هناك حقيقة لم تعد خافية على أحد وهي ان تقارب العراق مع محيطه العربي كان بدفع من ايران وزيارة ظريف لبغداد من اجل قطف ثمار ذلك التقارب وابداء التوجيهات للمرحلة المقبلة لان ايران لا تريد ان يكون العراق فقط ساعي بريد وهمزة وصل بينها وبين الدول العربية وانما تريد استثمار تلك العلاقة لصالحها بعدما رفضت كثير من دول المنطقة التعامل مع ايران بشكل مباشر، لذلك ان ما تناقلته وسائل الاعلام عن وساطة عراقية لتنقية الاجواء بين ايران والسعودية فأنها بالتأكيد بدفع من ايران ولكن الغريب الاستجابة السريعة للسعودية لتلك الدعوة بعدما اهملت كثير من الدعوات المشابهة لانها تعلم ان العداء الايراني للعرب قائم على مدار التاريخ واكيد تعلم ان النظام العراقي ليس الا واجهة ايرانية لاستدراج المملكة الى فخ مرسوم بعناية من قبل الحرس الثوري الذي يعتبر اسقاط النظام السعودي هدف عقائدي نابع من اصل عقيدة ولي الفقية التي تسعى الى تدمير المملكة ونظامها من اجل السيطرة على الحرمين الشريفين ونبش قبر الشيخين وتحويل المناسك الاسلامية الى لطميات وضرب قامات وحسينيات فلا يعقل ان القيادة السعودية بهذه السذاجة لكي تنخدع بالتصريحات السطحية للمسؤولين في ايران حول تطوير العلاقات بين البلدين وهي تعلم جيدا انها نابعة من مبدأ التقية الذي هو جزء من عقيدة ملالي طهران لان ايران لا يمكن ان تتخلى عن كرهها للعرب، اما اذا كان الامير محمد يعتقد انها سوف تساهم ايران بشكل ايجابي في حل مشكلة اليمن فانه على وهم لانه لا نعتقد ان السعودية تجهل حقيقة مشروع ايران السياسي الرامي الى اعادة امجاد امبراطوريتها الفارسية بغطاء مذهبي لان علاقات ايران مع دول المنطقة قائمة على اسس أيدولوجية عقائدية غايتها تحويل شرائح اجتماعية من مذهب الى مذهب باستخدام وسائل الترغيب والترهيب لفرض التشيع ليس في اليمن وانما في المنطقة ليكونوا اتباع للدولة القومية الفارسية مما يعني ان ايران جزء من مشكلة اليمن وليس حلاً لها لان مشروعها يمثل تهديداً لهوية الامة العربية والاسلامية وهنا يكمن الخطر الذي يجب ان تنتبه الية السعودية وان لا تنخدع بالكلام المعسول من تصريحات ظريف ومسؤولين ايرانيين اخرين لانها من عدة الشغل لتوهم المجتمعين في فينا بانها بدأت في تغيير سلوكها في المنطقة والدليل دعوتها للتقارب مع السعودية من اجل ان لا تكون هناك مواقف متشدده من قبل السعودية بخصوص ايران مع الوفد الامريكي الاوربي الذي سيزورون منطقة الشرق الاوسط للتباحث حول ما يدور في مباحثات فينا .. وايضاً لابد من الحذر من نوايا نظام بايدن فهذا النظام هو الذي سلم العراق لإيران ليكون الجميع ذئاب متضامنة لاستهداف المملكة .. لهذا ان تصريحات الامير محمد بن سلمان بشأن الترحيب في دعوة ايران جعلت شريحة كبيرة من العرب والمسلمين تشعر بقلق بشان الرغبة في اقامة علاقات طبيعية مع النظام الايراني الذي سخر كل اذرعه الاجرامية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان لمحاصرة وتدمير المملكة وان قصف ارامكو ليس ببعيد فضلاً عن المسيرات الايرانية التي يطلقها الحوثيون باستمرار والقائمة تطول وتطول ولا حاجة للتذكير بان هناك شارع بإسم الخائن السعودي نمر النمر في طهران.