7 أبريل، 2024 1:23 ص
Search
Close this search box.

أحب الوطن لأجل الوطن

Facebook
Twitter
LinkedIn

مرت سنوات عديدة على كتابة صفحات عديدة تناولت فيها وقائع حقيقية ودامية عاشها أحد مواطني هذا البلد الجريح الذي توالت عليه الشدائد والمحن نرى من خلالها صور مجيدة للصمود والاعتزاز بالنفس والصبر على شتى انواع العذاب حيث امضى سنوات العمر وزهرة الشباب اما سجينا او مطاردا بل وحكم بالموت لأكثر من مرة ليس هذا فحسب بل انه لبس قناع الاعدام ورفع على الكرسي ولكن ارادة الله تعالى قضت له بالحياة حيث صدر العفو الرئاسي في اللحظة الاخيرة وفي ذلك قصة طويلة قد اتناولها في صفحات أخرى جديدة حينما استطيع جمع المعلومات الكافية حول الموضوع.

أكتب عنه ليس لأنه اخي ولكن لتميزه اجل فهو مميز في شخصيته وتفكيره وعمله ..شخصية جمعت حب الخير والإنسانية فهو مناضل ومكافح على الرغم من عدم انتمائه لأي حزب من الاحزاب وان حسب على الحزب الشيوعي العراقي وهدفه هو تحقيق العدالة الاجتماعية ومبدئه ان لا يصمت عن كلمة الحق وان يقول ما يعتقد وهذا الامر جعله في مواجهة حقيقية مع الكثير من الظالمين والظلاميين فاحتمل من العذاب والالم ما لا يطاق.

عرفه الكثيرون وفي مختلف الدوائر وفي مختلف المحافظات بل وجمعه السجن بشتى الشخصيات التي لها مواقف وطنية وانسانية حكموا على اساسها بالسجن فمنهم من حكم بالموت ومضى شهيدا ومنهم من بات اليوم مسؤولا وله صوت وميدان لكن اخي ابدا لم يحاول ان يتواصل معهم وقد نقل عن البعض انهم يذكرونه ويسألون عنه ويرغبون في لقاءه اذ عرفوا حقيقة شخصيته وانسانيته وصلابته في الشدائد فهو لا يملك الا الايمان بالعدالة الاجتماعية ويواجه كفرد متجرد عن اي سلاح الا كلمات يهتف بها داعيا لتحقيق تلك العدالة ومهاجما الجبروت والعسف وسلاح الايمان غير قابل للهزيمة حتى وان لم ينتصر صاحبه حتى وان هوجم من قبل خفافيش الظلام فلا بد ليوم تشرق فيه الحقيقة ساطعة ويعرف الخير والشر فكم مرة اعتذرت الشعوب لروادها حتى ولو بعد مضي فترات من الدهور وجعلت كلماتهم شعارات لتحقيق الاهداف ونبراسا يضيء درب المسيرة نحو البناء.

هو مميز حيث امضى تلك السنوات العجاف وحاز شهادات ووثائق تمكنه من ان ينال كما الاخرين امتيازات مادية سعى البعض لنيلها وبوسائل شتى شملت التزوير

والتدليس لكنه واجه رئيس المؤسسة الذي دعاه ليقدم وثائقه لمنحه تلك الامتيازات بعبارة تدل على عظم نفسه واعتزازه بالقيم الانسانية حيث رده قائلا:-( ما قمت بذلك الامر لكي انال ثمنه من دماء ودموع ابناء الشعب بل وجدت قول الحق والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية واجبا مقدسا سعيت لتحقيقه, لقد عملت ما وجدته مناسبا… واضاف :لم تتحقق العدالة الاجتماعية لغاية الساعة).

هو لم يساوم في اي يوم من ايام حياته لأجل الحصول على الحظوة او السطوة او الاثرة بل وجدناه على استعداد دائم للبذل والعطاء دون انتظار رد الجميل ولو بكلمة شكر.

هو رغم كونه اب وجد يعيش وحيدا فتلك السنون العجاف والاخرى المريرة خلفت في ذاته محددات للود والتقارب رغم تسامحه مع الجميع وكثرة الاصدقاء وان كان اصدقاء الشدة اقل ما يكون. احب الجميع لكن صدق الوداد حفظه في نفسه.

هو انسان بسيط وان بدى لك ضاحكا فضحكه غلالة يختفي ورائها الالم صبور لا يشتكي وان تزاحمت الشدائد تراه بين اكداس الكتب في غرفته الصغيرة ويناقشك في الكثير من القضايا التي قد لا يتناولها المثقفون وهو لم يكمل تعليمه المدرسي لكنه اعتمد التثقيف الذاتي فتعلم واكثر ما يشده سيرة الذين حققوا المجد الانساني مثل (جيفارا, غاندي, نهرو, نيلسون مانديلا, جميلة بوحيرد, عمر المختار)اولئك الذين عملوا للإنسانية جمعاء متخطين الحدود والقيود.

اخيرا اقول يظل بلدنا الحبيب بلد الخير و الجمال ولن يخل من الابناء المخلصين عن جهادهم لتحقيق السلام في بلد السلام ويظل دجلة والفرات وتظل خارطة العراق ربيعا للحياة…لا تيأس فاليأس كفر ونعوذ بالله ان نكون من الكافرين وان سلطت على اجسادنا سياط الظالمين ,وان دوت فوق رؤوسنا مدافع المجرمين وان تفجرت قلوب العدى بحقدها الدفين .

اجل لا يأس مع الحياة والعمل لتحقيق الحياة الاجتماعية الآمنة

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب