18 ديسمبر، 2024 4:41 م

النصر الكامل لا يرتقي الى درجة الكمال إلا إذا تجاوزنا أسباب الهزيمة ومحركات الفساد الساندة للارهاب، النصر العسكري في محافظة صلاح الدين جاء بعد تضحيات كبيرة وعزيزة، لكن لا تزال أسباب هزيمة 11 حزيران 2014 قائمة، ‏هناك ثغرة في إمكانيات القوات الماسكة للأرض، والتناقض السياسي يمكن خلايا داعش من التربص بالفرص المناسبة، والمبادرة باستهداف المناطق المستقرة نسبيا،‏ في نهاية كل عملية تعرض أو اختراق نجد أنه لا توجد صلة وتنسيق كافٍ (تربط القوات الماسكة للارض ببعضها البعض) بسبب اختلاف مرجعيات القوات الأمنية وتداخل قواطعها وواجباتها.

التنافس بين ابناء العشائر وحلفائهم من فصائل الحشد في محافظة صلاح الدين، مصمم لتعزيز السلطات وزيادة الرقعة الأنتخابية القادمة، كتعويض لإنجاز النصر، وتحميل الاخر المنافس مسؤولية جرائم الإرهاب بصورة مباشرة.

ما الداعي لهذا التنافس في هذا الوقت:

‏ابتزار سياسي لمن يجرؤ على تحدي الفصائل المسلحة، وابتزاز مالي (الصراع على مقاولات الإعمار واغاثة النازحين).

عمليات التسلل التي تحدث في مناطق صلاح الدين وبشكل متكرر تؤشر ان عمليات التحرير أهملت الكثير من المناطق التي اصبحت معسكرات لانطلاق هجمات ارهابية منسقة، وهذا ايضا مؤشر خطير ان فلول داعش اعادت ترتيب صفوفها، وهجوم أمس كأنه يحدثنا عن “‏نصر لم يكتمل” وخواصر هشة كثيرة، والقوات الماسكة للأرض تحتاج للتدريب والتسليح الخاص بهذه المسؤولية وتحتاج الى توحيد قياداتها ومقراتها المسيطرة.

هذا الموضوع ما لم تتدخل بغداد وتفرض القانون بالعدالة والقوة ستكون له تداعيات خطيرة على الأمن العام في بغداد وصلاح الدين وخاصة تكريت وشمال بغداد وأن التبعات الأشد ضررا ستقع على عاتق مسؤولي الحكومة المحلية وقيادة عمليات صلاح الدين.
نقلا عن العالم الجديد