23 ديسمبر، 2024 1:29 ص

أجنحة ومكاتب والتقشف غائب

أجنحة ومكاتب والتقشف غائب

تناقلت بعض وكالات الأنباء عن مطالبة السييد نائب رئيس مجلس النواب بأنشاء جناح خاص له وبمكتب مستقل بعيدا عن أعيين الناس والصحفيين أسوة برئيس المجلس والنائب الثاني ، وبرغم ان الخبر ربما غير دقيق ، فانها اسوة غير حسنة بالتبذير والصرف ، والشباب لايملك ثمن قميص كما قال أحد المتظاهرين يوما ، والغريب ان بعض الناس يتغير بدرجة نصف دائرة او يدور حول نفسه بين ليلة وضحاها يوم تكليفه بعمل عام ، وكأنه لا يمت للامس بصلة ، والأغرب ان الكثير ممن شاهدناهم على المسرح السياسي تنكروا لواقعهم ومحلتهم واهلهم وانبهروا بالأضواء وتراجعوا عن شعاراتهم الانتخابية ، وإلا لماذا هذا الصرف غير المبرر والذي ذكرنا بآلاف الدولارات التي يصرفها الموظفون الكبار على أعادة تأثيث مكاتبهم لدى استلامهم المسؤولية ، هذه المكاتب يجب أن تكون أقرب إلى واقع العراق الإقتصادي ومحرومية المواطن العادي ،
ان المواطن لا يجد أن المجلس كان في مستوى الطموح فهو لغاية هذه اللحظة ، وبعد مرور أكثر من عام على الانتخابات العامة وهو لم يكمل عمل اداري بسيط الا وهو إكمال انتخاب رؤساء اللجان الانتخابية ، او السكوت على تصرف الكتل وجنوحها السياسي في مسألة أختيار وزير للدفاع والداخلية في هذه الظروف الامنية المترنحة بفعل طبول الحرب الايرانية الامريكية او محاولة داعش للعودة من جديد ، اقل تقدير ان الحكومة كانت خطواتها متواضعة لتطبيق البرنامج الحكومي ، او السكوت على مهاترات مجالس المحافظات المخجلة، هذا يقيل اامحافظ ، وذاك يعيد المقال ، ومجلس ثالث محافظه نائب في البرلمان وهو متمسك بالمنصبين خلافا للقواعد الأصولية ، بل شكلوا سابقة لا يمكن التغاضي عنها ، والكثير من الغياب والكثير من المناكفة والمعاكسة ورئاسة المجلس بالمكاتب لاهية وبالمظاهر زاهية .
ان الضغط على النفقات كان من اولويات البرلمان وكان على البرلمان ان يبدأ بأدارته وان يكون مثلا يقتدي به الوزير او من يليه ، او ان يضع الخطط للتقليل من النفقات الحكومية مقابل الانفتاح على الصرف الإنتاجي ، وأن يحاسب وزير الزراعة والتخبط الذي تسير عليه الوزارة ، او التعطيل المتعمد للتصنيع المحلي ومناقلة الأموال الخاصة بالسفر والايفاد الى المصانع المعطلة ، هذه هي مهام البرلمانات في دول العالم لا برلمان الكافتريا وتعطيل القوانين ، او برلمان المكاتب المبهرة.