23 نوفمبر، 2024 12:29 ص
Search
Close this search box.

أحذروا دولة العشيرة !

أحذروا دولة العشيرة !

حين تكون خارج العشيرة يعني أنك غير امن في دولة ، القانون فيها مطاطي وغير حازم ، وحينما تكون داخل العشيرة ونافذ فيها فلاتخف من القانون فانت في امان هذا الانطباع السيء موجود في ذهنية كثيرا منا ، نحن الذين نرى ان القانون هذه الايام لايحمينا من مصائب الدنيا !، جميعنا ننتمي لعشائر معروقة لها تأريخها ونضالها في مقارعة الظلم والاستبداد ، لكن هذا الأنتماء مشروطاً باحترام القانون ، وليس الخوف منه ، اي بمعنى ادق انني لاانتمي لعشيرة تخرج على القانون وتسفك الدماء وتنهب الاموال !، فلايمكن لاحد منا ان ينسلخ من انتماءته،وجذوره، ومن بين تلك الانتماءات المهمة هي العشيرة ، فحتى القران الكريم وردت فيه كثير من الايات المهمة التي تشير إلى الارتباط العميق بين الفرد والعشيرة ابرزها قوله تعالى :
“قُل إن كانَ آباؤكُم وأبناؤكُم وأخوانكُم وأزواجُكم وعَشيرتُكُم وأموالٌ اقتَرَفتُمُوها وتِجارَةٌ تَخشَونَ كسادَها ومَساكِنُ تِرضَونَها أحبَّ إليكُم مِنَ اللهِ ورَسولِهِ وجِهادٍ في سَبيلِهِ”

وقوله تعالى “لا تجِدُ قَوماً يؤمِنونَ باللهِ واليَومِ الآخِرِ يُوآدُونَ مَن حادَّ اللهَ ورَسُولَهُ ولَو كانوا آباءَهُم أو أبناءَهُم أو إخوانَهُم أو عشيرتَهُم أولئكَ كَتَبَ في قُلوبِهُمُ الايمانَ وأيَّدَهُم بِروحٍ مِنهُ”.

وقوله ” وانذر عشيرتك الاقربين “
وقوله ايضا “قُل ما أنفَقتُم مِن خَيرٍ فَللوالِدَينِ والأقرَبينَ”
استغل هذه المقدمة لاقول ان الحكومة لم تستغل العشائر بالشكل الصحيح لتعزيز القانون بل للاسف عملت على انشاء امبراطوريات جديدة تغرد خارج سرب الدولة ، فليس الاعتناء بهذه المؤسسة المهمة ياتي عبر مجالس الاسناد وتنظيم عشرات المؤتمرات التي ارهقت موازنات الدولة بلا فائدة ملموسة فحسب ، بل الامر يتطلب عملاً ممنهجاً يجعل العشيرة ذراع الدولة في تنفيذ القانون لاعصا امامها ، عندما يتقاطع القانون مع مصالحها، العشيرة مهمة لبناءدولة قانون حقيقية وليست على الورق ، في حال حولنا العشائر إلى مؤسسات داعمه للقانون وتنفيذه ، لاداعمة للاشخاص والاحزاب ومصفقة ومطبلة لها ،

كان على الحكومة الاستفادة من تجربة انشاء الصحوات العشائرية في عام 2007 في الانبار ، عندما منحتها الاموال والامتيازات والوجاهة، لكن نافذين فيها سرعان ماانقلبوا على الدولة واصبحوا بين ليلة وضحاها من دعاة سلام إلى دعاة عنف وأنفصال فلايمكن تبرير ذلك التحول على انه مبدئي وراسخ بل لايمكن تبريره الا انه تحول مبني على اسس مصلحية ضيقة ،

اعرف جيدا أن بناء الدولة الحديثة (الديمقراطية ) ،متعب للغاية ولايعد من المشاريع السهلة او السريعة ، لكن ارى ان الانطلاقة لتنفيذ هذا المشروع من خلال التعامل بمنهجية مع هذه المؤسسة العريقة”العشيرة” و تحويلها الىى داعمة لتنفيذ القانون لاللسلطة ، فالوقت يمضي والتعامل باعتباطية وبارتجالية وحزبية ضيقة يضيع علينا الجهد والزمن فلاتستقيم الدولة الا من خلال النظام الذي يتوجب ان تحترمه المؤسسات العشائرية والدينية والحزبية وغيرها ، النظام هو الاساس في بناء الدولة واذكركم بقول الامام علي عليه السلام عندما كان يقول “اوصيكم بنظم اموركم “

ولاتستقيم العشيرة وتأخذ دورها من دون نظام
، والاخير لانجني ثماره مالم يُحترام القانون، والقانون لايطبق مالم يخضع له ابناء العشيرة ،وخارج هذه المعادلة سنرى دولة العشيرة والتي ستحرق الاخضر واليابس وتضيع فيها الحقوق والواجبات، فلنعمل على تأسيس عشائر في دولة مدنية تحترم القانون وتنفذه !

أحدث المقالات

أحدث المقالات