24 مايو، 2024 10:20 م
Search
Close this search box.

أحداث المنطقة بين غبار الطائفية وثقافة البداوة

Facebook
Twitter
LinkedIn

تتسلط ألاضواء ألاعلامية على منطقتنا دون غيرها , ويزدحم الصحفيون على أبواب سفاراتنا حتى أصبحوا أكثر النزلاء في فنادقنا , وكتبوا عنا كل ما هو ليس لصالحنا , وعرفوا عيوبنا مثلما عرف خبراؤهم أستثماراتنا ومكان أُُُُُثارنا ومفاتيح المعلوميات عندنا وكذلك عرفوا حجم حماقتنا التي قيل عنها شعرا :-
يا أمة ضحكت من جهلها ألامم ؟
منطقتنا كانت ولازالت هي محور المتغيرات في العالم
أختارتها السماء ميدانا لرسالتها , والسماء لاتخطئ , ولكن ألانسان يخطئ ؟
لذلك أختارت له أهل العصمة لقيادته تجنبا للزلل , وتفاديا للآنحراف , فلم يقدر ذلك ألاختيار فوقع في المتاهة التي أوصلته الى دروب الضياع ” ياحسرة على العباد مايأتيهم من رسول ألا كانوا به يستهزئون ” .
وفي دروب المتاهة والضياع نمت وترعرعت أمراض الحياة مثل:-
1-  حب الدنيا
2-   حب ألانا
3-  الغرور
4-  الطغيان
5-  العنصرية
6-  الطائفية
وأمراض الحياة هذه منها ماهو فردي شخصي مثل : حب الدنيا , وحب ألانا , والغرور , والطغيان , ومنها ماهو جمعي مثل : العنصرية , الطائفية , فهي تصيب الجماعات والشعوب وألامم
وبالرغم من خطورتها جميعا , ألا أن أخطرها هو الطائفية , لآنها تتلبس بلبوس الدين , والدين هو الصانع الحقيقي للعقيدة سواء كانت صحيحة أو فاسدة ؟
ولقد أخذ الدين أسبقية في نفوس الناس نتيجة لمايلي :-
1-  هو الجاذب للفطرة البشرية
2-  هو الحاضن ألاول لمفهوم الغيب , وألانسان مشدود لمعرفة الغيب ؟
3-  هو المبشر ألاول عن علاقة ألارض وألانسان بالسماء , وألانسان مشغول بالتطلع الى السماء ؟
4-  هو صاحب التنظيم ألاول للآنسان , وظلت معالم ذلك التنظيم مبثوثة في التراث ألانساني رغم ما شابها من شوائب
5-  هو صانع المقدسات والمفاهيم واليه تعود مرجعية ألافكار صحيحها وسقيمها ؟
ومن هنا فالدين كأصطلاح عام هو المرجعية الوحيدة التي تشكل خلفية كل أنقسام أو أختلاف بين الناس ؟
وفي مفهوم السماء : ” هو ألامانة التي لم يحسن الناس حفظها والتعامل معها ” ” أنا عرضنا ألامانة على السماوات وألارض والجبال فأبين حملها وأشفقن منها وحملها ألانسان أنه كان ظلوما جهولا ” .
وهذه ألامانة لم تترك سدى ” ماخلقنا السماوات وألارض لاعبين”
فلها رجالها ولها أمتها :” ونريد أن نمن على الذين أستضعفوا في ألارض فنجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ”
وقال الرسول “ص” : لاترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ” وظاهرة الذبح التي أنتشرت اليوم في ألاحداث التي شهدتها المنطقة وفي مقدمتها : ” العراق وسورية ” هي مصداق لما حذر منه رسول الله “ص” فمن يمارسها هو كافر ولكننا لم نسمع ونرى من يجرأ على تكفير من يمارسها , بينما نسمع فتاوى من هنا وهناك لآدعياء الفقه والفتوى بتكفير الناس على معتقداتهم ألاسلامية , ولكنهم لايكفرون من يقتل النفس التي حرم الله بغير حق ؟
بينما نسمع ونرى في مسجد المدينة المنورة , والمسجد الحرام من يتبع الحجاج والمعتمرين والزائرين ويصيح ببعضهم قائلا : لاتكفر , لاتكفر , لمجرد أن يلمس الحاج أو الزائر ضريح النبي صلى الله تعالى عليه وعلى أله وصحبه ؟
وصيحات المطوعين التكفيرية في المسجد الحرام ومسجد رسول الله “ص” هي التي تنشر غبار الطائفية بين المسلمين وهي التي تستعين بعصبية البداوة لتلوث المناخ ألاخوي بين المسلمين , حتى أصبح هذا التلوث هو الذي يحرك أحداث المنطقة التي وجد فيها أصحاب المصالح الدولية الكبرى ضالتهم في أستثمار هذه الثقافة المتطرفة والتي تنتسب للدين زورا ونفاقا وقد شخصها رسول الله “ص” عندما قال لاترجعوا من بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ”
أن ماجرى في كل من اللطيفية , وألاسكندرية , وجرف الصخر والفلوجة والرمادي وديالى وتكريت والموصل , ومناطق بغداد في العراق , وما جرى في جسر الشغور وفي حماة , وحمص باب عمرو وباب سباع , وريف أدلب ودرعا ودير الزور وحلب , والحولة , والتريمسة وريف دمشق وحي الميدان والتضامن والقابون في سورية , هو الصورة الحقيقية لغبار الطائفية وثقافة البداوة التي كشفت عورتنا أمام ألامم والشعوب ونحن في القرن الواحد والعشرين وهو قرن تغييرا لحياة بالعلم عند الشعوب المتحضرة .
بينما عندنا يريد البعض أن يغير الحياة بسباق ” الهجن ” ويريد أتباعهم أن يغيروا الحياة بالكراهية والتكفير , ويريدون للثورة أن تكون عبارة عن :-
1-  أغتصاب النساء
2-  القتل على الهوية وبطريقة الذبح ؟
3-  أغتيال العلماء وألاطباء وألاساتذة والضباط
4-  تخريب المؤسسات
5-  حرق الممتلكات
6-  تدمير سكك الحديد
7-  تفجير خزانات النفط والغاز والبنزين
8-  تدمير محولات الكهرباء
9-  أكراه الناس على التظاهر بالقوة
10- غلق المحلات وألاسواق والمدارس بالقوة
11-  أستقدام العصابات المسلحة من دول أخرى
12-  طلب التدخل الخارجي
13-  السعي لآدخال بلادهم تحت الفصل السابع
14-  الحصول على المال والسلاح من الخارج
15- التوسل لدى الدول ألاجنبية لآيجاد مناطق عازلة وممرات أمنة لممارسة العنف المسلح ضد أبناء شعبهم
16- رفض الحوار السياسي
17- رفض المشاركة في ألانتخابات ألا على هواهم
18-  ألاصرار على أستعمال أسلوب الهجمات المسلحة لقتل الجيش الوطني وأسقاط النظام الذي يمتلك شعبية هي ألاكثر في البلد .
19-  ألاستعانة بالمبتدئين والنكرات من مشايخ وطلبة المدارس الدينية لآصدار الفتوى , وترك العلماء والفقهاء من أصحاب الخبرة والكفاءة والشعبية عن الناس , كل ذلك لكي يخدعوا العوام من الناس .
20-                  الركون الى أعداء ألامة التاريخيين مثل : ألاسرائيليين ومن يساندهم من ألامريكيين والفرنسيين والبريطانيين ؟
أحداث منطقتنا هي التي تستحوذ على جلسات مجلس ألامن الدولي
ومن أجلها أتخذت ثلاثة قرارات للفيتو خلال ألاشهر ألاخيرة
وهي التي أدت الى أنقسام حاد في المجتمع الدولي , ولذلك ضعف القطب الدولي ألاوحد وظهر قطب منافس جديد , عبر عنه الرئيس الروسي بوتين الذي يسمى بقيصر روسيا حيث قال : لانسمح بالعمل من خارج مجلس ألامن ؟
وهي التي تتناقلها وكالات ألانباء الدولية أكثر من غيرها ……….
وهي التي تزدحم بها أخبار ألانترنيت ولكن في الجانب السلبي
وهي التي أصبحت القضية السورية فيها مرشحة لظهور حرب عالمية ثالثة , فأن لم تظهر عسكريا , فأنها ظهرت أعلاميا وبكل ملاكات الحرب ألاعلامية الكونية حتى سميت بالحرب الناعمة ؟ وذلك للموقع الجيوسياسي لسورية ؟
بينما يظل العراق المشروع النائم لنشر النزاع ألاقتصادي بعد أن تصبح طاقته ألانتاجية من البترول تتجاوز ” 12 ” مليون برميل يوميا , مما ينذر بمتغيرات خريطة منظمة أوبك , ومن ثم مايتبعها من متغيرات ألاستثمار ودور الشركات الدولية لاسيما تلك التي أصبحت دولها مهددة بالتراجع ألاقتصادي , وبعضها مهدد بألافلاس الذي سينعكس على أدوار دول ستختفي , ودول أخرى مهددة بوجودها المصطنع مثل ” أسرائيل ” ؟
أمام هذا المستقبل ا لمشحون بالمتغيرات والمفاجئات , هل سيبقى غبار الطائفية يذرو في عيون البعض منا فيحجب الرؤية حتى يصبح : –
1-  ألامي مفكرا
2-  والجبان شجاعا
3-  والمتخلف نموذجا
4-  والدكتاتور قدوة
5-  والطائفي داعية
6-  والتكفيري مجاهدا
وهل ستبقى ثقافة البداوة بقيمها المتخلفة التي رفضها قرأننا حين قال :” ألاعراب أشد كفرا ونفاقا ” هي التي تتصدر محافلنا , وهي التي توزع علينا صكوك الغفران بفتاوى مشايخها المتخلفين الذين صدر عنهم :-
1-  جواز زواج الرجل زوجته الميتة ؟
2-  تحريم قيادة المرأة للسيارة ؟
3-  وأهل نجد هم أهل الجنة ؟
4-  وتحريم التظاهر ضد الملك ؟
5-  وألاكثار من سباق الهجن ؟
6-  ومباركة دبكة ورقصة السيوف التي شارك فيها بوش ألامريكي صانع ألارهاب  ذات مرة مع سلمان بن عبد العزيز الذي أصبح وليا للعهد في بلاد نجد والحجاز التي سمتها ثقافة البداوة ” المملكة العربية السعودية ”
وثقافة البداوة تقف وراء كل عقدنا النفسية ومواقفنا المفلسة من نعمة النظر الى محاسن ألامم فهي التي جلبت لنا :-
1-  نكبة ” 5″ حزيران عام ” 1967 التي قال الشاعر عنها :
” مابعد عار حزيران لنا عار ” ؟
2-  كامب ديفيد وعارها وزيارة السادات لتل أبيب , وأنسحاب مصر من المواجهة العربية ضد أسرائيل ؟
3-  الحرب العراقية البعثية بالوكالة عن الغرب ضد أيران ألاسلامية وهي من أولى ممارسات ثقافة البداوة التي جعلت من العراق زورا ” البوابة الشرقية ” وأغدقت عليه بألاموال تبرعا , ثم عندما أختفى من المسرح دميتهم صدام حسين عادوا ليحتسبوا تلك ألاموال دينا في ذمة الشعب العراقي ؟ ومن مخلفات ثقافة البداوة مانسمعه الى اليوم من ترديد مقولة الخميني قاتل الشباب العراقي طبقا لعصبية البداوة التي لاترى محاسن غيرها , وتعتبر مساوئ أتباعها أحسن من محاسن غيرهم ؟
4-  أحتلال الكويت من قبل صدام حسين : لازالوا يعاقبون الشعب العراقي , وينظرون له بكراهية لم ينظروها للصهاينة الذين شردوا الفلسطينيين وأحتلوا ديارهم وبيت المقدس أولى القبلتين وثاني الحرمين , وتلك من معالم ثقافة البداوة ؟
5-  أحتلال العراق عام 2003 من قبل ألامريكيين وقوات التحالف معهم بسبب صدام حسين الذي راحوا يترحموا عليه ويحملوا الشعب العراقي مسؤولية ألاحتلال وذلك بسبب غبار الطائفية وثقافة البداوة , ونسوا أن بلادهم محتلة ومرهونة للآمريكيين وحلفائهم حتى تجاهر البعض منهم بصحبة أسرائيل ؟
6-  القضية البحرينية : وفيها تتجلى ثقافة البداوة مثلما يظهر غبار الطائفية الذي جعل البعض ينظر للتظاهر السلمي للشعب البحريني نظرة عدائية ويستقدم مايسمى بدرع الجزيرة ليفتك بشباب البحرين المسالم بتوجيه الرصاص الحي الى صدورهم حتى بلغ بهم الحقد أن دمروا نصب ساحة اللؤلؤة الذي كان المتظاهرون يتجمعون فيه ؟
7-  قضية الحوثيين في اليمن : وهي مثال من أمثلة غبار الطائفية وثقافة البداوة المتحيزة للقبيلة بعيدا عن منهج الحق حيث جيشت السعودية جيشها لمحاربة أبناء دولة يريدون تحقيق مطالبهم الخاصة بهم .
8-  القضية السورية : وفيها تتجلى ثقافة البداوة ونعرتها العصبية , وغبار الطائفية الذي تحول الى عاصفة تنعدم فيها الرؤية السليمة ويرتد البصر خائبا وهو حسير , فلم يستمعوا الى رأي الشعب السوري وهو من الطائفة السنية ولا لعلمائه المعروفين وهم من أئمة الجماعة وألافتاء على مذهب ألامام أبي حنيفة وألامام الشافعي وألامام مالك وألامام أحمد بن حنبل , ومنهم من يدير رئاسة ألافتاء في سورية وبعضهم أمام المسجد ألاموي في دمشق المعروف بمسجد بني أمية , وراحوا أي أصحاب ثقافة البداوة والطائفية يستجمعوا العاطلين وأرباب الجريمة والسوابق ليغروهم بالمال , ويجيشوا معهم أتباع التكفير والكراهية من ألارهابيين الوهابيين , ثم جمعوا معهم من كان في الخارج من بعض السوريين الذين أرتبطوا بألاجهزة المخابراتية ألاجنبية ليشكلوا مايسمى بالمعارضة بمشاركة أوردغان ووزير خارجيته ليشكلوا من المعارضة السورية ما عرف بمجلس أسطنبول , ثم يقوموا بنصب مخيم داخل تركيا قبل أندلاع الحوادث في سورية بأسبوعين لغرض أستقبال الاجئين السورين لاحقا , كل ذلك حدث لا لشيئ ألا لآن أصحاب النعرة الطائفية وثقافة البداوة يرون أن رئيس سورية هو من طائفة يكنون لها الحقد والكراهية , علما بأن الرجل ولا الذين معه يلتزمون بفكر طائفة معينة , والشعب السوري بشكل عام هو ألاخر لايلتزم بثقافة طائفية وأن كان الغالبية منه متدينا , ولكنه منفتح وغير معقد دينيا , لكن تظل الحالة السورية تحتاج الى دراسة متأنية , فهناك طبقة فقيرة من العمال السوريين أصبحت هدفا لآصحاب النعرات الطائفية وثقافة البداوة , وقد أصبح المسجد في سورية محورا للتأثير على الشرائح الفقيرة عقائديا , في ظروف سمحت الدولة السورية بقيادتها البعثية الحرية العبادية , بينما لم تسمح الحكومة البعثية العراقية بحرية العبادة في العراق ورئيس الحكومة صدام حسين هو بالمفهوم العام هو سني لذلك حضي بالدعم والسكوت من قبل أصحاب النعرات الطائفية وثقافة البداوة , بينما لم يحض الرئيس السوري بالمودة والصداقة وأنما جوبه بالشك والريبة ثم بأظهار العداء غير المسبوق والعمل على تسريع الفتنة في سورية من خلال أستقطاب نسبة لاتشكل أغلبية في الشعب السوري , وتم هذا ألاستقطاب من خلال : –
أ‌-     ألاغراء المالي للطبقات الفقيرة
ب‌-   التحريض الطائفي للآفراد غير المتعلمين جيدا
ت‌- التحريض ألاعلامي عبر قنوات فضائية طائفية وأخرى معتمدة من خلال أقطاب المحور الدولي المؤازر لآسرائيل
وهكذا أشتد الصراع في سورية , وأصبح الحدث السوري حدثا عالميا بأمتياز , وظهرت قدرات وأمكانات لدى القيادة السورية وجيشها والشعب السوري غير الطائفي لفتت أنتباه الصحافة العالمية , ومراكز البحوث , فتحدثت عنها , بينما لم تكن تلك المواقف السورية موضع أهتمام الكثير من الصحافة العربية وكل صحافة ألانظمة لا لشيئ ألا لوجود النعرة الطائفية ووجود ثقافة البداوة , وهما سر تخلف هذه ألامة التي أستبدلت بعض أنظمتها وحكوماتها وبعضا من شعوبها العداء التاريخي لآسرائيل الى عداء طائفي بدوي لآيران التي وقفت مع قضية فلسطين ودعمت المقاومة بكلي جناحيها الفلسطيني واللبناني وهو مؤشر على فشل قدرتها على تحويل الخطاب القرأني الى موقف أسلامي , وكل من يتخلف عن الموقف ألاسلامي بلغة القرأن فهو ساقط في السباق الحضاري الذي ستصل اليه ألامة ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب