22 ديسمبر، 2024 6:20 م

أحدث تعريف لاذع لـ ( رجل الدين ) !!

أحدث تعريف لاذع لـ ( رجل الدين ) !!

خلاصة معنى أو تعريف لـ ( رجل الدين ) حاليا في جميع أدبيات الفكر الانساني الحديث يتلخص بما يلي :
هو انسان غير قادر على الحصول على أفضل موارده المعيشية الا من خلال ممارسة مهنة رجل الدين التي تَتَلخَص في تَعَلّم وتطبيق ثقافة الكذب على الآخرين وخداعهم بالادعاء بانه يقوم بمهمة التواصل بين الانسان وخالقه من خلال المُنظمة او الشركة او الجمعية التي يعمل بها تحت واجهة دين معين او مذهب معين .

مهنة رجل الدين التي قد تبدو في العموم مهنة يُفْتَرض بها ان تكون مُتجرّدة عن أي دوافع مادية نظرا لانها مهنة سفير خالق الكون بين البشر ، هي حاليا وواقعيا مهنة تجارية تهدف الى الحصول على الارباح المادية والتسلطية من مجاميع البشر الذين يتوارثون ( أسم ) انتماءهم الى تلك المنظمات او الشركات المتمثلة بالاديان والمذاهب .

في جميع اديان التاريخ البشري أغتنى وما يزال يغتنون الغالبية العظمى من رجال الدين عن بقية افراد مجتمعهم عكس ما هو مُفْترَض بهم ، كما ان البعض القليل من رجال ممن كُتِبَ عنهم بانهم كانوا ليسوا أغنياءا كانوا يستقتلون من أجل الولاية والتسلط على مجتمعاتهم الامر الذي يُعّد الوجه الآخر بل الأخطر من الغِنى ، لأن سفير الخالق ، وفق الفهم الانساني الحديث ، لا يُفْتَرض به أن يتسلط على الآخرين لكي يُعبّر او ينشر أفكاره وآوامره وفتاويه بقدر ما أن البشر المحيطين به هم من يَجِدون فيه حُسْن الفكر والتصرف ليقتدوا به أراديا .

معظم رجال الدين وبِحُكْم كون مهنتهم هي مصدر حصولهم على المال او السلطة يعيشون في اوضاع نفسية يحاولون فيها اقناع انفسهم بانهم فعلا سفراء للخالق في المنظمة او الشركة او الجمعية او ما يسمى الدين او المذهب الديني الذي يدّعون انه يمثلون الخالق من خلاله ، ولعل تضارب المصالح بين رجال الاديان المختلفة او رجال نفس الدين او نفس المذهب هو الذي يؤدي الى انشقاقات مستمرة ومتواصلة تبعا لنوعية ورغبات رجال الدين المتصارعين فيما بينهم على المزيد من الكاسب والسلطة ولكن تحت واجهات كاذبة من الاختلافات والتأوليلات والتفسيرات في جُمَلْ وأدبيات الاديان او الدين الواحد .

تُجْمِع الثقافة الأنسانية الحديثة على ان جميع الاديان والمذهب العديدة المعروفة لحد الان والتي ظهرت قبل الاف من السنين كانت الخيار الوحيد المتاح امام بشر ذلك الوقت لمحاولة ايجاد نوع من أشكال الادارة لشوؤن وتفاصيل الحياة اليومية لافراد مجتمعاتها لاسيما ان تلك المراحل القديمة من تاريخ التطور البشري كانت خالية من وجود قوانين وانظمة سياسية واقتصادية وادارية ، ولم يكن امام موؤسسي تلك الاديان حينها سوى الادعاء ان مصدر تلك الادارة هو خالق الكون ، كما تُجْمِع الثقافة البشرية الحديثة على ان جميع هذه الاديان ما كان سيُصَدّق بها أحد لو انها ظهرت في القرن الحادي والعشرين الحالي ، لان جميع هذه الاديان لن تكون قادرة نهائيا على اثبات صحة كونها اديانا مرسلة من الخالق امام التطور العلمي والفكري الحالي للمجتمعات البشرية .

ان الثقافة الأنسانية الحالية تُجْمِع أيضا على ان عدم صحة الاديان لا علاقة له ابدا بصحة وجود خالق للكون من عدمه ، حيث ان عدم صحة هذه الاديان لا يُثْبت وجود ام عدم وجود خالق للكون .

تُجْمع الثقافة البشرية ايضا على أن عموم موؤسسي أديان التاريخ البشري ( عدا الاسلام ) تميزوا بصفات انسانية جيدة حيث عكسوا صفاتهم على عموم تعاليمهم الدينية بالشكل الذي خدم الجانب الانساني حينها ، وكان جُل استفادة اولئك الموؤسسين هو حماية انفسهم من اعتداء الآخرين عليهم داعين الى سواد نوع من الانظمة التي تساهم في تنظيم العلاقات بين بشر مجتماعاتهم ، على ان ذلك لا يعني ان جميع هذه الاديان لا تخلو ادبياتها من ما قد يُعْتَبر الآن اساءة لحقوق الانسان وفقا للفهم الحديث لحقوق الانسان ، الا ان الذي يساعد في تخطي هذه السلبيات هو ان رجال هذه الاديان استطاعوا بمرور قرون من الزمن من رفض وادانة الكثير من ما تتضمها كتبهم الدينية وفقا لمبدأ ان تلك السلبيات كانت صالحة للعمل بها في حينها فقط ، حيث اضطر رجال الاديان جميعا الى مسايرة متطلبات التطور الفكري والانساني الحديث في فهم حقوق الانسان .

وهكذا فان الثقافة الأنسانية تُجْمع على ان وارثي الاديان من المجتمعات البشرية لا يَتْصفون الآن بالايمان المبني على أسس علمية او منطقية بدياناتهم التي توارثوها بل أن افراد هذه المجتمعات يتداولون الان ( عادة اجتماعية ) تشير الى ان اجدادهم كان يتدينون بالديانة الفلانية حسب ، وليبقى رجال الدين في هذه المجتمعات حاليا يمارسون مهنتهم الوحيدة القادرين عليها والمتمثلة بأستمرارهم على خط التمثيل او الكذب من اجل ابقاء منظمتهم او جميعيتهم او ما يسمى دينهم على قيد الحياة طالما ان مهنتهم هذه هي المجال المهني الوحيد لكسب معيشتهم ، ولذا فانك ترى ان عمل رجال الدين يتقلص او ينحصر جدا في المجتمعات التي نجحت في تأسيس انظمة اجتماعية واقتصادية وقانونية متطورة تُنَظّم بها شوؤن وحقوق افراد مجتمعاتها وبالشكل الذي يؤدي الى عدم حاجة الفرد في تلك المجتمعات الى الاضطرار الى الاستعانة بالغَيْب واللجوء الى رجال الدين من اجل محاولة الحصول على تلك الحقوق ، وفي مثل هذه المجتمعات المتطورة يتعامل فيها وارثي الديانات المختلفة مع ايام مناسباتهم الدينية كأيام راحة وفرحة يعيشونها في ذكرى مناسبات لم تعد الآن سوى مناسبات تاريخية تمثل مرحلة من مرحل محاولة الانسان على مدى تاريخه لمحاولة تنظيم حياته وعلاقاته نحو وضع افضل .

المجتمعات الاسلامية هي المجتمعات الوحيدة التي تَشِذ عن المجتمعات البشرية حيث ما يزال فيها رجال الدين يمارسون فيها مهنتهم بنشاط ودون انحصار مُقلّدين بدقة سيرة وتعاليم رسول الاسلام ، وذلك يرجع الى اسباب عديدة اهمها :

اولا : ان مؤسس الديانة الاسلامية واستثناءا من جميع موؤسسي الاديان السابقة أختصر الطريق في التعبير عن معنى ( رجل الدين ) حيث اعلن منذ لحظة اعلانه تأسيس دينه الجديد اصراره ورغبته المباشرة بتولي السلطة على اتباعه والى الدرجة التي اصبح الايمان بـ ( الله ) لا يَكّمِل او لا يَصّح الا بذكر اسم موؤسس الاسلام ( محمد ) مع اسم ( الله ) ، ولذا فان من لا يعترف بمحمد ودينه هو ( عدو الله ) أو انسان يتحتّم على المسلمين ( في أفضل الاحوال ) احتقاره او استصغاره في كل زمان ومكان حسب ادعاء محمد ، ما يعنى ان محمدا كان يعتبر نفسه هو من يمثل الله حصرا ، وابّتكر محمد لقب ( عدو الله ) على كل من لا يعترف به رسولا من الله رغم انه من المنطقي ان لا يكون لاي انسان في أي مرحلة من مراحل التاريخ البشري اي مصلحة في معادة ( الله ) !!

كما منح موؤسس الاسلام نفسه استثناء من جميع موؤسسي الاديان السابقة كامل الامتيازات الخاصة بتلك السلطة وبضمنها تمتعه بالاموال والجنس بشكل غير محدود استثناءا من بقية منتسبي دينه وذلك كله بأمر من الله وفق آيات قرآنية ادعى محمدا ان الله يرسلها اليه في الليل سرا .

ثانيا : مؤسس الديانة الاسلامية واستثناءا من جميع موؤسسي الاديان السابقة قطع الطريق بشكل كامل امام اي تعديل او اصلاح مستقبلي على الديانة الاسلامية حيث دعى محمد الى التقليد الكلي لكل تصرفاته اليومية ودعى الى عدم تغيير معاني او تطبيقات كل تعاليم دينه باختلاف الزمان او المكان نظرا لان تصرفات محمد اليومية تمثل تصرفات الله ، وكلام محمد هو اوامر مباشرة من لسان ( الله ) وهي أوامر تصلح حرفيا لكل زمان ومكان !!

ثالثا : الجديد الذي يميّز محمد عن جميع موؤسسي الاديان السابقة هو انه فَرَضَ على المسلمين ثقافة ( الارهاب ) ، حيث ما تزال هذه الثقافة سائدة لغاية يومنا هذا في جميع المجتمعات الاسلامية ولاسيما ( العربية ) منها نظرا لان كلام محمد كان باللغة العربية ومن الطبيعي ان يكون من يتقن لغة محمد هو اول وافضل من يُطبّقه ، حيث تتوارث هذه المجتمعات الاسلامية العربية ثقافة ( الارهاب ) وكأن ( الارهاب ) أمر طبيعي ومستساغ ولا خلاف عليه طالما انه متوارث من اجيال سابقة وطالما هو وفْق أوامر واضحة كتبها ( الله ) بآت قرآنية بلسان عربي مبين ، بل ان اي مثقف او رجل دين مسلم سيُقتل اذا ما قام بنَقْد ثقافة الارهاب التي تتضمها الايات القرآنية والسيرة النبوية ، وكل ذلك هو نتيجة متوقعة في مجتمعات تتوارث ثقافة القتل وثقافة ارهاب أصحاب الرأي الآخر ، ومن الطبيعي ايضا ان تستمر هجرة كافة ذوي الاديان الاخرى لمجتمعاتها ذات الاغلبية المسلمة ، تلك الهجرة التي ابتدأت منذ يوم تأسيس دين محمد ولغاية يومنا هذا، كما انه من الطبيعي ان تبقى مثل هذه المجتمعات في اوضاع من التخلف في كل مجالات الحياة طالما ان ثقافتها المتوارثة لا تَدْرك معنى حرية او حقوق الانسان ، علما ان محمدا ( وحسب المصادر الاسلامية ) فَرَضَ نفسه على مجتمعه بقوة السيف ، وطالب بآياته القرآنية المسلمين في كل زمان ومكان بحَمْل السيف وكافة الاسلحة المتوفرة ( حين المقدرة ) لأرهاب أو أستصغار كل انسان على وجه الارض لا يعترف بمحمد في أي زمان كان .

تتحمل البشرية الآن كافة خسائر وتضحيات الوقوف مع المثقفين المسلمين من أجل شفاء جميع المجتمعات الاسلامية المصابة بوباء خطير مُدمّر متوارث منذ أكثر من اربعة عشر قرنا وما يزال .