنوات الضروس ،ها أنتم الأن أمام عصابات إرهابية إجرامية تقاتلون منذ ثلاث سنوات وتستعينون بقوات المحتل وطائراته وذنبه الفارسي فكيف بجيش كان يعد خامس جيش في العالم من حيث العدة والعدد في ساحات قتال تجاوزت 1200 كم من الشمال إلى الجنوب ، هل كانت هذه العصابات الإرهابية ستصمد أمام جيش العراق ليوم واحد  .
أما في المجال الأمني والإستخباري فقد كان المجتمع آمنا”مطمأنا”حيث لاتفجير ولاتهجير ولاقتل ولاطائفية ولا حتى إرهاب إذ لم تعرف الطائفية يوما” مدخلا” يخلخل تركيبة المجتمع العراقي فقد كان مجتمعا” موحدا” بكل طوائفه وقومياته سالما” معافى من كل الأمراض الإجتماعية ،كما حافظ على وحدة وسلامة أرض العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه حتى القضية الكردية التي كانت تمثل معضلة لاحل لها عملت الحكومة العراقية على إحتواء القضية الكردية بما يرضي جميع الأطراف ويضمن سلامة العراق من العنصرية والتعصب الجاهلي ومنح الأكراد حكما” ذاتيا” وإدارة يحلم بيها جميع الأكراد في الدول المجاورة إبتداء”من تركيا إلى إيران وسوريا إذ لم يذق الأكراد في تلك الدول أي حرية أو حتى معاملة طيبه حتى يومنا هنا بينما تمتع أكراد العراق بحقوق المواطن العراقي الأصلية إضافة  إلى خصوصيته كمواطن كردي بينما نرى اليوم وبعد ثلاثة عشر عاما” من حكم الأحزاب المغولية يهدد الأكراد بالأنفصال عن العراق وتأسيس دولة منفصلة وفي الجنوب تتنازلون عن جزء من أرض العراق للكويت بل بالأحرى تبيعونها وتقبضون الثمن ، وأصبحت دماء العراقيين تسيل أنهارا” في الشوارع ، فكلما أختلف هذا الحزب أو ذاك على مغانم ومصالح نزلوا إلى الشارع وقتلوا وفتكوا بالشارع العراقي وجعلوا الشعب كبش فداء لصراعاتهم وأصبح البقاء للحزب الأقوى والسلطة بيده وتتكلمون بالفيدرالية والتقسيم وتقاسم الثروات التي لم يبقى منها شيء ولو أردنا المقارنة أكثر فانها لاتعد ولاتحصى تشهد عليكم وليس لكم .
اليوم كم لديكم من مالكي وعبادي وحكيم ، وكم لديكم من عامري ومهندس وخزعلي وبطاط ، وكم لديكم من علاوي ونجيفي وجبوري ومطلك ، ويردفكم بذلك من نسائكم اللاتي جئن ليقتتن على فضلات موائدكم من حنان ومريم وعواطف وصفية وناهدة وعديلة ووووو ، والله أعلم ، كم من هؤلاء بأسماء وأحزاب إسلامية وعلمانية وشيوعية غير قادرين على إدارة العراق ولاحتى محافظة أو قضاء أو قرية ،متى سترحلون متى ، ومتى سيتنفس العراق أنفاس الراحة والطمأنينة ويزيحكم عن صدره بعد أن كان في ظل حكم الحزب الواحد سليما”موحدا” بعيدا”عن أمراضكم الحزبية وعقدكم الطائفية.حفظ الله العراق وشعبه.

[email protected]