23 ديسمبر، 2024 1:04 ص

أجيالنا بين الوعي واللاوعي!

أجيالنا بين الوعي واللاوعي!

يوجد أناس لهم مواقف إصيلة يذكرها التاريخ, بأحرف من نور, وأناس لاموقف لهم لايسمعون ولا يقرؤون, وكثير لا يريدون أن يتحملوا المسؤولية, فأزمة الوعي والإخلاص والمسؤولية, لتكون الأفعال مصدقة للأقوال من أشد الأزمات التي تعصف بأحوالنا.
 الحضارة والحرية, والديمقراطية, والإنسياق وراء التطور, والغطاء المتشدق بحقوق الإنسان, أمور كلها جعلت العراق يعيش حالة من الوضى والإرتباك.
 الخطر الأكبر الذي يهدد بلدنا الآن, هو محاولات الأعداء لمحو ثقافته الدينية, والوطنية تحت ذرائع شتى, وقد أشار السيد السيستاني (دام ظله الوارف) مؤكداً على أن العزوف عن تحمل المسؤولية, والتعاون لبناء الدولة العادلة, لأي سبب كان, سيمنح الفرصة للأخرين, في تحقيق مآربهم غير المشروعة, ولات حين مندم
الإهمال واللامبالاة هما من مخلفات النظام البائد, وكان لهما آثارعميقة في تنشئة الأجيال سلبيا, وبين أزمنة نتقلب فيه ذات اليمين وذات الشمال, تستيقظ حكايات الأجداد وهي تروي صراعاً دامياً, لا قرار فيه ولا هوادة ولا إستكانة, فقد تكون بضع كلمات بلسماً للجراح.
 تقفز عبارات الحكمة الى أذهان الأجيال, وتختصر كثيراً من المواقف, لتعطي دروساً عظيمة بكلمات قليلة, ليوضع الساعد فوق الساعد, وليعفو الكبير عن الصغير, وليتسامح الأخوة فيما بينهم, ولننسى الماضي الأليم, ونعيش الحاضر ونرسم المستقبل, ولينفض غبار الطائفية والعداوة, إمتثالا لتعاليم ديننا الحنيف, ليحظى الناس برضا الخالق المعبود.
طريق الإصلاح والفلاح لن ينجح, الا بالإخلاص والوعي وتحمل الأعباء بنية صادقة, وصولاً الى تحقيق الطموحات, فما أجمل أن يكون النجاح حليفنا, يوم لا ينفع فيه إلا صالح الأعمال, فمقومات النجاح تبدأ بتحرير العقل من أنواع الجهل, بمسيماته الزائفة, مثل تهميش الحريات, وإشاعة الإبتذال, ونشر سياسات مناهضة للعدالة, والكرامة المسلوبة, والتطرف والعصبية.
الإرهاصات المارة الذكر, هي التي ساعدت في أحباط معنويات إجيالنا, وقللت من تحملهم للمسؤوليات الملقاة على عاتقهم, لأنهم مشاريع المستقبل, وهم لا يدركون معنى للمسؤولية أصلاً!.
المجتمع الذي لا يعترف بإنسانية الشخص المسؤول الطموح, ذو النية الصافية النقية الداعية الى الإستقامة والنزاهة, هي ما يجب الأشارة إليه لأن الإستقرار يعني مجموعة متداخلة, من التعاون والتسامح, والتخطيط والتنظيم, لتحمل المسؤولية بشكل واقعي ومعتدل وشجاع, لنصل الى ذروة التكامل والثبات, في مجتمعنا المعاصر, الذي ينادي بإحترام حقوق الإنسان والمواطنة وحرية الرأي والمعتقد, حتى يكون العراق ملاذاً آمنا ومصدراً للعطاء والديمقراطية المستقرة, وهذا ما نبتغيه من رجال السياسة الوعي والإخلاص, وزرعه في أجيالنا.