تناقلت بعض وكالات الأنباء عن مطالبة السييد نائب رئيس مجلس النواب بأنشاء جناح خاص له وبمكتب مستقل بعيدا عن أعيين الناس والصحفيين أسوة برئيس المجلس والنائب الثاني ، وبرغم ان الخبر ربما غير دقيق ، فانها اسوة غير حسنة بالتبذير والصرف ، والشباب لايملك ثمن قميص كما قال أحد المتظاهرين يوما ، والغريب ان بعض الناس يتغير بدرجة نصف دائرة او يدور حول نفسه بين ليلة وضحاها يوم تكليفه بعمل عام ، وكأنه لا يمت للامس بصلة ، والأغرب ان الكثير ممن شاهدناهم على المسرح السياسي تنكروا لواقعهم ومحلتهم واهلهم وانبهروا بالأضواء وتراجعوا عن شعاراتهم الانتخابية ، وإلا لماذا هذا الصرف غير المبرر والذي ذكرنا بآلاف الدولارات التي يصرفها الموظفون الكبار على أعادة تأثيث مكاتبهم لدى استلامهم المسؤولية ، هذه المكاتب يجب أن تكون أقرب إلى واقع العراق الإقتصادي ومحرومية المواطن العادي ،
ان المواطن لا يجد أن المجلس كان في مستوى الطموح فهو لغاية هذه اللحظة ، وبعد مرور أكثر من عام على الانتخابات العامة وهو لم يكمل عمل اداري بسيط الا وهو إكمال انتخاب رؤساء اللجان الانتخابية ، او السكوت على تصرف الكتل وجنوحها السياسي في مسألة أختيار وزير للدفاع والداخلية في هذه الظروف الامنية المترنحة بفعل طبول الحرب الايرانية الامريكية او محاولة داعش للعودة من جديد ، اقل تقدير ان الحكومة كانت خطواتها متواضعة لتطبيق البرنامج الحكومي ، او السكوت على مهاترات مجالس المحافظات المخجلة، هذا يقيل اامحافظ ، وذاك يعيد المقال ، ومجلس ثالث محافظه نائب في البرلمان وهو متمسك بالمنصبين خلافا للقواعد الأصولية ، بل شكلوا سابقة لا يمكن التغاضي عنها ، والكثير من الغياب والكثير من المناكفة والمعاكسة ورئاسة المجلس بالمكاتب لاهية وبالمظاهر زاهية .
ان الضغط على النفقات كان من اولويات البرلمان وكان على البرلمان ان يبدأ بأدارته وان يكون مثلا يقتدي به الوزير او من يليه ، او ان يضع الخطط للتقليل من النفقات الحكومية مقابل الانفتاح على الصرف الإنتاجي ، وأن يحاسب وزير الزراعة والتخبط الذي تسير عليه الوزارة ، او التعطيل المتعمد للتصنيع المحلي ومناقلة الأموال الخاصة بالسفر والايفاد الى المصانع المعطلة ، هذه هي مهام البرلمانات في دول العالم لا برلمان الكافتريا وتعطيل القوانين ، او برلمان المكاتب المبهرة.