أقيمت أحتفالية في بغداد لليوم العالمي للشباب , ومن يعرف قيمة هذا ألآحتفال وأهمية الشباب عند الدول المتقدمة يصاب بخيبة أمل لما قدم في أحتفالية يوم الشباب العالمي , ولولا كلمة الدكتور حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء لكان ألآحتفال أشبه بكشف عورات وزارة الرياضة والشباب التي أسندت لمن هو متهم بملفات فساد ولمن هو بعيد عن فكر الشباب وقيم الحداثة .
وربما يكون رئيس جمهورية العراق معذورا في عدم حضوره , لكنه ليس معذورا أن يقدم لنا من سمي بمستشار رئيس الجمهورية ومن قام بتمثيله في ألآحتفالية وهو لايملك من مؤهلات ألآستشارة والمستشارية شيئا , فأمير الكناني من التيار الصدري دخل مجلس النواب لدورة واحدة وهو خريج حقوق وليست لديه مؤهلات خبرة وكفاءة تجعله مستشارا لرئيس الجمهورية , وعندما ألقى كلمته ظهرت لغته ركيكة وجمله غير مترابطة ولا يحسن أداء اللغة العربية , وهذا مايكشف عيوب المحاصصة التي لولاها لما كان أمير الكناني مستشارا لرئيس الجمهورية وفي العراق عقول وكفاءات فكرية وعلمية كثيرة ولكنها دائما تقصى بسبب الحواشي والمحازبين فيحرم العراق ودولته من الكفاءة لتتراجع مؤسسات الحكومة في عملها وتطغى عليها الفوضى وألآهمال .
لم نر في أحتفالية اليوم العالمي للشباب مايعكس فعاليات الشباب العراقي في ألآبتكار ومشاريع مواكبة العصر , لقد كان أحتفالا منكمشا على نفسه فقيرا في محتوياته ومثلما كانت كلمة رئيس الحكومة رافعة لبقية الكلمات , كذلك كان تكريم الفتيات الفائزات بالدرجة ألآولى في أمتحانات البكالوريا من بغداد وبابل هي الفقرة الرافعة لبقية الفعاليات التي لم يكن لها وجود لولا لاعبين من الشباب كلاهما بوضع خاص , وتبقى كلمات ممثل ألآمم المتحدة وزميله ألآخر هي كلمات بروتوكولية تقليدية لاترفع من قيمة المناسبة ومعناها .
وكان بأمكان القائمين على ألآحتفال أن يجعلوا من حضور الشباب في الحشد الشعبي لمواجهة عصابات داعش ألآرهابية التكفيرية وما يقومون به من تطوير تقنيات المواجهة كطائرات ألآستطلاع , والطرق الفنية لتفجير العبوات الناسفة وألآلغام , وفعاليات أخرى كثيرة كان يمكن أن يكون لها حيزا في ألآحتفالية حتى يصبح ألآحتفال بعيدا عن الجمود والفقر الفني والرتابة التي فرضت قصر العرض وألآسراع بألآختتام غير المنظم .
