بيّن الفريق العالمي للتغييرات المناخية (International Panel of Climate Change) أو (IPCC) ان سبب أحترار الكوكب هو أزدياد نسب غاز CO2 الذي بسببه الأنسان ، وهو ما يسمى بـ (ظاهرة البيت الزجاجي) ، هذا الفريق يضم قرابة 2500 شخص ، معظمهم ليسوا من العلماء ! ، وهذه تصريحات على لسان علماء ، كانوا أعضاء سابقين في هذا الفريق .
الـ IPCC هي منظمة دعائية بالدرجة الأولى ، وذات أهداف منها ما هو معلن ، ومنها غير ذلك ، وهذه الاهداف هي:
1. استنباط أيديولوجية عالمية جديدة ، خصوصا بعد الفراغ الذي خلفه انهيار الشيوعية .
2. أيجاد مصدر هائل لتمويل ابحاث العلماء ، وضمان عدم انقطاعها .
3. وبالتالي ايجاد عشرات الالاف من الوظائف ما بين مؤسسات ، ونشطاء ، ومنظمات ، ومدراء ، وموظفين .
4. تكوين صناعة هائلة مزدهرة جديدة .
5. توفير ذريعة لأيقاف التنمية والتقدم في البلدان النامية ، وأحتكار الصناعات .
6. انها تشبه (دين) معيّن ، كل من يعارضه ، سيوصم بالهرطقة ، وستلاحقه التبعات .
نعلم جيدا ان جوّ الارض يتغير ، ولكنه يتغير باستمرار ، فالتاريخ يخبرنا عن مناطق كانت أبرد من الأن ، ومناطق أخرى كانت أدفأ .
لو راجعنا التاريخ منذ 200 سنة الى الأن ، لوجدنا أن الأرض قد مرّت بما يسمى (العصر الجليدي الصغير) ، تجمد على اثرها نهر (التايمز) في لندن ، وتحول الى حلبة للالعاب الجليدية ، ويمرح به الباعة المتجولون.
ولو تحركنا قليلا الى عمق التاريخ ، بحدود القرن 12 ، نجد ان الارض مرّت بمرحلة من الدفء ، رغم ان الثورة الصناعية لم تظهر بعد ، كما نعلم .
منذ 8000 عام ، أي منذ العصر البرونزي ، ظهرت مرحلة من الدفء على الارض ، اسمرت لالاف السنين ، كانت أكثر دفئا من المرحلة الحالية .
فما الفرق بين تلك الفترة وفترتنا الحالية ؟
حاليا يُلقَ اللوم على التقدم الصناعي الهائل ، ونهمه للطاقة ، اي منذ بداية القرن العشرين ، معللين السبب الى زيادة اطلاق غاز CO2 ، بسبب الحرق (المفرط) للوقود الأحفوري (الغاز والفحم).
لقد تطورت الصناعة ، وأزداد الأنتاج المدني دراماتيكيا بعد الحرب العالمية الثانية ، ورغم ذلك أنخفضت درجة حرارة الأرض حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي ، في الوقت الذي ارتفعت درجة الحرارة نصف الدرجة منذ القرن 19 ، وحتى بداية تلك الحرب ، بالرغم من ان هذه الفترة شهدت صناعة متواضعة ، فكيف نقارن ذلك مع احترار الكوكب ؟.
لماذا بيّنت الـ IPCC ان سبب الاحترار هو أحتباس أشعة الشمس بسبب زيادة نسبة CO2 وهو ما يسمى بظاهرة (البيت الزجاجي) ، علما أن غاز CO2 يؤلف 10 أجزاء من أصل مليون جزء يؤلف الغلاف الغازي ؟ الأجدر أن يكون بخار الماء هو المسؤول عن الاحتباس الحراري ، كونه أشد تأثيرا بكثير من غاز CO2 ، بل الأكثر كثافة في الغلاف الجوي ، وهذا مثبت علميا .
من المفترض ان تحدث ظاهرة (البيت الزجاجي) في طبقة (التروبوسفير) ، أي على ارتفاع 10-12 كم (سقف البيت الوجاجي) ، ولكن الأقمار الصناعية وبالونات الأرصاد الجوية ، تخبرنا ان الأحترار يحدث في قشرة الأرض ، بل على العكس ، تنخفض درجة الحرارة صعودا .
(آل غور) ، أحد مرشّحي الرئاسة الأمريكية ، وظّف هذا الموضوع بشكل فج ، واستخدمه لأغراضه الدعائية ، فقد أظهر للناخبين خطوطا بيانية تثبت العلاقة بين ازدياد نسبة CO2 ودرجة حرارة الارض ، العلاقة موجودة فعلا ، أم هكذا تبدو ؟.
في الواقع ، ان المخطط الذي اظهره (آل غور) بيّن ان هنالك تأخيرا بين الظاهرتين ، فقد كان مخطط غاز CO2 يتأخر عن مخطط ارتفاع درجة الحرارة بمقدار زمني يصل الى 800 عام ، وتبدو هذه الأخيرة وكأنها (تقود) غاز CO2 ، اذن فالاخير نتيجة وليس سببا !.
في الواقع ، الانسان مسؤول عن انتاج مقدار ضئيل من غاز CO2 ، فالبراكين تنتج قدرا من هذا الغاز يفوق ما تنتجه صناعة الانسان وطائراته وسياراته مجتمعة ، ينتج هذا الغاز أيضا بكثرة في حقول تربية المواشي ونشاط بكتريا التحلل .
ولكن المصدر الأكبر لهذا الغاز هو المحيطات ، اذ تطلق هذا الغاز كلما ازدادت دفئا ، وتمتصه عندما تبرد وتتحول الى خزّانات طبيعية هائلة له .
ولكن ما سبب تأخر استجابة المحيطات لدرجة الحرارة لمدة تصل الى مئات السنين وهو ما يسبب ازدياد انتاج غاز CO2 عند ارتفاع درجة الحرارة ؟ والسبب فيزياوي ، فالمحيطات ذات سطوح وأعماق يجعل منها كتلة هائلة تحتاج لمئات السنين لتبرد أو تسخن .
ونأتي الى العامل الحاسم ، ما سبب أحترار الأرض وما يتبعه من تسخين للمحيطات ، وبالتالي زيادة غاز CO2 ؟ انها الشمس ، ببساطة .
كان الفلكيون ، منذ 400 عام يدرسون ظاهرة البقع الشمسية النشطة (الكلف) ، ووجدوا ان ثمة علاقة طردية بين ازدياد هذه البقع ودرجة الحرارة ، والعكس صحيح ، وفي العام 1893 ، أي خلال فترة العصر الجليدي الصغير ، لاحظ أحد الفلكيين البريطانيين ، ان سطح الشمس يكاد يخلو من البقع الشمسية .
تبث هذه البقع ما يسمى بـ (الرياح الشمسية ، وهي ذات طاقة هائلة ، وهي من الشدة بحيث ان دفقة واحدة منها ، لو وصلت جو الارض دون أعاقة ، لكانت قادرة على تجفيف بحر (كالبحر المتوسط) في ظرف 10 دقائق ! ، ولكن المجال المغناطيسي للارض يقوم بحرفها بعيدا نحو الفضاء ، والحمد لله الذي جعل لنا هذا (السقف المحفوظ) .
نعرف جيدا ان الغيوم مرادفة للبرد، والسبب ان أشعة الشمس تخترق الغيوم فيصل ضعيفا الى قشرة الأرض ، مسببا البرودة
في دراسة لعلماء الأرصاد الجويّة ، لاحظوا ان جو الارض يُقصفْ بأستمرار بوابل من جسيمات تحت ذريّة تسمى (الأشعّة الكونية) ، مصدرها انفجار نجوم مستعرة Super Nova خارج المجموعة الشمسية وعند وصول تلك الجسيمات الى جو الأرض ، تعمل على توليد البخار ، وبالتالي الغيوم ، ثم البرودة ، وفي حالة النشاط الشمسي ، تطغي الرياح الشمسية على هذه الجسيمات ، فتحرفها بعيدا عن جو الأرض ، فتقل الغيوم وبالتالي يتسبب الأحترار.
أثبتت دراسة جيولوجية لجو الأرض لملايين السنين ، فوُجدَ ان درجة الحرارة تتناسب عكسيا مع مقدار الأشعة الكونية ، وتبقى الحصيلة النهائية ، الشمس .
اذن لماذا هذا اللغط فيما يخص العلاقة بين غاز CO2 وأحترار الكوكب ، وكل ما يصاحب ذلك من كوارث طبيعية ؟
ظهر هذا الربط في السبعينيات ، أي عند حصول ارتفاع درجة الحرارة ، وصادف مع ذلك ، ظهور أضرابات لعمّال الفحم والنفط بشكل واسع النطاق في بريطانيا لا علاقة لها بموضوع الأحترار.
ولكن عند استلام السيدة (تاتشر) سدة الحكم في بريطانيا ، كان همّها منع تلك الأضرابات من خلال البحث عن بدائل للطاقة (النفط والفحم) ، ووجدت ضالتها في الطاقة النووية لتوليد الكهرباء ، فأولتها أهتماما واسعا بالرغم من ان أحترار الكوكب لم يكن يعنيها ، وعليه فالسبب سياسي .
أستغلّت الأخبار فيما يخص علاقة غاز CO2 وأحترار الكوكب لتُثبت وجهة نظرها ، ونجحت في رصد ميزانية كبيرة لغرض الابحاث وتطوير الطاقة .
بناء على رغبة السيدة (تاتشر) ، تم تأسيس الـ IPCC ، الذي تناسى كل ابحاث الأرصاد الجوية ممسكا بخيط علاقة غاز CO2 بأحترار الكوكب وكل ما يصاحبه من كوارث طبيعية ، وأهملوا دور الشمس !.
وعزوا سبب زيادة نسبة هذا الغاز الى السيارات والطائرات والمعامل وغيرها وأعتبروا أن ذلك من أفرازات النمو الأقتصادي وبالتالي ، الحضارة ، هذا يعني أنهم وقفوا ضد التنمية .
وظهرت منظمات مناهضة للسيارات او الطائرات أو الصناعة ! ، بل ضد الشيطان الأكبر المسمى أمريكا .
انتشرت فكرة الاحترار بسبب غاز CO2 عالميا بواسطة عاملين :
1. أستخدام أعلام مكثّف لتخويف الاغلبية (الرأي العام) من التبعات (الكارثية) لهذه الظاهرة ، وقد نجحوا في أقناعهم .
2. أنهيار الشيوعية وجدار (برلين) ، وهكذا وجد الكثيرون من النشطاء السياسيين (سابقا)أنفسهم ، منخرطين في أيديولوجية جديدة من منظمات وحركات بيئية وكأنها (ماركسية جديدة) ، تعتبر ندا للرأسمالية المتفرّدة .
كان ائتلافا عجيبا بين (تاتشر) في اليمين ، وجناح اليسار الجديد المضاد للرأسمالية ، وأزداد التمويل لهذه المنظمات ليصل الى 2 مليار دولار سنويا ، رُصِدَتْ من قبل بريطانيا وأمريكا ، وأماكن أخرى لبناء أجهزة تتنبأ بالارصاد الجوية على المدى البعيد ، ولكنها فشلت ، ورغم ذلك ازداد التمويل ، فالولايات المتحدة وحدها ترصد بحدود 4 مليار دولار سنويا ! ، وهكذا ظهرت طبقة جديدة من الصحفيين وهم (صحافيو البيئة) ، وما لهم من دخل كبير في الرأي العام ، والمزيد من الوظائف ! .
أحدى الذرائع التي يتشدّقون بها هي ذوبان جليد القطب ، والتركيز على صور وأفلام جبال الجليد وهي تتهشم ، ولكن من المعروف انها دورات للذوبان والتجمد ، تحدث منذ ملايين السنين ، ولا يوجد أي دليل على شذوذ ما ، وظهرت أفلام سينمائية روائية – دعائية تمثل البحر وهو يبتلع اليابسة ، مسببا كوارث لا تصدق ، وكأنها نهاية العالم .
منطقة (غرين لاند) كانت ادفأ بكثير مما هي عليه الأن منذ 1000 عام ، ولم تسبب أنذاك أي تغير دراماتيكي بيئي بسبب ذوبان جليدها .
بعض مناطق (روسيا) ، عانت من ذوبان الجليد وبشكل كبير منذ 600 عام ، أكبر بكثير مما تشهده الأن .
يخيفون الرأي العام من أن الدفء سيزحف على المناطق الباردة (أوربا ، المركز الاقتصادي القوي ) ، وسيجلب معه أمراض المناطق الأستوائية كالملاريا الذي ينقله البعوض .
أحد علماء البيولوجيا ، وكان عضوا سابقا في IPCC كذّب هذه المزاعم ، وأدّعى ان البعوض يعيش في كل البيئات ، وتوجد أعداد هائلة منه في الدائرة القطبية الشمالية ! .
في العشرينيات من القرن الماضي ، أجتاح (البعوض) الاتحاد السوفييتي السابق ، وانتشر هناك مرض الملاريا ، وأصاب 13 مليون شخص ، وسبّبَ وفاة 600 ألف شخص ، في الوقت الذي يدعي بيان الـ IPCC (أن البعوض لا يعيش في بيئة ذات درجة حرارة من 16-18 درجة مئوية) !.
الكثيرون من العلماء من الأعضاء السابقين في الـ IPCC تعرّضوا لشتى انواع التُهم على أنهم تقاضوا رشاوى من شركات نفطية وصناعية كبرى بدعوى انهم قاموا بالترويج المضاد للمنظمات البيئية ، وبذلك لطّخوا سمعتهم ، فصارت كلمتهم غير مسموعة ، وليست محل ثقة .
ولكن ما تأثير ذلك على الدول النامية وبالذات (أفريقيا) ؟ ، نراها مسرحا للمؤتمرات البيئية وبالذات (كينيا) ، يحضرها صحافيون ، وناشطون بيئيون ، منظمات ، أعضاء ، مدراء ، وغير ذلك ، بدعم من الأمم المتحدة ، أحد هذه المؤتمرات دام لعشرة أيام ، حضره أكثر من 6000 شخص من شتى بقاع العالم ، لمناقشة خطر زيادة غاز CO2 من صنع الأنسان ، وما يصاحب ذلك من بذخ للاموال ، وكل من يتجرأ على تحديهم مشككا ، كان كمن ينكر محارق النازية (الهولوكوست) ! .
هذه المنظمات تبدو وكأنها بيئية – انسانية ، ولكنها سياسية في الواقع وكل سياسي عليه ان يكون متوافقا مع هذه المنظمات ومتملقا لها ليدفع ما يشبه (الاتاوة) ، لغرض الأرتقاء سياسيا !.
قرى أفريقيا بلا كهرباء ،وعليه ، سيكون الطبخ وتسخين المياه بواسطة حرق الخشب داخل المنازل ، لينتج دخانا هو أخطر أنواع التلوّث ، فحسب منظمة الصحة العالمية (WHO) ،يموت حوالي 4 ملايينطفل دون سن الخامسة سنويا بسبب هذا التلوث ، والملايين من النساء ، يمتن بعمر مبكر بسبب أمراض السرطان وأمراض الرئة ، كذلك بسبب التسمم لغذائي الناتج عن عدم استخدام برادات لفظ الأغذية .
تمتلك أفريقيا النفط والفحم ، ولكن المنظمات البيئية ضد أستخدام هذه المصادر ، وسيقولون أن على أفريقيا ان تستخدم مصادر لطاقة البديلة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح ، وهي مكلفة جدا وتعادل 3 أضعاف مولد ديزل ينتج نفس الطاقة ، ولا تزال في طور التطوير ، ولا تضاهي الطرق الكلاسيكية لأنتاج الطاقة من حيث الكم .
والسؤال هو :كم توربينة هواء ، وكم لوح شمسي مطلوب لأدارة معمل للحديد والصلب لأنتاج سكك حديد لازمة لربط القرى الأفريقية ببعضها ؟ والأكثر من ذلك : ما كلفة هذه المشاريع ؟ مَن الذي سيمولها ؟ اذ ان الكهرباء مسألة حياة أو موت ، فالفرد الافريقي عليه خزن الاغذية ، واللقاحات المضادة للاوبئة ، ومشاريع التنمية والتطوير الأقتصادي .
انها ذريعة لقتل الحلم الأفريقي والدول النامية من أن تتطور وترتقي .
التعليق
رغم التقدم الهائل في المعلوماتية ونُظُم الأتصال ، ورغم تطور الصناعة مجملا ، الا ان هذه العناصر بحاجة الى الطاقة لتعمل ، وبدونها تصبح صخرة صماء ، ومصدر الطاقة الوحيد الواقعي والمعوّل عليه هو حرق الوقود الأحفوري بمحركات توربينية أو مكبسية ذات كفاءة لم تتجاوز لحد الأن أكثر من 32% أي اننا نبدد 68% منها للهواء بشك حرارة مطرودة ،فضلا عن التلوث ، ثم أن الوقود الأحفوري قابل للنضوب ، ولم (يتحضّر ) العلماء لبدائل ما بعد النضوب ، ولا تزال البدائل ( الطاقة الشمسية ، طاقة الرياح ) غير واعدة على نطاق واسع ، وأنها غالية الثمن ، الا الطاقة النووية ، لكن مخاطرها كبيرة وقاتلة ، وليست أزمة (تشيرنوبل و فوكوشيما) ببعيدة ، الا يمكن القول ، ان صناعتنا لا تزال في طور التخلف ؟ لعدم وجود بدائل رخيصة وواقعية وتجارية ؟.
أما فيما يخص بلدنا (العراق) ، فأقول ، لا يبدو للوهلة الاولى ان هذا السجال يعنينا ( فالمفلس في القافلة أمين) للاسف الشديد ، ولكن أزمة الكهرباء لدينا صارت مزمنة بشكل غير طبيعي وغير عقلاني وغير منطقي على مر سنوات من الوعود الكاذبة والتسويف ، ورغم كوننا الدولة الأكثر فسادا في العالم .
أقول ، ربما خضع العراق هو الأخر لأبتزاز هذا اللوبي الجهنمي ، لقتل الحلم العراقي أيضا .
الحكومة العراقية ، الخاضعة أصلا للمحتل ، خاضعة للضغوط الاقليمية ، خاضعة لكل شيء ، الا لأرادة ومطالب المواطن في الحياة كأنسان ، مثل باقي البشر .