9 أبريل، 2024 2:14 ص
Search
Close this search box.

أحرصوا على سنابل القمح .. قبل ان يبتلعها الحمار

Facebook
Twitter
LinkedIn

لانريد ان ندخل في متاهات السياسة والسياسيين والاعيب المنتفعين ومن ناصرهم من الشياطين الكافرين بالدين فما يهمنا ان نكتب بما تمليه علينا ضمائرنا .. وقولوا معي امين يارب العالمين .. قد ينتقدنا فلان او علان لكننا سنكتب عما مضى من الزمان .. كان ياما كان كنا نعيش بلا عنوان وكانت صحافتنا في خبر كان كان الصحفي مهان وفي حريته مدان كان الاعلام العراقي مسيرا ضمن خمسة صحف ومجلة واحدة وقناة تلفزيونية تعمل بحدود المكان والزمان كان الصحفي ىيملك العنان وان تجرأ وكتب بحرية تعرض الى مس من الجان .. هذه المقدمة تذكرنا بما حدث لصحفي عراقي يوم تجرأ وكتب مقالا عن حاجة عراقية فقدت اثناء اداءها فريضة الحج ولم تبدي الحكومة او الجهة المسؤولة عن الحجيج اهتماما للبحث عنها ومعرفة مصيرها وقد ازداد صلف المسؤول المشرف على تلك الوزارة ان انتقد ذلك الصحفي انتقادا لاذعا حفز الكاتب لاعادة كتابة مقال خصصه لاستعراض الصفات النبيلة التي تتحلى به الكلاب وقال في ختام مقاله انه فضل الكتابة عن الكلاب بعد ان وجد ان الكتابة عن الكلاب افضل من الكتابة عن وزير عراقي لايحمل اي صفة من صفات الوفاء لابناء شعبه بقدر ما تحمله الكلاب من وفاء وقد كانت المقالة بمثابة زلزال هز كيان ذلك الوزير الذي عرض المقال امام صدام حسين في اجتماع مجلس الوزراء وقال له ” اتفضل هذه هي نتائج حرية الصحافة وصفنا الكاتب بالكلاب “.. هذه الحادثة اثارت غضب الرئيس صدام حسين فامر باعتقال الكاتب ووضعه في محجر بانتظار اصدار العقوبة التي يستحقها جراء تجاوزه الخطوط الحمراء المحددة وفق رؤية وتوجهات النظام .. واستمر اعتقال الصحفي لاكثر من ثلاثة اشهر الا ان النظام سرعان ما اطلق سراحه ليس رأفتا به بل نتيجة كثرة النداءات التي وجهتها المنظمات الصحفية العربية والدولية التي تدعو لاطلاق سراحه محملة النظام السابق مسؤولية المحافظة على سلامته .. وليس مدحا بالنظام الذي اعقب نظام صدام حسين فقد شهد الاعلام العراقي وبعد عام 2003 مستوى جيد من التطور في مجال حرية الكتابة .. وللامانة فالصحفي العراقي وفي ظل المناخ الجديد بات لديه قلم يكتب فيه مايشاء بلا قيود وقلمه بات اكثر تأثيرا من البندقية التي تتربص به لكتم صوته خاصة بنادق السراق والمرتشين ممن خلت لهم الساحة للعبث بهذا المكسب مكسب حرية الصحافة التي باتت ابوابها مشرعة وصوتها اكثر قوة وتأثيرا لكشف المستور وفضح دعاة الحرية والتقدم المغموسة اياديهم لحد النخاع في مستنقع الرذيلة للاضرار بالمواطن صاحب المصلحة في التغيير.. ولا نريد ان ندخل في مجالات المخادعة والتظليل لتقييم مستوى الاداء لفلان وعلان من المسؤولين العراقيين الذين باتوا بقدرة قادر موحدين بالله مناصرين للقيم النبيلة رافعين لواء التغيير لكننا وبسبب ما نتمتع به من حرية وما نسمعه من كلام عبر القنوات الفضائية لمسؤولين متسمرين بالمناصب ” كلصقة جونسون ” كل يريد حصته من ” الكعكة ” ويتقاتل من اجل ان تكون حصة ” دسمة ” محملة بما لذ وطاب من ” الفستق والجوز والكريمه اللذيذة ” توزع وفق مبدأ : هذا الك وهذا الي ” وليذهب الشعب الى الجحيم نريد كشف الحقيقة ولو انها مرة لان السياسي العراقي بات اكثر فهما وادراكا لخفايا اللعبة والسير وفق مبدأ ” البقاء للاقوى ” والاكثر قدرة على اثبات وجوده في ساحة سياسية هشة محاطة بنفايات الازبال ” لاتهش ولا تنش ” ساحة مرسومة مسبقا وفق مسارات توزيع الادوار والمناصب وفق اعتبارات طائفية تحمل نفس الوجوه واي منصف يرى ان المستقبل وسط هذه المعطيات المفروضة على ابناء شعبنا الصابر المحتسب الى الله ونحن نتهيأ لخوض الانتخابات النيابية المقبلة يرى ان المستقبل سيبقى مجهولا تتقاذفه الامواج بلا اتزان او رؤية جديدة وان المواطن في المرحلة القادمة لديه دور المطلوب ان يؤديه وهو التوجه للانتخابات لاختيار الاصلح والانجح في ادارة دفة السفينه لان التغيير لايأتي الا من خلال وعي المواطن وادراكه لطبيعة المرحلة التي تتطلب تغيير الوجوه الكالحة بوجوه اكثر اشراقا وقدرة على بناء المستقبل فلا امل في بناء مستقبل مشرق للبلاد دون اصلاح ذات البين بين عموم ابناء الشعب العراقي بعربه وكرده وتركمانه وكافة طوائفه والبحث عن الثوابت التي تسعى الى رقي الانسان وجعلة يسير وفق مباديء تخدم البلاد فالمشهد السياسي بات ينذر بكارثة وهو اقرب شبها بقصة البقرة السوداء التي رات حفنة من حبوب القمح ملقاة على الارض فقامت بجمعها وعرضها امام الحيوانات بمختلف اجناسهم لالتهامها فاعترضت الدجاجة وقالت ” كيف لنا التهامها وهي لاتكاد تشبع واحدا منا ” فقل الحصان ” لدي فكرة ما رأيكم ان تساعدوني في زراعة الحبوب حتى تنموا وتصبح سنابل كبيرة ونقوم بحصدها وبذلك يصبح لنا عدد كبير من حبات القمح تكفينا جميعا ” فاستحسنت الحيوانات الفكرة وتم تنفيذها ومرت الايام وبعد ان نمت السنابل وبينما كان الحمار يتمشى قربها شعر بجوع شديد فقام بالتهامها واتهم الخروف باكلها وما ان ثبتت التهمة على الخروف حتى التزم بيته حزينا باكيا بعد ان قاطعته اغلب الحيوانات وما ان انكشفت اللعبه واكتشاف الفاعل الحقيقي لم يكن امام الحمار الا ان يعترف بفعلته وطلب مسامحته لكن اغلب الحيوانات رفضت طلبه وقالت له ” لامكان للخائنين والكذابين بيننا ” فلنكن اكثر حرصا عند زرع سنابل الحنطة ونشدد الحراسة عليها لكي لايبتلعها حمار جائع يكيل التهم لاخرين لتحقيق ارادته في حرمان المواطنين المستضعفين من رغيف خبز فيجعلهم في الارض جائعين تائهين يبحثون عن المنقذ في زمن انتهى فيه عصر المنقذين .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب