17 نوفمبر، 2024 7:29 م
Search
Close this search box.

أجندة رئيسي

في ضوء ماقد أثير ويثار من أمور وقضايا مختلفة تمس صميم الأمن والاستقرار، فإنه ليس هناك مايدل على إن عهد الرئيس الايراني الجديد، ابراهيم رئيسي سيمر بسلام وإنه سيحقق الامال المعقودة عليه، ولاسيما إن الذي لفت النظر کثيرا هو إن رئيسي وعلى أثر إعلان فوزه وعقده مٶتمرا صحفيا فإن المراسلون الدوليون واجهوه بسٶال محرج بشأن دوره في مجزرة عام 1988، الخاصة بإعدام 30 ألفا من السجناء السياسيين حيث قدم إجابة صارت موضع تهکم وتندر من جانب الاوساط الاعلامية والسياسية الدولية عندما قال بأن دوره في إرتکاب مجزرة عام 1988، کان من أجل الدفاع عن حقوق الانسان!
لئن لم يکن ترشيح رئيسي وتنصيبه کرئيس لإيران يبعث على الراحة والاطمئنان من الاساس، فإنه ومنذ مباشرته بالعمل کرئيس للنظام، ليس هناك من أي بادرة إيجابية يمکن الإيحاء من خلالها بأن عهده سيکون عهدا مفيدا على مختلف الاصعدة وخصوصا بعد التصريحات المتشددة التي أطلقها وزير خارجيته أمير عبداللهيان والتي أکد فيها بأنه سيسير على نهج الارهابي قاسم سليماني في مجال السياسة الخارجية الى جانب تأکيده على إستمرار التدخلات السافرة وإستمرار العلاقات المشبوهة مع الاذرع العميلة للنظام في بلدان المنطقة، الى جانب ماقد بدر عنه من تصريحات متشددة بشأن البرنامج النووي للنظام ومحادثات فيينا بحيث أعطى کل ذلك إنطباعا سلبيا واضحا بما يمکن أن يکون عليه عهد رئيسي.
في ضوء ماقد طرحناه من رٶية بشأن بدايات عهد رئيسي، فإن ماقد قاله يوم السبت الماضي بأن إيران مستعدة لإجراء محادثات مع القوى الغربية لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 لكن ليس تحت “ضغط” غربي، مضيفا أن طهران تسعى من أجل مفاوضات تؤدي إلى رفع العقوبات الأميركية. ولاسيما بعد أن أوضح خلال مقابلة مع التلفزيون الرسمي أذيعت على الهواء مباشرة من أن “الغربيون والأميركيون يسعون وراء محادثات مع الضغط.. لقد أعلنت بالفعل أننا سنجري محادثات بناء على أجندة حكومتنا، لكن ليس تحت ضغط”، فإن هذا الکلام لايبدو إن الاوساط السياسيـة والاعلامية الدولية ستحمله على محمل حسن، خصوصا وإنه عندما يشير الى إن حکومته ستجري المحادثات بناءا على أجندتها وليس تحت أي ضغط، وإن أجندة يٶکد رئيسي بأن محادثات حکومته ستجري في ضوئها وبناءا عليها، هي قطعا أجندة صميمية للنظام وهي نفس الاجندة التي تعامل ويتعامل النظام في ضوئها وبناءا عليها وهذه الاجندة هي نفسها التي جعلت وتجعل النظام الايراني يغرد دائما خارج السرب وتجعله مشبوها ومرفوضا من جانب المجتمع الدولي.

أحدث المقالات